ساحرة الصحافة المصرية هبة عبدالعزيز : نجمة لمعت في سماء الصحافة العربية

عمان - جنى - نضال العضايلة - تعد واحدة من المتميزات فى مجال الكتابة الصحفية،  تولى اهتماما خاصا بالشأن الثقافى عامة وشئون المرأة والطفل بشكل خاص، كما انها من المهتمين ايضا بالبعد الافريقى وتوطيد العلاقات المصرية الافريقية، تعمل مستشارا إعلاميا للمركز العربى الافريقى، وترأس وحدة المرأة وشؤون الاسرة بالمركز الاستراتيجى للفكر والدراسات المستقبلية، وهي عضو شرفي بلجنة التاريخ فى المجلس الاعلى للثقافة.

دخلت عالم الكتابة الصحفية عن جدارة وكفاءة، فغدت من اهم الكُتاب في العالم العربي، أثبتت جدارتها بقوّة، وحظيت بشعبية كبيرة في العالم العربي، وخاضت الكثير من الحروب الصحفية، وجَسّت نبضَ الشارع المصري والعربي وحاولت استنطاق المسؤولين والمؤثِّرين وعاشت مثل الكثيرين من أبناء المهنة تقلّبات الإعلام العربي من صعودٍ وهبوطٍ واختبرت تحوّله أداة في الصراع الضاري على المنطقة فدفعت ثمن رفضها الانخراط في الحرب الإعلامية على بلدها.

قدّمت نفسها نموذجاً للكاتب الرصين الراقي فلم تكتفِ بجمال الشكلِ وأناقة المظهر بل عمِلت على صقلِ تجربتها وتطوير مهاراتها وأقامت شراكةً إنسانيةً مع المجتمع، وتنوعت طروحاتها، واسهبت في تقديم الممكن وغير الممكن في إطار تحقيق هدفها الأساسي، ونشر رسالة الصحافة الخلاقة.

علاقتها في مصر وكافة البلاد العربية لها عدّة أشكال، تبدأ بالانفتاح، وتنتهي بالتعدّد، التعدّد السياسي والتعدّد الفِكري والتعدّد البشري، وأيضاً لا ننسى ارتباطها العضوي والتاريخي في ام الدنيا، وهو الإرتباط الأقوى والأبقى.

حظيت هبة عبدالعزيز  خلال السنوات الأخيرة بحضور كبير، علىالمنصات الإعلامية لكونها المنبر الذي ينقل قضيةً ما، وكان للمرأة نصيب من هذه المنصات، فكانت محاولات هبة من شأنها أن تكون منابر لصوت المرأة المصرية، قياساً بالزحمة الإعلامية التي تشهدها الساحة عموماً.

في عُرف هبة عبدالعزيز فإن أي خطوة داعمة للمرأة المصرية هي غاية في الأهمية وخصيصاً بعد وصول الصراع الطبقي في المجتمع العربي العنف والتفرقة كأدوات لمعالجة الأمور، ومن هنا أصبح وصول صوت حر  للمرأة المصرية  ضرورة لم تتحقق بشكل كامل لغاية اليوم، إلا أنها استطاعت التعمق في كافة النواحي الاجتماعية والسياسية، مؤكدة على رؤية مصر المستقبل.

هبة عبدالعزيز نجمة لمعت في سماء الكتابة العربية منذ فترة وجيزة، ورغم ذلك، فهي كاتبة صحفية نجحت في إثبات حضورها بثقافتها العالية وحرفيتها المهنية وجاذبيتها اللافتة، فكانت المقالة الصحفية هي المصدر الأول والأهم للمعلومات في عصرنا، وهي أداة للوصول للحقيقة، ووسيلة هادفة، ومختلفة كثيرا عن الصورة النمطيّة التي يضعها المجتمع في أذهان الناس والتي هي أساس المشكلة، فلا يتوقع أن تكون الأنثى مجدّة في عملها، وينظر لها بأسلوب مختلف، كإنسانة غير قادرة على تحقيق الإنجازات، ولكن هبة عبدالعزيز تخطت هذه العقبة، ولعل اصطدامها بعقبة ضعف الإمكانيات التقنيّة المتوافرة، وفر لها الأداة الوحيدة التي آمنت بها إلا وهي القلم.

رسالة هبة عبدالعزيز هي أن وحدة الإنسانية حقيقة لا يمكن إنكارها، وأن مصر تتعرض لمؤامرة كبرى، رغم أنها لا تميل لاستخدام المصطلح، غير أن المؤامرة موجودة، والمؤامرة قائمة منذ عصر محمد على، ولا يمكن أن نحصرها فى سنوات قليلة سابقة. أنه ورغم اجتهادها في وضع المعايير التي ظنت أنها ستميزها عن الآخرين، سواء بالجنس، اللون، المستوى الاجتماعي أو غيرها من التصنيفات، فمن المؤكد أن هناك ما هو أكبر من ذلك.

وهبة عبدالعزيز بشر على اختلاف تجاربها وآلامها، وما يجمعها بالصحافة أكبر بكثير مما نظن أنه يفرقها عنه، لذا فإن مهمتها إعادة اكتشاف الصفات الجامعة الكثيرة  دون أن تركز على الصفات القليلة المفرقة، ولا ينبغي لأحد الظن بأن التفرقة ستزيده غنىً أو فائدة، فالجميع عند التفرقة يدفع الثمن.

لعل في هذه العبارة ما يمكن أن يقربنا من قلم عربي مصري حر، لندرك كينونته، ونعرف كيف تمتد تلك الأنامل الذهبية الإمساك به وكتابة تاريخ أمة، تقول صاحبة التميز والإبداع الصحفي هبة عبدالعزيز : 

 ( إن توافر المعلومات والاهتمام بالتخصص هما الوسيلة الأكثر فائدة للخروج من مأزق الدولة الفاشلة ).

لقد كرمت هبة عبدالعزيز في العديد من المحافل الصحفية والإعلامية وتلك التي تهتم بالمرأة، ولكن التكريم الأروع والمميز كان عندما رفعت هبة رأسها لتطاول عنقها حدود السماء، وهي تغني بلادي بلادي بلادي، لك حبي وفؤادي.