في مسيرة تتابع عالمي.. عربيات يجبن بلادهن بالدراجات النارية


الفكرة سوق لها بعض النساء المهتمات بالدراجات في الدول العربية

مجلة جنى - تبدو قيادة الدراجة النارية كواحدة من الهوايات التي كانت شبه محتكرة للرجال، لكن شابات عربيات من حول العالم قررن قيادة دراجاتهن في طرقات 80 دولة في عام واحد، في مسيرة تتابع ببلادهن وتسليم الخريطة لفريق آخر على حدود البلد ليكمل الطريق.

تخبر اللبنانية لارا طربية أن هدف الفكرة التي أطلقتها البريطانية هايلي بيل هو تسليط الضوء على دور المرأة ومكانها في هذه الرياضة.

وبدأت أول رحلة من ستوكهولم في فبراير/شباط 2019 وصولا إلى دبي في 31 يناير/كانون الثاني و1 فبراير/شباط 2020، بطريقة التتابع بمشاركة سيدات من 80 بلد حول العالم، ولكل بلد سفيرة تقوم بالتوعية وتجمع النساء، ولارا هي ممثلة الشرق الأوسط.

وتوضح لارا أن الفكرة تشبه رحلة أولمبية بدأت من ستوكهولم وسارت في عدد من الدول الأوروبية ووصلت إلى أميركا وأفريقيا. وأنه في الدول التي تتصل بحدود برية كانت كل سفيرة مع فريقها تسلم هذه العصا إلى سفيرة الدولة المجاورة باليد، وفي حال عدم وجود حدود ترسل العصا عبر البريد لإكمال المسير.


لارا طربية (يسار) وهايلي وبينهما حقيبة التتبع

سوقت الفكرة بعض النساء المهتمات بالدراجات في الدول العربية في لبنان والإمارات والكويت والسعودية وقطر.

وتقول لارا عن نفسها "بالنسبة لوضعي كممثلة أو سفيرة للشرق الأوسط فلقد استلمت عبر صديقة لي من الإمارات العصا بعد أن وصلت إلى كينيا حيث سافرت وتسلمتها باليد".

واجهت هذه الرحلة الكثير من العقبات والخيبات رغم تعاون بعض الدول حيث رافقت الشرطة المسير. علما أن كامل تفاصيل الرحلة من تنظيم واستكشاف الطرقات المناسبة كان عبر نساء، بحسب لارا، وكان المسير يختلف من دولة إلى أخرى، ففي حين اقتصر في دول على ساعات معدودة، وصل لأسبوع كامل في دول أخرى.

تتعامل لارا مع دراجتها بشغف حقيقي، وتحب وحدة الفريق وتهتم بأدق التفاصيل. وتقول إنه لا بد من تغيير فكرة أن هذه الهواية حكر على الرجال "أردنا أن نخبر العالم أن راكبات الدرجات النارية موجودات بعدد كبير، ويجب أن يؤخذن على محمل الجد لأنهن قادرات على خلق فرق كبير".


مارغاريتا ودراجتها شاركت في مسيرة التتابع بعد أن نظمت حدثا في قطر يجمع السيدات اللواتي يركبن الدراجات النارية

التأمل في صحراء قطر
ومن قطر، شاركت مارغريتا زونيغا في مسيرة التتابع بعد أن نظمت حدثا في قطر يجمع السيدات اللواتي يركبن الدراجات النارية الشهر الماضي.

وكانت اشترت دراجة وتعلمت بنفسها الركوب تدريجيا، بدءا بالفناء إلى الطرقات المسدودة وصولا إلى دول الخليج ثم إلى طرقات العالم.

تقول مارغريتا إن أفضل أوقاتها هي في الصباح الباكر أو عند الغروب عندما تقودها دراجتها نحو الشمال الغربي في زكريت، حيث تلتقي أحيانا بقوافل الجمال، وتروي أنه مرة تقدّم جمل أسود إلى دراجتها البيضاء ليشمها بعد أن جذبه لونها. وأنها في بعض الأحيان تذهب على دراجتها للتأمل في الصحراء.

مارغريتا قادت دراجتها في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة الأميركية، منفردة حينا ومع المجموعات حينا آخر.

شاركت مارغاريتا في حدث WRWR Ripple Relay في الدوحة، حيث قادت النساء الدراجات ساعة في رحلة التتابع من وسط الدوحة إلى سميسمة إلى المدينة. وتختتم بقولها "الناس يحترمون المرأة أكثر عندما يعلمون أنها تقود دراجة. والمرأة قادرة على فعل أي شيء كالرجل إذا أرادت ذلك".


النساء قائدات الدراجات في قطر

القيادة بحذر ومع الوالد
سارة أمينة أبو صالح من أب سوري وأم أميركية، شاركت النساء في جولة التتابع في الإمارات حيث تقيم ليومين، بعد أن أخبرتها لارا بالأمر، وتقول إنها تأمل أن تكون في الحدث المقبل موجودة بشكل أكبر.

تخبر سارة أن أباها كان قد اشترى دراجة نارية وهو في عمر الـ15 في سوريا، وهي أيضا قادت الدراجة لأول مرة في الـ15 من عمرها، حتى باتت تقود بنفسها بدلا من الركوب خلفه.


سارة شاركت في اليومين الأخيرين في رحلة التتابع

تقود سارة دراجتها بانتباه من دون سرعة، وتقول رغم أن القيادة تجعل الأدرينالين يتدفق فإنه يجب الحذر والاهتمام بعناصر الأمان من الحذاء الرياضي المناسب إلى الخوذة وغيرهما.

وتضيف أن المارة وراكبي السيارات ينظرون إليها وأحيانا يصورونها أو يثنون على شجاعتها، وتشعر بأنها تقوم بأمر مميز، خاصة أنه لا يوجد الكثير من النساء اللواتي يقدن دراجات نارية. وتضيف أن القيادة تعطي شعورا بالقوة وتشجع النساء ألا يخفن من أن يقمن بأمر يعدّ غريبا أو استثنائيا.