"صبايا كليمنجارو".. في كل إنسان قمة عليه أن يصعدها

"مجلة جنى" كثيراً ما نبني صورة مشرقة في أذهاننا لمستقبلنا وما سنكون عليه، وكل يوم نقوم برسم الطريق الذي سوف نحقق به أهدافنا وآمالنا، وكلما ظهرت فرصة للتقدم وتمكنا منها أصبح الوصول إلى الهدف أصعب بكثير، ويصبح تحقيق الهدف يتطلب أكثر وقتاً وجهداً وتضحية، فقد واجه الكثير من الناس الصعوبات في تحقيق الطموح والمراد، فمنهم من تقاعس عن تحقيقها تم استسلم فرأى أن التسليم أسهل بكثير، ومنهم من واجه هذه الصعوبات وتحدى لكي يصل إلى هدفه ومراده وتجسد ذلك في الفيلم رحلة صعود ثلاث فتيات فلسطينيات إلى قمة جبل كليمنجارو في تنزانيا.

عرضت جمعية العطاء فيلم "صبايا كليمنجارو" للمخرجة الفلسطينية ميساء الشاعر ضمن مشروع "يلاّ نشوف فيلم!" هو مشروع شراكة ثقافية -مجتمعية تنفذه مؤسسة "شاشات سينما المرأة" بالشراكة مع "جمعية الخريجات الجامعيات" وجمعية "عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة" بدعم رئيسي من الاتحاد الأوروبي ودعم مساند منCFDالسويسرية وصندوق المرأة العالمي.

الذي يهدف إلى تطوير قدرة الفئات المجتمعية المختلفة على النقاش والتفاعل المتبادل من خلال النشاطات الثقافيةحيث أظهرت المخرجة فكرة الفيلم في كيف استطاعت هؤلاء الفتيات بتخطي كل الحدود وكل الصعاب والصعود إلى القمة، معبرة بالفكرة هذه عن ضرورة وجود الطموح والإرادة لدينا حتى نستطيع الوصول إلى هدفنا حيث يتطلب من كل فرد الطموح والمغامرة في الحياة كونهما الحافز الذي يساعدك في الوصول إلى هدفك ودائما ما يسعى الشخص الطموح إلى تحقيق أهدافه دون الاهتمام برأي غيره في هذا الموضوع كما أنه يصب كل جهده لامتلاك القوة في تحقيه، سواء أكانت قوة اجتماعية، أو قوة عاطفية، أو قوة نفسية تعطيه ثقة كبيرة في النفس، ويعود ذلك الأمر لطموح الشخص بالوصول إليه، وتعد هذه القوة عنصراً داخلياً يزرع داخل الإنسان نزعة لكي يحقق الهدف المراد مع تخطي المشاكل والعقبات دون تأثير عليه، مما يدفع إلى الإبداع والعمل والتميز.

وبعد الانتهاء من عرض الفيلم تم أخذ المشاركين من الحضور حول ما يحمله الفيلم من رسائل وأفكار وقضايا تلامس المجتمع الفلسطيني حيث كان هناك تفاعل كبير بمجموع القضايا التي تضمنها الفيلم وقد سادت أجواء النقاش والتفاعل مع الحضور والذين بدورهم عكسوا أفكارهم ووجهة نظرهم في فكرة ورسائل الفيلم وتجسيده لمعاناة الشعب الفلسطيني من إغلاق والتقييد وكبت الحريات.

وتم البدء بالمقولة التي انتهى بها الفيلم لما تحمل الكثير من المعاني التي تدل على العزيمة والإصرار والمتمثلة (في كل إنسان قمة عليه أن يصعدها وإلا بقي في القاع مهما صعد من قمم) حيث تعبر عن قوة العزم والإصرار المتجسد في شخصيات الفتيات وتحقيقهن لحلمهن وكان لتلك العبارة واقع كبير في آذان السامعين.

ودار النقاش حول أهمية العمل الجماعي والبحث والاستكشاف حيث تجسد في البحث على معلومات عن جبل كلمنجارو وهذا ينقلنا إلى أهمية المعرفة بالهدف الذي نسعى إليه والتعرف على الحضارات وتبادل الثقافات حيث عبرت إحدى المشاركات: "أن الفيلم بالنسبة لي وخاصة في بيت حانون مستحيل يصير لأنه ابوي بخاف عليا اطلع على صديقتي كيف لو أحكي له بدي اسافر ولكن هذا الفيلم اعطاني امل بحياتي".

تم أيضا مناقشة متاعب السفر التي يعانيها الشعب الفلسطيني حيث المشاهدة من خلال الفيلم تم النظر لجدار الفصل العنصري الذي يفصل بين الكثير من المدن الفلسطينية حيث بينت من خلال الفيلم المدة التي نقطعها بعد المعاناة على المعبر لعدم وجود مطار فلسطيني حيث تحدث أحد الحضور قائلا: "أنا طموحاتي تتحقق بعد المعبر انحرمنا أنو يكون عنا هدف"، وتحدثت إحدى المشاركات الإرادة والطموح ليس شرط يكون مرتبط بالسفر الكثير، في أهداف ممكن نحققها داخل مجتمعنا".

وتحدثت أخرى بإشراقة أمل أنا معجبة بتلك المغامرة الممتعة من الفتيات كونهم فلسطينيات في صعود الجبل وكيف تحدو السياسة والحدود والمجتمع والعادات هذه النماذج تشجعنا نتمسك بأحلامنا حتى لو فشلنا.

وعبرت بعض المشاركات على أن المخرجة ابدعت في التعبير عن الإصرار الفلسطيني في تحقيق طموحاته وأن العالم يفسح الطريق للمرء الذي يعرف إلى أين هو ذاهب،والجدير بالذكر أن جمعية العطاء الخيرية تأسست سنة 2000م، الجمعية جمعية غير ربحية تعمل على دعم المرأة وتوعيتها وتقويتها ودمجها في قضايا المجتمع المدني وتحسين وضعها الاقتصادي بالإضافة للاهتمام بصحة الطفل و تعليمه و إيصاله بالعالم الخارجي وتحسين الظروف الحياتية لذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع ومؤسساته مما يؤدي إلى رفع مستواه الثقافي والاهتمام بالشباب و إتاحة المجال لهم بالمشاركة بتنمية المجتمعية وتعزيز روح التفاؤل والعطاء والتطوع في داخلهم تعمل الجمعية على المناطق الجغرافية في شمال قطاع غزة بيت حانون بيت لاهيا العزبة الأبراج وتهتم الجمعية بكبار السن في بعض برامجها.