حصاد السينما في العام 2018 (2) السينما العالمية: المرأة تخرج رابحة سينمائياً... في «سنة الاتجاهات المتناقضة»

ما لا يقل عن 20 فيلماً روائياً وتسجيلياً أنتجت في 2018 بتوقيع مخرجين أفرو ـ أميركيين

"مجلة جنى" عندما تداعت حكايات هارفي وينستين، المنتج السينمائي الأميركي، مع الممثلات اللواتي اعتقدن أنه يريد الحديث معهن حول مشاريعه المقبلة معهن في مخدعه الخاص، ليكتشفن أنهن وقعن في أقدم حيلة سينمائية في التاريخ، تداعت حركات التحرر الجديدة وانبثقت تيارات نسائية تطالب - بحق - المساواة في الوقت الذي كان المنتج الشهير يتلقى ضربات عشرات القضايا المرفوعة ضده بسبب أفعاله المشينة.

هارفي صرّح قبل أيام أن عام 2018 كان «جحيماً» بالنسبة إليه، ولا عجب. لكنه كان جحيماً أيضاً للممثل كَفن سبايسي الذي لم يتعرض للنساء بأي أذى، بل بالرجال فقط، خصوصاً الشبّان من بينهم. سبايسي أسدل الستارة، في هذا العام الآيل لنهاياته، على مهنته السينمائية كممثل. عندما وقعت الفضيحة سارع المخرج ريدلي سكوت وشركة «سوني» لاقتلاعه من فيلم «كل المال في العالم» وأعيد تصوير مشاهده مع الممثل كريستوفر لامبرت، بديلاً.

- موقف مزدوج
لكن ما تقدّم هو جزء من صورة كاملة تقع في الشق الفاصل بين الصحيح والخطأ، بين الفضيلة والرذيلة وبين ما هو فعل صائب في مواجهة فعل يدعي الصواب، بل ما هو حق التعبير ومناهضته. قبل أيام تنازل الممثل الكوميدي كَفن هارت عن تقديم فقرات حفل الأوسكار المقبل كما كان مقرراً منذ بضعة أسابيع. السبب خلاف نشب بينه وبين الأكاديمية المانحة لأشهر جوائز السينما حول تغريدات معادية للمثليين أطلقها على حسابه. وجهة نظر هارت أنها كانت تغريدات عفا عليها الزمن، إذ أطلقت منذ سنوات، لكن الأكاديمية اعتبرتها ما زالت سارية المفعول ووجهة نظرها، أفصحت عنه أو لم تفصح، هو أنها تحاول رفع نسبة مشاهديها (المتوعكة في السنوات العشر الأخيرة) وليس الهبوط به.

يمكن تفهم موقف الأكاديمية، وإن من المستبعد القبول به، خصوصاً إذا ما تذكر مواقفها السابقة في هذا الصدد. فحتى عام 2014 كانت غالبية أعضاء الأكاديمية من ذوي البشرة البيضاء (قرابة 93 في المائة)، كما كانت نسبة الرجال بين الأعضاء تصل إلى 77 في المائة.

أحد المدافعين عن كَفن هارت وموقفه، هو الكوميدي، نك كانون، الذي ذكر أن أحداً من الأكاديمية لم يعتذر حتى اليوم عن منح الممثلة هاتي مكدانيال كرسياً في الصفوف الأمامية عندما تم ترشيحها للأوسكار عن دورها في فيلم «ذهب مع الريح» سنة 1944، وذلك لأنها كانت ممثلة سوداء البشرة. وعندما تم الإعلان عن اسمها كفائزة عن دورها المساند في ذلك الفيلم اضطرت للنهوض من على كرسي في آخر صفوف القاعة (الصف الذي كان مخصصاً لـ«ذوي البشرة الملوّنة») لكي تصعد المنصّة كأول ممثلة أو ممثل من أصول أفريقية يفوز بالأوسكار.

