كيف ينظر الآخرون للمرأة التي تستخدم مساحيق التجميل؟

"مجلة جنى" تمنح مساحيق وجراحات التجميل التأثير المطلوب للسيدات، حيث يزيد المكياج التباين بين بشرة الوجه والشفتين والعيون، ويعطي مظهرا أكثر أنوثة وشبابا.

وكشفت الأبحاث أن حقن الزيومين، وهي بديل البوتوكس، إلى جانب حقن الحشو التجميلية تعطي المرء مظهرا أصغر وتزيد الجاذبية، لكن قد تنطوي على عملية تحسين المظهر تأثيرات أخرى تتعلق بنظرة الآخرين.

وعادة ما تميل النساء اللواتي يتعرضن للحكم على مظهرهن أكثر من الرجال إلى استخدام مساحيق التجميل لتعزيز مظهرهن الخارجي.

تحسين المظهر يمس الجميع

وتخضع النساء أيضا لأكثر من 90% من مجموع 15 مليون عملية تجميل، سنويا في الولايات المتحدة، بحسب تقرير للكاتب "روبرت بوريس" نشرته مجلة "سيكولوجي توداي" الأمريكية.

وعندما يقوم شخص بتحسين مظهره فإن ذلك لا يؤثر عليه فحسب بل يشمل أيضا الأشخاص الآخرين الموجودين في محيطه الاجتماعي، وعند سعينا للحصول على شريك نتنافس مع أشخاص آخرين للوصول إليه، وببساطة في حال أصبحنا أكثر جاذبية نسبيا تقل جاذبية خصومنا.

وتتسائل بعض السيدات حول ما إذا كانت النساء اللواتي يبذلن جهدا في تعزيز مظهرهن، يواجهن عقوبات من قبل زميلاتهن.

مقابلة عمل بمكياج أم بدون؟

وفي تجربة، عملت  "دانييل ديلبريور" من جامعة يوتا وفريقها على جمع 120 امرأة لقراءة قصة قصيرة عن امرأة شابة تستعد لمقابلة عمل مع مدير، وقدم الفريق لنصف المتطوعات قصة تقوم خلالها البطلة "ميليسا" بوضع مساحيق التجميل خلال المقابلة، أما النصف الآخر من المتطوعات فقرأن القصة نفسها، باستثناء أن البطلة وصفت بأنها لا تضع أي مساحيق تجميل.

ومقارنة بالنساء اللواتي قرأن النسخة الثانية من القصة اعتبرت النساء اللواتي قرأن القصة الأولى أن "ميليسا" كانت امرأة مخادعة ومزيفة ومراوغة وأنانية وتحاول المضي قدما بمستقبلها بأي ثمن، وكشفت هذه الدراسة أن نظرة الآخرين تكون أكثر سلبية تجاه المرأة التي تضع مساحيق التجميل.

كما أجرى الباحثون دراسة أخرى عرضوا من خلالها صورا لنساء يضعن مساحيق تجميل وأخرى لنساء دون مكياج على مجموعة جديدة من المتطوعين.

وطلبت "ديلبريور" من المتطوعين اختيار المرأة الأنسب للاندماج معها ومشاركتها معلوماتهم الشخصية والتعرف عليها بشكل أفضل واصطحابها لتناول الغداء وما إلى ذلك.

وكانت المتطوعات الإناث أقل استعدادا للتعرف على النساء اللواتي يضعن مساحيق التجميل على الرغم من أنهن سبق أن أكدن أن مساحيق التجميل ساهمت في إعطائهن مظهرا أكثر جاذبية.

مساحيق التجميل والثقة بالمرأة

ولكن إلى أي مدى تجعل مساحيق التجميل، المرأة تبدو أقل جدارة بالثقة؟ خلال هذه التجربة قدمت "ديلبريور" إلى مجموعة جديدة من المتطوعات الإناث صورا لنساء يضعن مساحيق تجميل وصورا أخرى لنساء دون مكياج.

وهذه المرة طلب من المتطوعات تصنيف مدى جاذبية كل امرأة، وكم من الجهد بذلته لتعزيز مظهرها، وإبداء موافقتهن أو اعتراضهن على مظهر كل امرأة من خلال تقديم سلسلة من الملاحظات تتعلق بجدارة كل امرأة بالثقة.

وكشفت ردود المتطوعات أن النساء اللواتي يضعن مساحيق التجميل ينظر إليهن على أنهن يحاولن تحسين مظهرهن، كما أن مسألة تكثيف الجهود لتعزيز المظهر ترتبط بمعدلات منخفضة من الجدارة بالثقة، وتبين أن مساحيق التجميل تجعل المرأة تبدو أقل جدارة بالثقة. 

وبينت في دراستها أن بحثها تطرق إلى "الآثار المهمة للعلاقات بين النساء والأصدقاء، وخلال سن المراهقة من الممكن أن تزيد الجهود التجميلية التي تبذلها الإناث احتمال استبعادهن من قبل أقرانهن من الجنس نفسه أو استهدافهن من قبل النساء المتنمرات".

جراحات التجميل أمر آخر

وبالإضافة إلى مساحيق التجميل هناك أشكال أكثر تطرفا لتعزيز المظهر مثل الجراحة التجميلية. 

وفي هذا السياق، قررت كل من "هانا برادشو" و"سارة هيل" إجراء مجموعة أخرى من التجارب.

وأوضح الكاتب أن "برادشو" وفريقها أكدوا في دراسة شملت 90 شابة أن النساء اللواتي ينخرطن في علاقات قصيرة يقبلن أكثر على جراحة التجميل.

وفي دراستها الثانية أجرت "برادشو" تجربة على 160 شابا وشابة لم يخضعوا أبدا لعملية تجميلية، وظاهريا، قيل لهم إنهم مشاركون في دراسة عن آراء الناس في وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع التعارف عبر الإنترنت.

وخلال هذه التجربة تصفح جميع المتطوعين صورا للمرأة نفسها، وقرأ نصف المتطوعين تعليقات جيدة أسفل الصور، لكن النصف الآخر قرأ تعليقا تضمن الآتي: "لقد عرفتها منذ أيام المدرسة الثانوية ولكن جراح التجميل الخاص بها أدخل تعديلات غيرت أكثر مما غيره سن البلوغ".

وبعد الاطلاع على هذه الحسابات الشخصية، أجاب المتطوعون على مجموعة من الأسئلة بشأن استخدامهم الشخصي لمواقع التواصل الاجتماعي (لصرف اهتمامهم عن العنصر الأساسي للدراسة)، ثم قيموا المرأة التي في الصورة.

ووصف المتطوعون المرأة التي خضعت للجراحة التجميلية بأنها أكثر اهتماما بالصداقات قصيرة المدى، وقد كان ذلك صحيحا بصرف النظر عما إذا كان المتطوع الذي حكم عليها ذكرا أم أنثى.

وبين الكاتب أن الأبحاث المستقبلية يجب أن تكشف إذا ما كانت النساء اللواتي يقمن بعمليات تجميل أكثر عرضة لمواجهة عواقب اجتماعية إضافية.