مصورة فلسطينية توثق التحقيقات الاستقصائية بالكاميرا فقط

"مجلة جنى" توثق المصورة الفلسطينية منال الجعبري، بعدسة الكاميرا وحدها، مناطق التماس الفلسطينية “الملتهبة”، في مهمة شديدة الخطورة مع وجود جنود إسرائيليين ومستوطنين يواجهونها بالعنصرية.

وتقول الجعبري، المسؤولة عن مشروع “الرد بالفيديو” وهو أحد مشاريع التصوير في جمعية “بتسيلم” الإسرائيلية لحقوق الإنسان، إن بداياتها تمثلت بالعمل كباحثة اجتماعية في منطقة “الحواور” بمدينة الخليل، قبل أن تلتحق بالعمل في جمعية “بتسيلم”.

ولفتت إلى أنها وعائلتها يسكنون في “جبل جوهر” شرق المدينة، وهي واحدة من مناطق التماس التي تعيش على الدوام حالة من التوتر بفعل الممارسات والتدابير الانتقامية الإسرائيلية.

وخضعت الجعبري لدورات مكثفة في مجال حقوق الإنسان في الأردن، وبرلين، وإسطنبول، وتلقت دورات أخرى في الإلكترونيات والتصوير وصيانة الكاميرات، وفي اللغة الإنكليزية أيضا، وتابعت “عملي ميداني بالكامل، وتقع ضمن مسؤولياتي متابعة 50 متطوعا مهمتهم تتلخص بتصوير انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في مناطق التماس في محافظة الخليل، وهم يساعدوننا في توثيق الاعتداءات على الأطفال والنساء وكافة المواطنين في مناطق سكنهم في أحياء البويرة، وتل الرميدة، والحرم الإبراهيمي، وبلدة بيت أمر، ومخيم العروب، وغيرها”.

وأفادت أن “عين الكاميرات” بحوزتها وحوزة الناشطين والمتطوعين لصالح “بتسيلم”، تلتقط اعتداءات فظيعة تلقى صدى وانتشارا واسعا في مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما إذا ما تعلق الأمر بالتنكيل بالأطفال وطلاب المدارس والنساء، مشيرة إلى أن كل المواد الموثقة، يتم إرسالها إلى مكتب “بتسيلم” لتبويبها، ويتم لاحقا نشرها في الصحافة المحلية والعالمية.

وعن طبيعة وأهمية عملها، أشارت إلى أن عملها مختلف قليلا عن الصحافة التقليدية، ويكمن في متابعة الحدث بعد توثيقه. ويتلخص عملها في التصوير على مدار الساعة وفي كل نقطة احتكاك حتى لو كانت بعيدة عن أعين الصحافة.. من خلال المتطوعين الذين غالبا ما يصبحون من بين الضحايا.

وقالت إنها تمنح وسائل الإعلام، ووكالات الأنباء بإعطائها الصور والفيديوهات الخاصة بانتهاكات حقوق الإنسان في هذه المناطق، بالمجان ودون مقابل، وبعض الفيديوهات استخدمت أمام المحاكم الإسرائيلية لدحض ادعاءات الاحتلال بمحاولات الطعن والقتل بدم بارد، مؤكدة أن الفيديو الخاص بإعدام الشهيد عبدالفتاح الشريف تم تصويره من خلال المتطوعين التابعين لمشروع الرد بالتصوير.. كما جرت متابعة القضية في المحاكم الإسرائيلية، وإحضار شهود عيان، وتأمين وصولهم إلى المحاكم بوجود محام.

وحول السلامة المهنية لعملها، قالت الجعبري، “إنها في وضع خطر، حيث يتم التحريض عليها من خلال نشر صورها بين المستوطنين”، مبيّنة أن بعضهم يلاحقونها ويتعرضون لها، بالإضافة إلى جنود ما يسمى “حرس الحدود” الذين باتوا يخشون أعين الكاميرات التي تفضح ممارساتهم ضد المواطنين العزل.

وأصيبت الجعبري، التي لا يقتصر عملها على التصوير والتوثيق بل متابعة وقع ووقائع الحدث على الضحية وتدوين إفادته، في المواجهات عدة مرات بقنابل الصوت وبالغاز السام والرصاص المطاطي، بالإضافة إلى تعرضها للاحتجاز والاعتقال. لكنها أكدت إيمانها بهذا العمل، وأهمية توثيق انتهاكات الاحتلال، وتوثيق الحياة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني تحت نير الاحتلال.