طريقة جديدة لفحص الدم تكشف عن عودة الخلايا السرطانية وهي في مراحلها المبكرة مقارنة بالفحوص المعتادة

مرض السرطان وطريقة جديدة للكشف عنه

" مجله جنى " تمكن أطباء من تشخيص ما إن كانت الخلايا السرطانية ستظهر في الجسم، في مراحلها الأولى، التي لا يمكن مراقبتها بوسائل الفحص الأخرى مثل ألأشعة وجهاز المسح الضوئي.

وتعطي التقنية الجديدة نتائج عن تلك الخلايا وهي في مراحلها الأولى، بينما لا تكتشفها الطرق المعتادة للفحوصات الخاصة بالسرطان الا بعد أن يصبح عمرها قرابة اثني عشر شهرا.

وتمكن فريق من الأطباء البريطانيين من تحديد نماذج من البروتينات مرتبطة بالسرطان، تظهر في عينات الدم بشكل مبكر، تبدو فيه تجمعات الخلايا السرطانية صغيرة جدا وغير مرئية عند الفحص بالاشعة السينية أو الفحص بالأشعة المقطعية (CT Scan).

يمثل هذا التطور أملا جديدا في علاج مرضى السرطان والتعرف على عودة الخلايا السرطانية لدى الأشخاص الذين أعلن شفاؤهم من المرض كما افاد الدكتور كريستوفر أبوش من مركز مكافحة السرطان في كلية لندن الجامعية

ويسمح الاختبار الجيد للأطباء بالتعرف مبكرا على وجود الورم والبدء في علاجه ما يزيد من فرص النجاح ونجاة المريض.

وكان مشروع البحث يتركز على سرطان الرئة لكن الأطباء يقولون إن هذه الآلية أساسية ويمكن تطبيقها على جميع انواع السرطان الأخرى.

ويعد سرطان الرئة من أكثر انواع الأورام السرطانية فتكا بحياة البشر.

"الطريقة"

وانطلق الأطباء من فرضية البحث عن شيء محدد في الدم أولا للتعرف على وجود السرطان، لذا قاموا بالحصول على عينات من أورام سرطانية بعد استئصالها وقاموا بتحليلها والتعرف على تشكيلات البروتينات فيها.

وبعد ذلك قام فريق من الباحثين في معهد فرانسيس كريك في لندن بتحليل الحمض النووي "دي أن أيه" في خلايا الورم السرطاني لبناء "بصمة وراثية "عبر توزيع البروتينات في الحمض النووي لكل مريض.

وظلت فحوص الدم تجرى على عينات تؤخذ كل ثلاثة أشهر بعد الجراحة لرصد عودة ظهور أي آثار مهما كانت ضئيلة للحمض النووي الذي يميز الخلايا المصابة.

وكشفت النتائج التي نشرها الفريق في دورية "نيتشر" العلمية أن هذا النوع من التحليل، قد يمكن الأطباء من تشخيص عودة الخلايا السرطانية، أسرع من الطرق الأخرى المعتادة حاليا مثل الأشعة أو المسح الضوئي، إذ تكتشف بالتقنية الجديدة والخلية في مرحلة أولى بنحو 12 شهرا، من تلك التي تكون عليها عندما تكتشف بالأشعة مثلا.

ويعتقد أن فحص الدم هذا يتمكن من اكتشاف السرطانات وهي بحجم 0.3 ملم مكعب فقط.

ويقول الدكتور كريستوفر أبوش من مركز مكافحة السرطان في كلية لندن الجامعية "يمكننا أن نشخص مرضى السرطان ونبدأ في علاجهم حتى قبل أن تظهر عليهم أي أعراض كما نستطيع أيضا أن نتابع مدى تحسن حالتهم بعد بدء العلاج".

وأضاف "يمثل هذا التطور أملا جديدا في علاج مرضى السرطان والتعرف على عودة الخلايا السرطانية لدى الأشخاص الذين أعلن شفاؤهم من المرض".

وأوضح أبوش أنه من الناحية النظرية يكون من الأسهل قتل الخلايا السرطانية إذا ما تم التشخيص مبكرا وهي بحجوم صغيرة جدا وقبل أن تتحول إلى أورام مرئية وأكثر ضخامة.

وفي المقابل قال الدكتور تشارلز سوانتون من معهد فرانسيس كريك لبي بي سي" يمكننا الآن أن نجهز لإجراء مداولات في الساحة الطبية لطرح السؤال الأهم وهو: هل نستطيع تسريع معدل الشفاء إذا عالجنا المرضى من دون أن يكون ثمة أي دليل على ظهور السرطان لديهم في فحص الأشعة المقطعي أو الصور الاشعاعية للصدر؟".

ولعل هذا الأمر بحاجة الى المزيد من الفحوص والاختبارات للتأكد منه.