الأردنية غادة سابا : رائدة من رائدات العهد الجديد في الإعلام والسينما

عمان - مجلة جنى - نضال العضايلة - جميلة، هادئة، واثقة، توحي للمتلقي بأنها قوية بما يكفي لأن تستمر ولو لوحدها، لم يكن يعنيني في الأمر تنمية صداقة شخصية معها بقدر ما كانت العلاقة بهدف إلقاء الضوء على منجزات عبقرية من عبقريات هذا الزمان، وجدتها رقيقة وشفافة وعملية للدرجة التي أحبها في شخصية المرأة،فكانت عنوان حضاري في مجتمع متنوع الثقافات.

حالمة ومتميزة بل أكثر من ذلك بكثير صاحبة رسالة، والجميل في المشهد أن غادة سابا واحدة من أولئك المبدعات اللواتي يرقين لأن يكن رائدات في العمل، راقيات في العمل المنظم، شغوفات وحالمات، مصممات ومثقفات، وللنساء رسالة وما أجمل أن توجه من غادة سابا.

قلنا منذ زمن بعيد أن للمرأة الاردنية دورها المهم في تنمية المجتمع والاسهام في تقدمه وقد اخذ هذا الدور في التعاظم بعد ان اثبتت أنها أهل للمنافسة والقدرة على الابداع والمشاركة في تحمل المسؤولية في مجتمع ذكوري قادر على التفوق.

وما كان لنصف المجتمع الاردني بأن ينهض بهذا الدور الحيوي لولا وجود نساء قادرات على ان يتخذن خط المواجهة مع الرجل الذي يجد نفسه الاقدر بينما تثبت غادة سابا انها من القلائل القادرات على فعل ما لايمكن للرجل ان يفعله.

لذلك فإن غادة سابا إعلامية وريادية من الطراز الرفيع وذات صولات وجولات سواء على الصعيد الإعلامي أو على صعيد صناعة الأفلام، فقد امتلكت  سابا وباقتدار كل مقومات النجاح، وعملت من اجل مجتمع ينبض بالحياه وليس من أجل شهرة أو مال فشكلت نقطة تحول في كل مكان وزمان وغادرت اللحظات الأولى من حياتها لتحل في مستهل الوطن والتاريخ.

نعم لقد شكلت غادة سابا التي تدرجت على سلم الشهرة والإحتراف حالة وطنيه اكسبتها محبة الاخرين وجعلت منها حالة ارتسمت على طول لحظات حياتها الحالمة، نعم هذه واحدة من بذرات الوطن وواحدة من سيدات المجتمع اللواتي يحاولن ان يبذرن الامل والحب اليوم.

لا شك بأن غادة سابا التي عرفت بمعالجتها للقضايا الجدلية في مجتمع مغلق بعض الشيء، استطاعت بعد عمل دؤوب وبجدارة ان تضع لها قدما في عالم النجوم، لا بل فهي نقطة مضيئة في سماء الابداع والتميز، بالإضافة إلى تواجدها في قناة رؤيا الفضائية حيث تسجل حضورًا متميز أمام الكاميرا عبر برنامج دنيا يا دنيا، فأينما وجهت نظرك تجدها، في المكاتب في العيادات في الأسواق والمحلات في المدارس والجامعات،  فهي قامة نسائية أردنية تحترم ويقدرها الاخرون.

 ان المجتمع الذي يقمع المرأة ويريد لها أن تبقى حبيسة المنزل للطبخ والغسيل والاهتمام بالزوج والعائلة لا يمت لواقع سابا بصلة، لذلك فهي تعي تماماً ان المجتمع الذي فرض على المرأة ان تكون حبيسة المنزل قد حبس نفسه في بوتقه لا خروج منها ابدآ.

غادة سابا المدير الفني لأسبوع فيلم المرأة، ومؤسس ومديرة فنية لملتقى نساء في التاريخ الأردن كندا، عاشت تجربة فريدة من نوعها عندما كانت في العام ٢٠٠٤ مساعدة للمخرج العالمي يوسف شاهين، تجربتها الأولى هذه في مجال الأفلام كانت من اروع التجارب التي قدمت سابا للجمهور العربي، والتي كانت حافزاً قوياً لها للإستمرار في طريق الفن وصناعة الأفلام.

عملت سابا على كتابة وإخراج وإنتاج أكثر من 250 فلماً وثائقياً وفلماً قصيراً، وتحدّت بجرأة التقاليد والعادات المرتبطة بالنوع الاجتماعي في دولة تحكم العقلية المتحفظة غالبية مواطنيها، وهي تعمل الآن على إنتاج تقرير أسبوعي على قناة رؤيا، حيث يُبرز التقرير نجاحات لتمكين المرأة في المجتمعات المحلية، وتحاول سابا من خلال تلك التقارير إبراز وضع العائلات الأردنية وبالتالي المساهمة كإعلامية في الإصلاح الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في الدولة.

لقد عرفت سابا من خلال منظمة "سابا هاملت " التي أسستها تلك السيدة الأردنية المبدعة، من أجل المساواة بين الجنسين، فكان أن وجدت صدى واسع عندما كرمت في بكين كواحدة من ابطال تلك المساواة من خلال هيئة الأمم المتحدة، ولم تقف عند هذا الحد بل تجاوزته  لابعد من ذلك حيث كانت واحدة من المتحدثين الرئيسيين ضمن بعثة المملكة الأردنية الهاشمية الدائمة للأمم المتحدة، واللجنة الوطنية الأردنية للمرأة بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن.

عند الحديث عن غادة سابا تبرز جملة من الإنجازات التي حققتها هذه الأيقونة الوطنية، والتي لم تقف عند حد معين، وانما تجاوزت ذلك للوصول إلى العالمية، وبهذا تكون سابا جزء من منجزات وطن، وجزء من تاريخ مكتوب باحرف من نور، ومن هذه الإنجازات :

- في العام العام ٢٠٠٣ عملت مساعدة مخرج مع المخرج العالمي يوسف شاهين
- في العام ٢٠٠٤ أسست شركة إنتاج لمساعدة صانعي الأفلام الشباب
- كتبت وأخرجت أكثر من ٢٥٠ فيلم وثائقي وقصير
- في العام ٢٠١٥ شاركت سابا في حلقة نقاش (النساء القادة) والتي نظمها برنامج ياهوو للأعمال وحقوق الإنسان تحت وَسْم #Changeyourworld والذي تم عقده في عمان.
- تعمل حالياً مع مغنيي راب وممثلين من الشباب لجمع التبرعات والمناصرة ضد العنف.
- أطلقت غادة سابا مبادرتها #Youre_Mine بهدف المساعدة في وقف العنف تجاه المرأة واستبداله بالسلام والانسجام في المجتمع.
- في عام 2015، طوّرت غادة عملها من خلال تأسيس منظمة غير ربحية تحمل اسم "سابا هاملت للمساواة بين الجنسين.
- في عام 2017 تشاركت مع السفارة الكندية في الأردن في تأسيس و إدارة مبادرة و ملتقى نساء في التاريخ الأردن كندا و الذي يسلط الضوء على نساء صنعوا تاريخ البلدين والذي يرأسه، فخريا، السفير الكندي لدى الأردن.
- في عام 2018، أطلقت قناة يوتيوب من خلال مؤسسة كفرسابا (سابا هاملت) بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وهذه القناة تعنى بتقديم 6 نماذج لسيدات من مختلف قطاعات المجتمع الأردني حتى يصبحن مؤثرات على شبكات التواصل الإجتماعي.