وفي مقابل هذه القضايا المطروحة، هناك نسبة أعلى من الأفلام التي تم إنتاجها في هوليوود خصوصاً، التي أخرجها أو قام ببطولتها ممثلون أفرو - أميركيون (أميركيون من أصول أفريقية)، وكذلك في عدد الأفلام التي أخرجتها، حول العالم، نساء. هاتان الملاحظتان هما أهم ما برز من قضايا خلال سنة 2018، بجانب المزيد من تحوّل المخرجين الأوروبيين لإطلاق أفلام ناطقة بالإنجليزية (وإن كانت أوروبية) بالإضافة إلى قضية العروض المنزلية التي تؤمنها شركتا «نتفلكس» و«أمازون» على الأخص.

- أفرو - أميركيون
ما لا يقل عن 20 فيلماً روائياً وتسجيلياً طويلاً أنتجت في 2018 بتوقيع مخرجين أفرو - أميركيين، من بينها 14 فيلماً تمتعت بتوزيع رئيسي داخل وخارج الولايات المتحدة، أهمها فيلم «بلاك بانثر» الذي حققه رايان كوغلر من بطولة شادويك بوزمان ومايكل ب. جوردان ولوبيتا نيونغ، والثلاثة من بين أهم شخصيات الجيل الجديد من الممثلين الأميركيين. فيلم «السوبر هيرو» هذا تكلف 200 مليون دولار استرجعها في عروض الأيام الثلاث الأولى قبل أن تبلغ حصيلته الإجمالية حول العالم ملياراً و346 مليون دولار. هناك كذلك «بلاككلانسمان» وهو ليس الفيلم الموجه لتحدي النجاح التجاري السابق، لكنه عوض المخرج سبايك لي إلى طينة الأفلام الكوميدية الساخرة ومن بطولة ممثل أفرو - أميركي آخر ينضم لقافلة الجيل الجديد الناجح من الممثلين، هو جون ديفيد واشنطن.

أهم الأفلام الأخرى هذه السنة «ذا إكويلايزر 2» لأنطوان فوكوا (وبطولة دنزل واشنطن والد جون ديفيد واشنطن) و«وتني» كَفن ماكدونالد (تسجيلي حول الحياة البائسة لنجمة الغناء وتني هاوستون) و«غبية لا أحد»No Body‪’‬s Fool) ) لتايلر بيري (بطولة تيفاني هادش وميسي بايل) و«كريد 2» لستيفن شابل جونيور (مع مايكل ب. جوردان) كما «الكره الذي تعطيه» The Hate U Give)) لجورج تيلمن. يدفع ما سبق للمقارنة مع العقود الماضية عندما كان قيام مخرج أفرو - أميركي بالوقوف وراء الكاميرا حدثاً فريداً يستقطب الاهتمام فقط لفرادته، ناهيك ببلوغ فيلمه أي نجاح مالي يُذكر أو حتى نيله فرصة مساوية لتوزيع فيلمه في المدن الكبرى.

- العنصر النسائي
لم يكن موضوع الفصل بين أفلام من إخراج رجال وأخرى من إخراج النساء بالحدة ذاتها كما هو الحال عليه في السنوات الأخيرة وفي هذا العام بالتحديد في الوقت الذي ارتفعت فيه نسبة الأفلام التي تخرجها إناث عما كانت عليه في الأعوام القريبة السابقة. في الولايات المتحدة (داخل هوليوود وخارجها) تم تحقيق 81 فيلماً من إخراج نساء في عام 2018 بالإضافة إلى أكثر من 25 فيلماً رئيسياً في أوروبا ونحو 30 فيلماً من إنتاج أفريقي ولاتيني وآسيوي.

مهرجانات السينما العالمية استمرت هذا العام بمحاولة درء أسباب النقد الإعلامي لها بالتأكيد على استقبال أفلام من إخراج نساء في مسابقاتها الرسمية حتى وإن لم تكن بالضرورة أفلام جيدة. لا يُقصد هنا القول إن المخرجات لا يصنعن أفلاماً جيدة، لكن القول بأن اختيار الأفلام يجب أن يكون تبعاً لجودة الأفلام وليس لجنس المخرج الواقف وراء العمل المعروض، وإن الإعلام الغربي بات جاهزاً على نحو آلي لينتقد عدم وجود أفلام نسائية الإخراج في كيانه. في سنة 2018 تم إطلاق ما لا يقل عن 60 فيلماً أميركياً من إخراج نساء، رغم أن معظم هذه الأفلام عرضت في نطاق ضيق وما يجاورها من أفلام أوروبية أو آسيوية أو لاتينية.

