أسمى طوبي

مجلة جنى -  أسمى طوبي ولدت في مدينة  الناصرة. والدها رزق طوبي. زوجها الياس نقولا خوري. ابنتها سلوى. 

درست في المدرسة الإنكليزية بالناصرة، وكان لها ميل شديد لتعلم اللغات. واصلت تعلم كل من اللغتين الإنكليزية واليونانية عبر المطالعة والدراسة الخاصة، وبعد زواجها وانتقالها مع زوجها إلى مدينته عكا، درست القرآن الكريم لكي تتمكن جيداً من اللغة العربية.

ظهر ميلها إلى الأدب والشعر منذ حداثتها. ولمّا كان والدها رزق طوبي شاعراً، فقد اطلعت عبره على المعلقات وعيون الشعر العربي وتلعمت منه بحور الشعر وأصول الإلقاء، واقتداء به أصبح الشعر غذاءها  الروحي.

واكبت أسمى بجرأتها ومن غير تهيب، النهضة المسرحية التي شهدتها فلسطين في عشرينيات القرن العشرين. وفي سنة 1925، ولم تتجاوز العشرين من عمراها، نالت أولى مسرحايتها "مصرع قيصر روسيا وعائلته" التي عرضتها في عكا، وكانت من خمسة  فصول. وتواصلت كتاباتها المسرحية، فكتبت: "أصل شجرة الميلاد"؛ "صبر وفرج"؛ "نساء وأسرار"؛ "شهيدة الإخلاص"؛ "واحدة بواحدة"؛ "قمار".  وباستثناء الأخيرتين اللتين تألفت كل منهما من فصل واحد، فمسرحياتها الباقية تألفت كل منها من ثلاثة أو أربعة فصول، وقد مُثّلت معظمها على خشبات المسارح العامة والمدرسية.

في أعقاب ثورة البراق تأسست في القدس "جمعية السيدات العربيات"، وقامت على غرارها جمعيات في مختلف المدن الفلسطينية، وقد عُرفت هذه الجمعيات أيضاً باسم "لجان السيدات العربيات"، وكان لأسمى طوبي دور مميز في تأسيس "لجنة السيدات العربيات" في مدينة عكا. ومع تطور العمل النسائي في مرحلتي الإضراب والثورة الكبرى (1936- 1939) من العمل الاجتماعي والإنساني إلى العمل الميداني، كان لها دورها البارز في جمع التبرعات ومد الثوار بالمال، وفي الإشراف على تدريب الممرضات وفرق الإسعاف الميداني، كما زارت ورفيقاتها الجرحى وعائلات الشهداء، وقدمن كل ما بإمكانهن: من رغيف الخبز إلى العلاج والدواء.

تزامن عملها الميداني مع مواصلتها تأدية دورها التثقيفي عبر الإذاعة والصحافة، فكانت من أولى المذيعات في الإذاعة الفلسطينية التي تأسست سنة 1936 واشتهرت باسم "هُنا القدس"، فكانت تقدم حديثاً أسبوعياً للمرأة بشكل خاص. وفي حديث لها بعنوان "إلى الأم العربية"، ركزت على ثلاث دعائم في تربية الطفل، وهي: "الصدق، والواجب، والشرف". ولما تأسست محطة الشرق الأدنى في يافا أذاعت الأحاديث عبر أثيرها. كما نشرت مقالاتها في أكثر من صحيفة، ومن أبرزها جريدة "فلسطين" التي أصبحت المحررة المسؤولة عن صفحتها النسائية.

وكانت أسمى طوبي تعمل في ثلاثة ميادين معاً، وهي:  

أولاً - ميدان العمل الاجتماعي والإنساني: في أعقاب "المؤتمر النسائي الشرقي" الذي عقد بالقاهرة في سنة 1938 بدعوة من رئيسة الاتحاد النسائي المصري السيدة هدى شعراوي، تحوّلت الجمعيات واللجان النسائية في فلسطين إلى اتحادات. ولما تأسس الاتحاد النسائي الفلسطيني في عكا، قامت طوبي في المرحلة الأولى بمسؤولية أمانة سر الاتحاد، ثم تولّت رئاسته حتى النكبة، وعملت أيضاً في كل من جمعية الشابات المسيحيات وجمعية الشابات الأرثوذكسيات، فكانت عضواً في الأولى ورئيسة للثانية.

