لملكة الأرض "أمي " كتابة الصحفية آيه الجعفري

"مجلة جنى" إهداء لأمي ورفيقة دربي لـ نجاح الجعفري..

صاحبة الوجه الجميع التي لم تكفي حروف العربية لتعبيري عن مدى سعادتي بأنكِ أمي والإنسانة التي كانت ومازالت معي وسبب وصولي ونجاحي في حياتي .

لم يكن أكبر إهتمامي إعجابي بأحد ، ولن أدرك أهمية أحد سواها ، بلغتُ من العمر ما يُكفيني لأدرك أهمية وجودك ، إنجذابي لكِ من صغري بجمالكِ ، بشجرة عائلتك الطويلة ، بما تملكيه ولا أملكه ، وفِي كل مرة كان يعجبني فيكِ أخلاقك ، صدقك بواقعيتك وإنسانيتك في عالمٍ مزدحم بأشباه النساء .

لسوء الحظ أني لا أملك جمالها وجمال روحها بشكلٍ كافي ، هي أشبه بزجاجة عطر تفوح رائحتها في أرجاء العالم ، ومن المحتمل أيضاً أنها تحتوي على بنكرياس في جسمها باللون الزهري ، قلبها مرسوم بالورد الجوريّ أنتِ المُخيفة بذكائها ، القوية بضعفها ، الإنتماء والمذاهب والتقديس والعقيدة ،أنتِ الصدق والطهر بين شعب المليون وجه النفاق، ملاك بجدائل حريرية ، البريئة والجريئة أنتِ حمامة السلام ومن يستند على حمامة السلام لا يقع ، وجهكِ فقد من يزيل هموم يومي ، كفاكُ تمادياً في الجمال إن قلبي من ضياء وجهك تبعثر .

أمي أنتِ المعجزة الثامنة والإفتراضات العلمية والتهيُئات الخيالية الحاسمة المحتومة بعد كل وهم ، الشتاء في آب وشمس تشرين الثاني وجمال يوسف وبراءة عيسى وطهارة مريم ، الخارج عن المألوف والخارج عن المسميات والشعور ، أنتِ الأحجية المفقودة التي وجدت في قلبي أنا . بُستاني ، تؤامي ، جميعي وحبيبتي الأولى ، خليتي الباقية ، دوائي الأول وذروة أيامي ، سبحانية فطرتي ، ضِماد جرحي ، عيني في وجهي ، ميولي ونصفي الأخر هدوئي وأذرعي ويميني القوي . "أمي" .. لصاحبة الغمازتين الجميلة ، الى لون عيونكِ ذات العسلية أحبكِ اليوم وغداً وإلى النهاية.

" هي بحر وأنا القارب المبخوش عم بغرق فيها"