في مهرجان برلين تكوّنت المسابقة الأولى من 19 فيلماً بينها ثلاثة من إخراج نساء، وأحد هذه الأفلام («لا تلمسني» لأدينا بنتيل) حظي بالجائزة الأولى. فقط مهرجان فينيسيا «نفد بجلده» من هذا المنهج المتكلف وقدّم برنامجه من دون اعتذار، مفضلاً الأفلام الجيدة على جنس مخرجيها وتميّزت برمجته الرئيسية بالعدد الأكبر من الأفلام الجيدة من بين المهرجانين المنافسين الآخرين.

أميركياً، وعلى نطاق تجاري واضح ومن بين عشرات الأفلام التي تم رصدها من إخراج نساء، برزت بضعة أفلام نسائية تتميز بالجودة الفعلية أو تطرح مواضيع تستفيد من حساسية المرأة حيالها.

- أكشن للجنس اللطيف
كل هذه الأفلام دفعت إلى الأمام قضايا بمعالجات جادة وفنية، لكن هناك أفلام أخرى توخت العمل على المنوال التجاري الذي برع فيه الرجل طويلاً «ماري ملكة سكوتلاند» لجوزي رورك و - على الأخص - «الجاسوس الذي أهملني» لسوزانا فوغل. هذا الاتجاه ينتمي إلى ظاهرة كانت انطلقت قبل عدة أعوام لكنها تبلورت في 2018 إلى تيار كامل. إنه اتجاه إنتاج أفلام أكشن من بطولة نسائية مطلقة. معظم هذه الأفلام كان من إخراج رجال. هذا كان حال «إبادة» مع نتالي بورتمن وجنيفر جاسون لي للمخرج إليكس غارلاند، و«أوشن 8» مع ساندرا بولوك وكايت بلانشت وهيلينا بونام كارتر (إخراج غاري روس). وفي حين أن بطلات هذا الفيلم يخططن للسرقة الكبيرة فقط لتأكيد قدراتهن على القيام بما يقوم به الرجال عادة، نجد بطلات «أرامل» (فيولا ديفيز، ميشيل رودريغيز، إليزابث دبكي وأخريات) يقمن بها لأسباب اقتصادية محضة.

-- الأفلام الأعلى نجاحاً لعام 2018

- تمثل إيرادات الأفلام الطريقة المُثلى لرصد حركة الجمهور حول العالم، فهي تطلعنا على ما فضّله المشاهدون غير المعنيين كثيراً بالنواحي النقدية والعناصر الفنية. الفيلم ما زال، بالنسبة لمئات ملايين الناس حول العالم، مصدر ترفيه قبل أن يكون مصدر فن ورسالة.‬

التالي هو آخر ما سجلته الإيرادات العالمية (وليس الأميركية فقط) من أرقام للأفلام العشرة الأولى في قوائمها.

1 Avengers: Infinity Wars

الحلقة الأخيرة من مسلسل الكوميكس بأبطاله المتعددين: 2 مليار و84 مليون و815 ألف دولار
تقييم الناقد: (جيد)

2 Black Panther

أكشن عن «سوبر هيرو» أسود آت من صفحات الكوميكس الشعبية: مليار و347 مليون و71 ألف دولار.
‫تقييم الناقد: (ممتاز)

3 Jurassic World: Fallen Kingdom

تشويق مع رسالة ضد العلم واستهلاكه من المنتج ستيفن سبيلبرغ: مليار و304 ملايين و866 ألف دولار.
تقييم الناقد: (جيد)

4 Incredibles Two

رسوم متحركة عن بطولات خارقة لعائلة تريد بدورها إنقاذ العالم: مليار و241 مليون و480 ألف دولار.
تقييم الناقد: (جيد)

5 Venom

توم هاردي في هذه الثورة العبثية ضد الخير والشر معاً مستخلصة أيضاً من الكوميكس: 853 مليون و85 ألف دولار
تقييم الناقد: (جيد)

