غثيان الصباح علامة مبشرة للحوامل.. لماذا؟

"مجلة جنى" رغم أن الحوامل لا يكرهن شيئاً بقدر غثيان الصباح، إلا أن لكوب هذا الشعور نصفاً ممتلئاً على ما يبدو، بعد أن كشفت دراسة لفريق من علماء المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة أنه قد ينطوي على فائدة خفية.

وقالت أخصائية علم الأوبئة بالمعهد "ستيفاني هينكل" إن  حكايات الزوجات القديمة حول دلالة غثيان الصباح على نمو الطفل بشكل جيد ظلت شائعة، لكن لم يكن هناك الكثير من الأدلة عالية الجودة على دعمها، إلى أن وجد العلماء أقوى دليل على صحتها بتحققهم من وجود ارتباط بين الشعور بالغثيان والقيء وبين انخفاض خطر فقدان الحمل.

وأضافت: "قيّمت دراستنا أعراض الأسابيع الأولى للحمل، إذ يعاني ما يصل إلى 80٪ من النساء من غثيان الصباح، وكانت هي الدراسة الأولى من نوعها، وحلل العلماء من خلالها بيانات إجهاض وحمل 797 امرأة"

معدلات الإجهاض

وبحسب الدراسة فإن النساء اللواتي كنّ تعانين من الغثيان بحلول الأسبوع الثامن (57.3٪ من المجموعة) كن أقل عرضة بنسبة 50٪ لخسارة الحمل مقارنة بأولئك اللواتي لم يعانين هذا الشعور.

أما النساء اللواتي عانين من الغثيان والقيء بحلول الأسبوع الثامن (26.6%)، فكنّ أقل عرضة بنسبة 75% للإجهاض من أولئك الذين لم يكن لديهنّ أي من هذه الأعراض.

ومقارنة بالدراسات السابقة، التي لم تفحص أعراض المرأة بالتفصيل خلال الأسابيع الثمانية الأولى من الحمل، يمكن أن تكون تلك النتائج ذات قيمة كبيرة، حيث أخذ الباحثون في الاعتبار العوامل المختلفة التي يمكن أن تؤثر على معدلات الإجهاض، مثل تناول الكحول والتشوهات الصبغية في الجنين.

ومع ذلك، يجدر الأخذ في الاعتبار أن جميع النساء اللواتي شاركن في الدراسة، كنّ قد تعرضن لإجهاض واحد أو إثنين، ولهذا لا يمكن اعتبار أن النتائج تنطبق على جميع النساء، وقد أقر الباحثون بأن دراستهم متوسطة الحجم "أجريت ضمن عينة متجانسة من النساء، ما قد يحد من قابلية التعميم".

ما السر؟

لكن مع هذا، يبدو أن هناك علاقة متبادلة بين غثيان الصباح وانخفاض معدلات الإجهاض، رغم أن الباحثين لا يزالون غير متأكدين من كيفية حدوث ذلك.

وأشار فريق المعهد الوطني للصحة في دراسته إلى أن أعراض الغثيان الصباحية قد تكون مرتبطة بزيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، أو تجنب تناول المواد التي قد يحتمل أن تسبب تشوه الجنين.

كما نوه الباحثون إلى أن كفاءة الهرمون الذي تفرزه المشمية من الممكن أن تفسر العلاقة بين الشعور بالغثيان وبين انخفاض معدلات الإجهاض، إذ أن اختفاء هذا الشعور يعني أن المشيمة غير قابلة للاستمرار في الحياة، بحسب الدراسة.

وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لمعرفة الأسباب البيولوجية المحتملة وراء هذه الصلة الواضحة، ويأمل فريق المعهد الوطني للصحة في أن توفر النتائج التي توصلوا إليها بعض الراحة للحوامل اللاتي يعانين من أوقات صعبة.