هيلين توماس

"مجلة جنى" صحفية أميركية من أصل لبناني، بدأت مشوارها موظفة طباعة وأنهته عميدة لصحفيي البيت الأبيض، وبين البداية والنهاية مشوار حافل بالعطاء، تابعت فيه نشاطا أحد عشر رئيسا أميركيا. كانت أسئلتها تعد "تعذيبا"، ووصفها بيل كلينتون بأنها "السيدة الأولى في الصحافة".

المولد والنشأة
ولدت هيلين توماس يوم 4 أغسطس/آب 1920 في مدينة وينشستر بولاية كنتاكي في الولايات المتحدة، لأبوين أميين مهاجرين من منطقة طرابلس بلبنان.

انتقلت عائلتها إلى ديترويت بولاية ميتشغان وهي طفلة، وواجهت بعض التمييز العنصري بسبب أصولها العربية، فكانت تتشبث بهويتها الأميركية وتخفي انتماءها اللبناني.

الدراسة والتكوين
درست في مدارس ديترويت، وأرادت منذ المرحلة الثانوية أن تصبح صحفية، لكنها اضطرت لدراسة الإنجليزية بجامعة "وين ستيت" لعدم وجود قسم للصحافة حينذاك بهذه الجامعة.

الوظائف والمسؤوليات
بعد تخرجها عام 1942 انتقلت إلى واشنطن، وعملت ناسخة في صحيفة "واشنطن دايلي نيوز"، لكنها طردت من عملها بعد ثمانية شهور، بسبب اشتراكها في إضراب مناوئ للصحيفة.

وبعد أن فقدت عملها التحقت بوكالة "يونايتد برس" للعمل بها صحفية، كما عملت بوكالة "يو بي آي"، وفي سنواتها الأخيرة انضمت إلى صحيفة "هيرست" كاتبة عمود رأي في القضايا الوطنية الأميركية وسياسات البيت الأبيض.

التجربة الصحفية
انضمت هيلين سنة 1943 إلى وكالة "يونايتد برس" الإخبارية، وكتبت في قضايا المرأة والشؤون الاجتماعية، وكلفتها الوكالة عام 1955 بتغطية أخبار وزارة العدل ووزارة الصحة والكونغرس، وترأست في عام 1959 "النادي النسائي للصحافة الوطنية".

وعلى خلفية تغطيتها لحملة المرشح الرئاسي جون كينيدي، انتقلت إلى الاهتمام بالأخبار اليومية، وعُينت في 1961 مراسلة لوكالة "يونايتد برس إنترناشيونال" في البيت الأبيض، فحفرت اسمها في عالم الصحافة واشتهرت حتى لقبت بـ"بوذا الجالس" وبـ"السيدة الأولى في الصحافة".

تابعت أخبار البيت الأبيض ورافقت الرؤساء الأميركيين في جولاتهم العالمية، منذ الرئيس نيكسون إلى الرئيس باراك أوباما، كما تابعت أخبار "القمة الاقتصادية" لمجموعة السبع (G7) منذ عام 1975.

ترأست مكتب "يو بي آي" بالبيت الأبيض وكانت أول امرأة تشغل هذا المنصب، كما كانت أول امرأة تنال عضوية "نادي واشنطن للمراسلين الصحفيين" المعروف باسم "نادي غريديرون"، كما كانت أول امرأة  ترأس "جمعية مراسلي البيت الأبيض".

وكانت الصحفية الوحيدة التي يحمل مقعدها اسمها، على عكس التقليد المتبع من قبل المكتب الصحفي للبيت الأبيض، الذي يحد المقاعد بأسماء المؤسسات الإعلامية لا بأسماء مندوبيها.

استقالت من عملها مع "يونايتد برس إنترناشيونال" بعد تبدل مالكيها في عام 2000 وانضمت إلى صحيفة "هيرست" كاتبة عمود رأي حول القضايا الوطنية وسياسات البيت الأبيض.

عرفت بانتقادها القاسي لسياسة الرئيس جورج دبليو بوش وفريقه السياسي على خلفية الغزو الأميركي للعراق 2003.

واجهت عاصفة من النقد على خلفية تعليقات حول إسرائيل في عام 2010، حين قالت لأحد الصحفيين: "أخبر الإسرائيليين أن يخرجوا (من فلسطين) وأن يعودوا إلى أوطانهم في بولندا أو ألمانيا أو أميركا أو أي مكان آخر".

وفي تداعيات هذه الحادثة، وصفت توماس البيت الأبيض والكونغرس وهوليوود وول ستريت بأنهم مملوكون من قبل الصهاينة.

ورغم أنها اعتذرت عن تعليقاتها حول اليهود الإسرائيليين، فقد قامت جامعة وين ستيت بديترويت بإيقاف منح "جائزة هيلين توماس لروح التنوع" بحجة معاداة السامية، كما أوقفت "جمعية مراسلي البيت الأبيض" منح "جائزة هيلين توماس لإنجاز الحياة" للسبب نفسه.

المؤلفات
كتبت حول تجربتها في البيت الأبيض، ونشرت عددا من الكتب، منها: "الصف الأول بالبيت الأبيض: حياتي والعصور" و"شكرا للذكريات أيها السيد الرئيس" و"كلاب حراسة الديمقراطية"، كما شاركت مع كتاب آخرين في تأليف بعض الكتب.

الجوائز والأوسمة
حصلت على أكثر من ثلاثين شهادة فخرية، ونالت جوائز عديدة بينها "جائزة وليام آلن وايت للصحافة" من جامعة كنساس، و"جائزة آل نوهارث" من "منتدى الحرية"، كما أطلقت جامعة وين ستيت و"جمعية مراسلي البيت الأبيض" جائزتين باسمها.

الوفاة
توفيت هيلين توماس يوم 20 يوليو/تموز 2013 بمنزلها في العاصمة واشنطن.