6 Mission: Impossible - Fallout

أفضل أفلام السلسلة (لجانب الجزء الأول) يقوم فيه توم كروز بتحدي قدراته السابقة وينجح: 787 مليون و497 ألف دولار.
تقييم الناقد: (ممتاز)

7 Deadpool two

سيادة أفلام الكوميكس على الإيرادات استمرت هنا مع مزج التشويق بالهزل: 734 مليون و719 ألف دولار
‫تقييم الناقد: (وسط)

8 Ant‪ - ‬Man and the Wasp

الرجل النملة والدبور، شخصيتان مكملتان كل للآخر في هذه المغامرات غير المعقولة: 522 مليون و309 آلاف دولار.
‫تقييم الناقد: (وسط)

9 Bohemian Rhapsody

الفيلم البيوغرافي الوحيد، وهو يدور حول المغني الأول في فريق «كوين»: 598 مليون و743 ألف دولار.

10 Ready Player One

فيلم آخر لسبيلبرغ، هذه المرّة مخرجاً، مليء بالمؤثرات والمشاهد الخفيفة عن عالم ينتقده المخرج ضمنياً: 578 مليون و621 ألف دولار.

-- اختيار الناقد لأفضل الأفلام الأجنبية لعام 2018

شاهدتُ أكثر من 274 فيلماً أجنبياً جديداً في العام الحالي (من أصل نحو 5000 ‬فيلم، هو متوسط ما تُطلِقه عواصم السينما حول العالم كله). هناك البعض مما شاهدت وتضمنته قوائم نقاد آخرين اعتادوا إعلان اختياراتهم في مثل هذه الأيام، لكنه لم يدخل قائمتي، وقليل مما لم أستطع مشاهدته حتى الآن، وإن لم يجد معظمها طريقه للقوائم الأخرى أيضاً.

- الترتيب هنا أبجدي للعشرة الأولى مما نال الإعجاب والتقدير.

BlacKkKlansman

إخراج: سبايك لي (الولايات المتحدة)
نكهة كوميدية داكنة تنبع من داخل الحكاية الواقعية، وفوقها بعض ما عُرف عن المخرج من نظرات نقدية ساخرة. شرطي أسود في بلدة محيطها أبيض يتصل بمنظمة «كو كلوكس كلان»، المعروفة بتاريخها العنصري، مدعياً أنه شخص أبيض ويريد الانضمام للمنظمة. يرسل بالنيابة عنه شرطياً أبيض بهدف التسلُّل إليها والكشف عن عمل إرهابي تودُّ المنظمة القيام به. في الواقع المتحري الأبيض لم يكن يهودياً، وتحويله إلى يهودي في الفيلم أزعج القضية الأساسية، وهي العنصرية ضد السود. ويعيد الفيلم إلى البال أفضل ما سبق لسبايك لي تحقيقه من أفلام حول الموضوع، مثل «حمى الغابة» و«أفعل الشيء الصحيح».

Burning

إخراج: لي تشانغ - دونغ (كوريا الجنوبية)
عمل بارع للمخرج المقلّ (أول فيلم له منذ 8 سنوات) يوظف تلك العقدة المعتادة في أفلامه، القائمة على 3 شخصيات؛ شابين وفتاة، في اتجاه جديد يزداد غموضاً مع استمرار الحكاية في سرد قصّة الشاب الغريب الآتي من سنوات غياب في أفريقيا حاملاً معه سرّاً لا يجوز لأحد الاطلاع عليه. الحكاية تبدأ من تعارف يتم بين الفتاة (شن هاي - مي) وشاب تطلب منه العناية بقطتها إلى أن تعود من أفريقيا، وتفعل ذلك بصحبة الشاب غريب الأطوار. بصرياً جيد وتشويقياً كذلك.

