الاحتفال باختتام مشروع "من حقي أن أشارك" لدعم النساء ذوات الإعاقة

"مجلة جنى" - رام الله - اختتمت مؤسسة شيم وبدعم من حكومة كندا مشروع تعزيز الدمج الاقتصادي والاجتماعي للنساء من ذوات الإعاقة في مجتمعاتهن- “من حقي أن أشارك " في حفل أقيم في مقر المركز الرئيسي للإدارة العامة لبنك فلسطين في رام الله بحضور معالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور صبري صيدم، ومعالي السيد موسى شكارنة رئيس هيئة سلطة المياه والأراضي ووكيل وزارة التنمية الاجتماعية السيد داوود الديك وممثلون عن وزارة العمل والتخطيط والمواصلات والمرأة وممثل كندا لدى السلطة الفلسطينية السيد دوغلاس سكوت براودفوت والسيدة لنا أبو حجلة رئيس مؤسسة شيم و مدير عام مجتمعات عالمية والسيد رشدي الغلايني مدير عام بنك فلسطين ولفيف من الشخصيات الاعتبارية وممثلون عن القطاع الخاص والمؤسسات الدولية ولقد تم تنفيذ المشروع بالتعاون مع مؤسسة مجتمعات عالمية وبالشراكة مع مؤسسة نجوم الأمل، ومؤسسة بيتنا وبنك فلسطين.

يُتـوج هذا الحفل ستة شهور من العمل الحثيث الهادف إلى رفع مستوى الوعي فيما يواجه النساء من ذوات الإعاقة من تحدٍ ومعضلات، ومحاولة جادة لتسليط الضوء عليها من جوانب مختلفة والبحث عن سبل فاعلة لتفكيكها وتطويعها وإيجاد حلول قابلة للتطبيق على أرض الواقع ضمن السياق المجتمعي والاقتصادي القائم.

وخلال كلمتها الترحيبية أكدت السيدة لنا أبو حجلة على دور الشباب الفلسطيني في إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع، وتوظيف كافة إمكانياته ومساهماته الهامة وتوجهه التشاركي لخدمة مجتمعه، وقدرته على جمع  المجتمع المدني مع القطاع العام ومع القطاع الخاص ومع الممولين الدوليين على رؤية وأهداف موحدة كان أولها إتاحة الفرصة لسيدات مبدعات لديهن كافة القدرة  والاهتمام لتحديد ما يعيق مشاركتهن الكاملة في الحياة الاجتماعية والتطور الاقتصادي في مجتمعاتهن، وأن يقدمن لكم جميعاً أصحاب القرار وواضعي السياسات الوطنية والمحلية ومقدمي الخدمات وأصحاب الاعمال ما يحتجن من سياسات قابلة للتطبيق وخدمات ودعم لكي يتمكن من المشاركة الكاملة والفاعلة في كافة مجالات الحياة بمساواة كاملة.

كما وأرسل الدكتور صبري صيدم وزير التربية والتعليم العالي رسالة محبة وفخر لذوي الهمم الذين تحدوا إعاقتهم؛ باعتبارهم شريحة مهمة في المجتمع الفلسطيني، داعياً كافة المؤسسات الوطنية والأهلية إلى تكثيف الجهود لتوفير كافة الاحتياجات لهم، لافتاً إلى المساحة الواسعة التي تمنحها الوزارة لذوي الهمم من خلال الوظائف، وازدياد غرف المصادر في المدراس والتي تهتم بذوي الإعاقة، مشيداً بكافة الشركاء كمؤسسة شيم وبالمسؤولية المجتمعية لدى بنك فلسطين. وأكمل قائلا" انه بانتظار التوصيات والمخرجات عن مشروع "من حقي ان أشارك" واخذها على محمل الجد وترجمتها ضمن خطة عمل واضحة وتحويل هذه الرؤى الى خطوات واضحة يتم تبنيها والعمل بها".

هذا وشاركت أكثر من مئتي فتاة وامرأة من ذوات الإعاقة بنشاطات وفعاليات متعددة شملت ستة اجتماعات طاولة مستديرة عقدت في كل من رام الله والخليل وبيت لحم ونابلس وجنين وغزة، واتبعت بثلاثة أيام من "الهاكاثون" عملت خلالها خمسة وأربعون امرأة عملاً متواصلاً ومضنياً للخروج باثنتي عشرة مبادرة خضعت لإشراف وتحكيم لجنة من المحكمين ضمت كلاً من السيدة لنا أبو حجلة أحد مؤسسي ورئيس مؤسسة شيم والمدير العام لمؤسسة مجتمعات عالمية والسيدة رندة موسى مدير إدارة الموارد البشرية في بنك فلسطين، والسيدة دعاء وادي المديرة التنفيذية لمنتدى سيدات الأعمال إلى جانب السيد فراس جابر وهو باحث ومؤسس في مؤسسة مرصد السياسات الاجتماعية والاقتصادية والتي قيمت المبادرات المقدمة خلال الهاكاثون، حيث تم اختيار أربع مبادرات نجحت في تقديم حلول واقعية تستجيب للقضايا التي تم طرحها.

