اللبنانية سمر عمر : صانعة حلم في بلد متعدد الطوائف

بيروت - مجلة جنى - نضال العضايلة

تعشق البساطة، مهتمة بالتفاصيل من صلب أبيها، من رائحة أمها، تحب اللون الازرق، وكانت نبراس حياتها.
في كل صباح تتأمل فنجان قهوتها، تشم فيه رائحة الحازمية، ورائحة لبنان، وكانها تتأمل المستقبل بين حناياها.
الحديث عن سمر عمر يقودنا للحديث عن الطموح، فما هي طموحاتها؟، هل تتمنى أن تكون شيئاً ما؟، لماذا لا تفكر قبلا فى أن تصبح ما ترغب به؟، الأمر ممكن جداً، خاصة انها من النماذج الشابة العديدة المتقدمة، التي تترك الفرصة للشباب، وتغذى أحلامهم بالتواجد في الأماكن التي يرغبون بأن يكونوا فيها بعد إكمال عقدين ونصف من الزمن، ومن يعلم ربما نرى بعد ذلك سمر في مركب متقدم.
ومن هنا كان لا بد من القاء الضوء على فتاة المستقبل الحديدية، وعلى هيبة الشباب متمثلة بسمر ورفاقها.
سمر عودة ورغبة منها في تغيير الواقع الشبابي السياسي في لبنان، قررت أن تصبح عضوا  فاعلاً في بلد يخوض ثورة شبابية لا مثيل لها، سمر التي أصابت الكثيرين بالذهول باحاديثها وإنتقاداتها الموجهة إلى المسؤولين، من خلال وسائلها الخاصة التي تتطلع إلى التغيير بالطرق السياسية التي ينتج عنها مجتمع واع بما يدور حوله.
اختارت سمر اللون الازرق والخط الحريري لانها وجدت فيها المبادئ العقائدية، وهي ترى أن الأهداف الاجتماعية للحريرية ليست الحرية والمساواة فحسب ( وهم امران مهمان بالنسبه لها ) بل وحتى هدف القضاء على الطبقات البرجوازية في المجتمعات وتمجيد الطبقه الشعبية المتمثلة بالفقراء والمحرومين.
وجدت سمر ان الحريرية تطالب بالمساواة بين الرجل والمراة ويحارب جميع انواع الاستغلال الجسدي والنفسي للمرأة عن طريق منظمات وفعاليات لتنشيط دور المرأة في المجتمع وانصافها من الاضطهاد النفسي او الجسدي من قبل العادات والتقاليد الرجعية التي تهمش وتدمر المراة وتجعل دورها محصور اما بخدمة الاب والاخ او خدمة الزوج.
ولدى سمر قناعة أن الثورة المنظمة التي تبنى على أساس واضح قادرة على التغيير نحو الأفضل وأن التغيير يبدأ من المؤسسة السياسية الابرز المتمثلة بالشارع والشعب الذي يقود المجتمع نحو التغيير الشامل وأن بإمكان امرأة أن تكون قادرة على التغلب على كل المعوقات التي تحول دون تحقيق الأهداف النبيلة التي ناضل لأجلها من سبقونا في العمل السياسي.
ليس لدى سمر أي مشكلة في مواجهة المخاوف مما يمر به لبنان لكنها تأمل أن يواجه أي نشاط سياسي بأسلوب سياسي أيضاً، فنحن أبناء وطن نعمل جميعا لخدمته بطرق وبرامج مختلفة وما وجود التعددية إلا لنخرج بأفضل السياسات المناسبة لنا كمواطنين ولا يمكن أن نصل إلى أهدافنا وآمالنا مالم نجرب مختلف الطرق لنختار منها الأصلح للسير عليه فكل شعب له طريقته ووجهة نظره في التعامل مع كل قضية وهذا الهدف من التعدد.
هذه هي ابنة الحازمية أقدم وأهم مدن لبنان، هذه هي التي تسير اليوم على درب الرفيق الذي غادر الحياة غدراً، تاركا السفينة ليقودها السعد الذي يمثل طيف الشباب في بلد متعدد الطوائف.
سمر عمر اللبنانية ذات اللون الازرق تنظر لمستقبلها بعين ثاقبة وترى أن القادم سيكون أفضل بعون الله تعالى.