Cold War

إخراج: بافل بافلكوفسكي (بولندا)
قصّة حب بين شخصين على طرفي نقيض؛ فتاة وشاب. وبينما يقترح العنوان وزمن الأحداث (الخمسينات) وضعاً سياسياً في الخلفية، تكشف الأحداث ذاتها أن الحرب الباردة هي في داخل شخصيتيه الرئيسيتين. الحكاية في أساسها مأخوذة عن ذكريات المخرج حول والديه اللذين توفيا في عام واحد (1989). بافلكوفسكي يصف حياتهما معاً بـ«كارثة دائمة»، ويستوحي من تلك العلاقة كل ما تضمنته من حب وبغضاء ممتزجين بالواقع المعيش أيام «الستار الحديدي»، الذي انتصب حول بلاده. على ذلك، الفيلم فيه كثير من الخيال، والعلاقة بين شخصيتيه فنية أساساً أدّت إلى كتلة المشاعر العاطفية التي يتداولها المخرج بحذق شديد.

Faces Places

إخراج: أغنيس فاردا وج. ر. (فرنسا). تنطلق المخرجة التسجيلية البديعة (على امتداد سنوات مهنتها) مع فنان الغرافيتي والمصور ج. ر. إلى بعض القرى الفرنسية منقِّبة معه عن أوجه تلك الحياة وشخصياتها. فيلمها ليس، كما هو حال كثير من الأفلام المماثلة، حزيناً يشيد بالأمس ويطرح أسئلة على الحاضر. بل هو ليس حتى نوستالجياً (الحنين إلى الماضي). إنه حبور دائم وبهجة تمارسها المخرجة عبر ما تسجله في فيلمها من أوجه تلك الحياة، والطريقة التي تفعل بها ذلك، الثرية بفن حيوي وحاضر.

First Man

إخراج: داميان شازيل (الولايات المتحدة)
لم ينل «رجل أول» ما يستحق من إشادة، ربما لأن المخرج شازيل لم يسع إلى تأطير شخصياته على النحو الذي توقعه بعض النقاد، ولا أحداثه. فعوض الإعلان عن إعجابه بشخصية نيل أرمسترونغ (كما يؤديه رايان غوزلينغ)، الذي كان أول من مشى على سطح القمر، بأسلوب احتفائي، يختار الحديث في الخوف والتوتر والنزاعات النفسية التي يراها سادت رواد الفضاء. بذلك يتخلص من الرغبة في إعلاء شأن المغامرة الفضائية، ويتبنى مبدأ الاحتفاء بالتضحية الفردية دون أن يغيب عنه نقد بعض الملامح الاجتماعية المحيطة. بذلك هو فيلم مختلف وجيد في اختلافه هذا.

First Reformed

إخراج: بول شرادر (الولايات المتحدة)
إيثان هوك في دور القس الذي لديه ماضٍ يهرب من مواجهته، لكنه يلعب الدور الأول في جعله حائراً حيال إيمانه. المخرج بول شرادر كتب «تاكسي درايفر» من المنطلق ذاته لكن النتيجة هنا مختلفة جداً، ولو أنها أيضاً حادة. يبني المخرج فيلمه بكادرات محددة الحجم والوظيفة. ليس لديه ما يبعثره لإرضاء أحد. بعض ما يتضمنه الفيلم موحى به من مخرجين آخرين (روبير بريسون أساساً) لكن هذا ينصهر جيداً في أسلوب شرادر وموضوعه.

‬The Heiresses‪

إخراج: مارسيلو مارتنيزي (باراغواي، برازيل)
امرأتان في النصف الثاني من عمريهما تعيشان في بيت كبير ورثته إحداهما. الأخرى تدخل السجن والأولى تبقى وحيدة لأول مرة في حياتها. هذا ما يدفعها لمحاولة اكتشاف درب جديد في الحياة. تبدأ بقيادة تاكسي خاص لبعض النساء الثريات، وقيادتها تدلها على طريق التحرر من سلطة الأمس البرجوازي الذي انتمت إليه وانحسر لاحقاً عنها. فيلم حساس المشاعر وواقعي ويختصر موضوعه الشاسع بسيناريو محكم.