ثانياً - ميدان العمل النضالي: مع تطور العمل النضالي خلال الثورة التي قامت ضد قرار التقسيم سنة 1937، كانت تدعو إلى التظاهرات وتمشي في طليعتها، وتكتب الاحتجاجات على الاستعمار البريطاني الصهيوني، فكانت قدوة لكل من حولها، بإيمانها ووطنيتها وصلابتها.

ثالثاً - ميدان الكتابة عن الوطن والمرأة : نشرت مؤلفاتها في الأربعينيات من القرن الماضي في مدينة عكا، ولعل إنجازها الأهم، في تلك الفترة، مخطوطتها بعنوان: "المرأة العربية في فلسطين"، وهي  دراسة في أعمال المرأة ونضالاتها، وقد أرسلتها إلى المطبعة، غير أن ذاك العام كان عام النكبة، فغادرت عكا مرغمة مع من غادروها مخلّفة وراءها كتابها الذي لم يشاهد النور.

استقرت مع أسرتها في بيروت، واستأنفت نشاطها فأذاعت الأحاديث من "الإذاعة اللبنانية" وكتبت في دوريات متعددة، منها "الحياة" و"كل شيء"، ومجلة "الأحد" الأسبوعية، ومجلة "دنيا المرأة" الشهرية، وكانت أبرز مواضيعها عن فلسطين والمرأة والإنسانيات.

في أوائل الستينيات، عكفت على إعداد كتابها الأشهر "عبير ومجد" الذي يُعتبر منذ صدوره في سنة 1966، من أهم المراجع عن المرأة الفلسطينية، إذ احتوى فيما احتواه على مقابلاتها مع النساء اللواتي اختارتهن من شتى الميادين، فكتبت عن تجربة كل منهن كما سمعتها. ولعلها التجربة النسائية الأولى في ميدان "التاريخ الشفوي"؛ أما المقيمات في الأقطار الشتى فقد راسلتهن، وجمعت سير الشهيدات والراحلات منهن.

نشرت أشعارها في كتابها "حبي الكبير" سنة 1972، ولكن على الرغم من اطّلاعها الواسع على الشعر الحديث ورقّة مشاعرها وأحاسيسها التي وجدت في الشعر مرتعاً خصباً لها، ومع إبداعها في كتابة الشعر الحر، فإنها لم تنشر سوى هذا الكتاب، كما إنها لم تعد ثانية إلى كتابة المسرحية، وراحت تبذل جهدها في ترجمة ما تختاره وتجد الأهمية لنشره، كما فعلت في كتابها "الدنيا حكايات"، فهي حكايات من صميم الواقع اختارتها من عشرات الحكايات في المجلات المعنية بالقصص الحقيقية التي كتبت كل منها بقلم صاحبة التجربة.

نالت وسام قسطنطين الأكبر من رتبة ضابط في سنة 1973، وكانت من أوائل السيدات في العالم اللواتي حظين به.  

توفيت في بيروت ودفنت فيها. ومُنحت بعد وفاتها وسام القدس للثقافة والفنون والآداب من قبل منظمة التحرير الفلسطينية في كانون الثاني/ يناير 1990.

 أهم آثارها:

"مصرع قيصر روسيا وعائلته" (مسرحية). عكا: د ن، 1925.

"الفتاة وكيف أريدها" (مجموعة مقالات). عكا: د ن، 1943.

"على مذبح التضحية". جزءان. عكا: د ن، 1946.

 "أحاديث من القلب" (مجموعة مقالات). بيروت: مطبعة قلفاط، 1955.

"عبير ومجد" (مجموعة مقالات). بيروت: مطبعة قلفاط، 1966.

"حبي الكبير" (شعر). بيروت: دار العودة، 1972.

"نفحات عطر" (مجموعة مقالات عن احتفالات الشعوب وعاداتها). بيروت: مؤسسة نوفل، 1975.

أهم ترجماتها:

"الإبن الضال" (رواية مترجمة عن الإنكليزية للكاتب هول كين). عكا: د ن،  1946.

"الدنيا حكايات" (حكايات مترجمة عن الإنكليزية). بيروت: مطبعة قلفاط، د. ت.

"في الطريق معه" (ترجمة ملخصة عن الإنكليزية). بيروت: د ن، 1960.