صدمة الأسبيرين: تحذير من تناوله من دون وصفة طبية

"مجلة جنى" لسنوات عدة، اعتبرت جرعة يومية من الأسبيرين طريقة سهلة للوقاية من الإصابة بنوبة قلبية او سكتة دماغية وغيرها الأمراض القلبية الوعائية. لكن أطاحت مجموعة من الدراسات الحديثة هذا الادعاء، وبناء على هذه الإبحاث اعتمدت ارشادات جديدة لمساعدة الناس للحفاظ على صحة قلوبهم والتوعية من تناول الاسبيرين يومياً كخطوة وقائية، لأنه في الواقع قد يكون استخدامه ضاراً اكثر من منافعه وفق ما ذكرت جمعية القلب الأميركية.

"نحن نتحدث عن أشخاص أصحاء الذين لا يعانون من أمراض قلبية او دماغية، والذين يتناولون الأسبيرين يومياً لمنع الإصابة من الأمراض القلبية الوعائية" هذا ما أشار اليه المدير المساعد لأمراض القلب الوقائية في مركز سيكارون للوقاية من أمراض القلب في جامعة جونز هوبكنز الأميركية.

الدكتور إيرن ميكوس الذي شارك في إعداد هذه المبادىء التوجيهية التي طورتها جمعية القلب الأميركية والكلية الأميركية لأمراض القلب.

ويشدد ميكوس على ان "هذه التوصيات الجديدة لا تنطبق على الأشخاص الذين تعرضوا لأزمة قلبية او سكتة دماغية او خضعوا لجراحة تغيير صمامات القلب والشرايين. هؤلاء الأشخاص يعانون فعلاً من أمراض قلبية وعليهم تناول جرعة يومية من الأسبيرين او وفق وصفة طبيبهم المتابع".

وبناء على نتائج الدراسات الثلاث الأخيرة التي صدرت منذ سنة، ومن بينها دراسة حللت أكثر من 10 دراسات منشورة في هذا الصدد، ان فائدة تناول جرعة من الأسبيرين يومياً قوبلت بخطر الإصابة بنزيف داخلي بالإضافة الى الآثار الجانبية التي قد تظهر عند الأشخاص الذين لديهم خطر قليل او متوسط من أمراض القلب.

وقد أظهرت واحدة من هذه الدراسات ان لا فائدة من تناول الأسبيرين للأشخاص الأصحاء الذين تزيد اعمارهم على الـ70، بل على العكس لقد كشفت عن تسببه ضرراً، الأمر الذي دفع المعنيين الى اطلاق توصيات جديدة للتوعية من الأسبيرين.

وانطلاقاً من ذلك، توصي فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية في الولايات المتحدة، بتناول جرعة منخفضة من الأسبيرين للأشخاص الذين تراوح اعمارهم بين 50 و59 والذين تزيد مخاطر اصابتهم بأمراض القلب أكثر من 10% .

ويشير ميكوس الى ان "انخفاض معدل التدخين وضبط ضغط الدم والكوليسترول من شأنه ان يقلل مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية. صحيح انه كان هناك دور كبير لأسبيرين في التجارب القديمة، لكن احتمال النزيف كان موجوداً دائماً. لذلك لكل الأشخاص الذين لديهم مخاطر منخفضة او متوسطة، فيمكنهم حماية انفسهم من خلال اتباع عادات صحية".