Image Book

إخراج: جان - لوك غودار (سويسرا، فرنسا)
لا يسرد غودار حكاية على غرار بعض أفلامه، لكن ذلك لا يجعله فيلماً تسجيلياً رغم أنه مؤسَّس على مئات اللقطات المتوالية المأخوذة من أفلام سينمائية سابقة ومشاهد وثائقية لحروب تبدأ بإلقاء القنبلة النووية، وتنتهي في بعض حروب العرب الدائرة. يريد أن يؤكد وجهة نظر مفادها أن العالم وصل إلى نقطة اللاعودة في خضمِّ المتغيرات السياسية الحاصلة. في هذا الإطار يستخدم أرشيفاً من المشاهد الموثقة لأفعال وممارسات عنف من مناطق متعددة من الحياة على هذا الكوكب. ما يوفره هنا - بكل ذلك - فيلم تجريبي من الدرجة الأولى.

Roma

إخراج: ألفونسو كوارون (المكسيك) لا علاقة للعنوان بمدينة روما، بل هو الحي الذي وُلد فيه المخرج في مدينته المكسيكية. على ذلك لا يسرد مباشرة قصة حياته هو بل الحياة كما طالعها في سنوات صباه جاعلاً محور الأحداث منصباً على تلك الخادمة كليو (ياليتزا أبريكيو) التي تعنى بشؤون البيت والآتية من أصول هندية. يسرد كوارون بثقة وسهولة ما يحدث في البيت الكبير وعلاقة الأفراد المختلفين بعضهم ببعض، وذلك الحب الأسري الذي يربط بين العائلة والخادمة التي، في مشهد متأخر من الفيلم، ستنقذ حياة الفتاة الصغيرة من الغرق في مشهد رائع التنفيذ استخدم فيه المخرج «تراكينغ شوت» (لقطة طويلة تتحرك أفقياً موازية لتحرك الموضوع الذي تصوّره) بمهارة. في الواقع، مدارك المخرج في كيفية صهر المضمون وأحداثه وتوليه تقديم الحكاية ومعالجة مشاهده المختلفة أكثر إثارة للاهتمام مما يرد على الشاشة في سياق القصّة ذاتها.

Shoplifters

‫إخراج: هيروكازو كوريدا (يابان)‬
كعادة هذا المخرج، استقى كوريدا الأحداث من واقعة منشورة في الصحف. تم العثور على عائلة من نشَّالي المحلات التجارية، تعيش معاً وبعض أفرادها لا يمتلك شهادات ولادة، ولا حتى ينتمون إلى العائلة بصلة القربى. ما يفعله المخرج هنا هو تصوير تلك الحياة الراكدة والمثيرة معاً لشخصيات كل منها بئر عميقة لا تفصح عن أسرارها. هذا كله من وجهة نظر عميقة لا تدين وتبدو أكثر اهتماماً بمنح تلك الشخصيات العناية والعطف. استحق ذهبية مهرجان «كان».

  • أفضل فيلم عاطفي:

‪A Star is Born‬
‫إخراج: برادلي كوبر، رافعاً القبعة لسينما الأمس.

  • أفضل فيلم كوميدي:

Alright Now
إخراج: جايمي أدامز، سارداً حكاية مثيرة وصادقة حول المرأة والفن والحب.

  • أفضل أكشن:

Mission‪:‬ Impossible‪ - ‬ Fallout
توم كروز تحت إدارة كريستوفر ماكوايري، يسيطر على سينما الأكشن كلها.

  • أفضل دراما اجتماعية:

‪…‬ And Suddenly The Dawn
الماضي والحاضر وحياة كاتب يعود إلى تشيلي بعد عناء الغربة، في الفيلم رقم 11 على قائمتنا.

  • أفضل وسترن:

The Ballad of Buster Scruggs
على علاته… أكثر جدية من حفنة أخرى من أفلام هذا النوع.

  • أفضل كوميكس:

Black Panther
ولأسباب باتت معلومة، من بينها أنه يحمل معاني أكثر مما هو متاح في أفلام أخرى من النوع ذاته.

  • أفضل فيلم عن حادثة تاريخية:

Peterloo
فقط لو أن المخرج، مايك لي، لم يكتفِ بالعرض وساق بعض المواقف غير التلقائية.

  • أفضل فيلم من بطولة شخصين فقط:

Aga
عجوز وزوجته وصحراء من الثلج ومستقبل مجهول.