تأملات نوال السعداوي.. عن الكتابة والمرأة والعدالة

"مجلة جنى" صدر كتاب النسوية المصرية نوال السعداوي (1931) "تأملات في السياسة والمرأة والكتابة" أول مرة عام 2014، وأعادت دار "شهريار" في بغداد طباعته في نسخة جديدة صدرت مؤخراً.

الكتاب هو أحدث أعمال الكاتبة الإشكالية، ويضم خلاصة أفكارها في ثلاثة مجالات كما يكشف العنوان: السياسية، وقضايا المرأة والجندر، والإبداع والكتابة. 

يعتمد الكتاب على خبرات السعدواي في مجالات الطب والقضايا النسوية والتحرر، وفيه تكتب رأيها في البلدان التي زارتها وتجارب النساء فيها.

يتضمن العمل مقالات عن تجربة المرأة الصينية بناء على زيارتها لبكين عام 2014، بدعوة من طالبة كانت تجري أطروحة الدكتوراه بعنوان "القلم والمشرط" عن أعمال السعداوي. 

ترى صاحبة "توأم السلطة والجنس" أن ثورة الصين الفعلية كانت عام 1919، حين "أُعيدت قراءة التراث ونُزعت القدسية عن كونفوشيوس وكل الملوك والأباطرة". 

كذلك كتبت السعداوي عن تجربة المرأة الكردية؛ حيث زارت كردستان العراق عام 2014 وتأملت عن قرب في تجربة المقاتلات الكرديات، وتناولت تاريخ المرأة العراقية وما تعرضت إليه في فترة حكم صدام حسين.

ترى أنّ الديمقراطية لم تتحقق في أي بلد من العالم

من جهة أخرى تلفت السعداوي، إلى أن "هناك صعوبه في القضاء على العنف أو الإرهاب الديني السياسي طالما أن تربيه الأطفال وتعليمهم قائم على التفرقة الجنسية والدينية والعرقية"، مشيرة إلى أنه و"بينما ينص الدستور المصري على حريه العقيدة يظل التعليم المصري كما كان منذ العصور الماضية يتهم بالكفر كل من يفكر بعقله الحر أو ينقد ثقافة التفرقة الدينية أو الجنسية في المذاهب الراسخة على اختلافها".

وترى أن "العدالة أو الديمقراطية لا تتحقق إلا بعد أن تصبح الحرية والمساواة أسلوب حياة في البيت والشارع والمدرسة والعمل والترفيه واللعب. فالديمقراطية ليست الانتخابات وإنما العدالة والمساواة بين المواطنين بصرف النظر عن الطبقة أو الجنس أو الدين أو العرق أو لون البشرة. وهذه الديمقراطية لم تتحقق إلى اليوم في أي بلد من العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة حيث القيم العنصرية الطبقية الأبوية تسود الدولة والمجتمع".

وفي الجانب الذي تناولت فيه تجربتها ككاتبة، تعتبر أنها لم تتمكن أبداً من كتابة الرواية التي حلمت بها قائلةً: "تظل الكاتبة عمياء، لا ترى قيمتها مهما نالت من جوائز أدبية وشهرة عالمية... تظل متشككة في تفوقها ونبوغها. فالواقع اليومي لحياة الغالبية العظمى للنساء في بلادها والعالم يؤكد لها دونية وضع المرأة وتزايد دونية الأنثى واحتقارها والاعتداء عليها مع تصاعد القوى الأصولية الدينية الذكورية المدعمة بالنظام الرأسمالي الأبوي".

وتضيف: "ليس للكاتبة قدرة على معرفة تاريخ الكاتبات النساء السابقات عليها فالتاريخ يكتبه المنتصرون الذكور. وليس عند الكاتبة إلا صورة جزئية مشوشة عن كتاباتها منفصلة أو مبتورة عن التاريخ الأدبي. فهي محرومة من النقد الأدبي الموضوعي النزيه المستقل عن النظام الحاكم الطبقي الأبوي".