من ناحيته، نوه عطوفة وكيل وزارة التنمية الاجتماعية السيد داوود الديك في كلمته على ان المشكلتين الاكثر تحديا للشعب الفلسطيني لا تزال مشكلتي الفقر والبطالة واللتان هما نتاج غياب العدالة الاجتماعية واحتكار الفرص  وسوء توزيع المصادر، وتشديده على تغيير مفهوم اقتصار عمل الوزارة على المساعدات المادية وخروجها الى حيز دمج الفئات المهمشة ضمن روية واضحة هي: "نحن جزء من الحل وليس المشكلة" وأشار الى تغيير اسم الوزارة الى وزارة التنمية الاجتماعية لتعكس روح الفكر الجديد للعمل مع كافة الشرائح للفئات المهمشة في الوطن.

ومن جانبه أعرب الممثل الكندي السيد براودفوت أن كندا تدعم إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية تقوم على أساس مبدأ حل الدولتين. ان الدولة الناجحة تلتزم بمساعدة جميع مواطنيها في الوصول إلى حقوقهم الكاملة، لذلك عملت حكومة كندا من خلال هذا المشروع على دعم النساء ذوات الإعاقة حيث لهن إمكانيات كبيرة مثل أي شخص آخر ويتوجب دمجهن بالكامل في المجتمع. تؤمن كندا بأن تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات هو النهج الأكثر فعالية حيث تبنت كندا سياسة المساعدة الدولية النسوية للقضاء على الفقر وبناء عالم أكثر سلماً وأكثر شمولية وازدهارا. وختاماً شكر السيد براودفوت مؤسسة شيم ومؤسسة مجتمعات عالمية ومؤسسة نجوم الأمل، ومؤسسة بيتنا وبنك فلسطين.

وقامت الفاضلة صفية خالد بتقديم نبذة عن مؤسسة نجوم الأمل والتي تعتبر الجمعية الوحيدة في فلسطين التي تدار من قبل نساء من ذوات الإعاقة لأجل النساء ذوات الإعاقة، ودورها في دعم ومناصرة متعددة لإيجاد وتفعيل سياسات تحمي حقوق الفتيات والنساء ذوات الإعاقة وتعزز مبدأ تكافؤ الفرص على مستوى التعليم والتوظيف وكافة المجالات والحد من التمييز على أساس الاعاقة والنوع الاجتماعي.

كما وأستعرض السيد عبد الرحمن مزعنن خلال مداخلته عبر الفيديو كونفرس من غزة العمل الذي تقوم به جمعية بيتنا بحيث تمثل فئة الأشخاص من ذوي الإعاقة الشريحة العريضة من مستفيدي الجمعية وخدماتها، بالإضافة الى انخراطهم في الجمعية العمومية ومجلس الإدارة، حيث فاز في اخر انتخابات شابتين من ذوات الإعاقة في عضوية مجلس الإدارة الجديد واللتين كان لهن شرف المشاركة في المشروع.

من ناحيته عبر السيد رشدي الغلاييني مدير عام بنك فلسطين بسعادته لمساهمة البنك في إنجاح أول هاكاثون متخصص بتمكين النساء ذوات الإعاقة عبر الشراكة مع مؤسسة شيم والأصدقاء من المجتمع الدولي والمحلي. مضيفاً بأن الاهتمام بالنساء الفلسطينيات ليس وليد اللحظة بل هو جزءاً من استراتيجيته لتعزيز مكانة المرأة وتمكينها من المشاركة الفاعلة اجتماعياً واقتصادياً. وقال الغلاييني بان البنك فخور باستضافة الجلسات واللقاءات في مختلف المدن والمساهمة في تكريم المشاركات حيث يبرهن ذلك على مبادئ إنسانية مستدامة حريصة على مجتمع فعال. ويجدر الإشارة إلى أن بنك فلسطين قام بتقديم جوائز نقدية بقيمة 200 دولار لكل مشارك ضمن المبادرات الأربع التي تم اختيارها خلال نهائيات الهاكاثون.

المبادرات الأربع الفائزات: 
وحصدت مبادرة "صلحها" المرتبة الأولى والتي ركزت على إصلاح أدوات المساعدة لذوات وذوي الإعاقة، تلاها ثلاث مبادرات هي "كرامتنا في إرادتنا" والتي ركزت على الحق في الوصول للمواصلات و"كونوا معنا" لتعديل قاموس موحد لترجمة لغة الإشارة و"أنا أستطيع" لمواءمة المستشفى الأندونيسي لذوات وذوي الإعاقة السمعية.