صدرور رواية «بنت الخياطة» لجمانة حداد

صدرت أخيراً رواية «بنت الخياطة» عن دار هاشيت-أنطوان للكاتبة والصحافية اللبنانية جمانة حداد.

"مجلة جنى" تتناول الرواية قصص نساء ولدن كبطلات، وواجهن ظروفاً مريرة كالحروب، والهجرة، الإغتصاب، والجوع والفقر. من حلب، و«عنتاب»، والقدس، والشام فبيروت، نساء من أزمنة مختلفة (أربعة أجيال)، تبدأ في القرن الماضي ولا تنتهي في الزمن الراهن، يلقين مصيراً واحداً، ثم يلذن بعد ذلك الى «حضن الموت الدافىء».

«بنت الخياطة»، رواية بمثابة «ملحمة المآسي التاريخية المتعاقبة»، صنعت نصوصها بلغة أدبية سلسة، وحسّ بصري، تتكثف فيها مفاهيم الحب والموت والقصص المشتركة، ضمن شخصيات متناسقة الأحوال والحوادث، يتوحد فيها الألم الفردي بالأمل الجماعي، في «تناغم جنائزي».

وجاء في نبذة عن الرواية: "أنا سيرون الأرمنيّة، وكيلةُ الذلّ في الصحراء. ليس في ذاكرتي إلّا أعمارُ التيه والإهانة والانحلال والموت. ليس في جسدي إلّا رائحةُ المنيّ والمقابر والقيح والدم المتخثّر. أنا الجثّة التي ولدَت من جثّة: لمَن أسلّم رفاتي التي تتناسل في الأمكنة؟

أنا ميسان الفلسطينيّة، ابنة الأرض المذهّبة بالشمس، صاحبة العين التي تقاوم المخرز، لن أسلّم مفاتيح البيوت، ولن أغلق الشرفات، ولن أغادر، حتى أشهد العودة إلى الأرض.

أنا شيرين اللبنانيّة، أشرب خراب لبنان وآلامه، ليعود القمر يزهو فوق جباله، من دون أن يعتري لحمه الأبيض جرحٌ أو هوان.

أنا جميلة السوريّة، حارسة الوديعة، أرفع دمي في وجه الليل ليكون جمرةً تحرق يد القاتل. اردموا السماء عليَّ، اجعلوني تحت غيومٍ دائمة، ومدِّدوني في شرايين الماء لكي أنهمر.

أنا الأرمنيّة، الفلسطينيّة، اللبنانيّة، السوريّة. أنا الجدّة والأمّ والابنة والحفيدة. أنا الرحم المدوّدة، الدورة التي بدأت بالانتحار، وانتهت بالانتحار. كم من ميتات بعد عليّ أن أحصي، كم من حيواتٍ عليَّ أن أرثي قبل أن أستحقّ الضوء؟".