بدائل صحية في زمن "كورونا"

"مجلة جنى" فرضت جائحة "كورونا" واقعا جديدا في مجال عمل الشابة الثلاثينية دارين بلو من بيت لحم، عبر خلق بدائل صحية في صنع الحلويات، في تحدٍ للظروف التي انعكست سلبا على الواقع الاقتصادي في فلسطين كسائر دول العالم.

"بعد ستة أشهر من التحاقي بدورة في مجال التغذية في الولايات المتحدة الأميركية عبر الاتصال المرئي، تعلمت كل أنماط التغذية الحديثة في العالم والوصفات الصحية اللذيذة، واستطعت انشاء مشغل خاص بالمأكولات الصحية داخل منزلي، شريطة أن تكون لذيذة، وأن تتلاءم والإجراءات الوقائية المتبعة، تقول بلو لـ"وفا".

وتضيف: طبقت ما تعلمته على نفسي، إذ لم أحرم نفسي من المأكولات المفضلة ولكن بعد تعديلها بطريقة صحية، الأمر الذي أدى إلى خسارتي للوزن، وشجع الكثير من اتباع نفس النظام، تحت شعار "الصحي ممكن يكون حلو"، بعد مشوار طويل في دراسة التغذية بشكلها التقليدي، ومؤخرا دراسة علم التغذية الحديث عبر الإنترنت.

وحول تأثير الجائحة على نمط حياتها اليومي، تقول: مع إعلان حالة الطوارئ وصعوبة التنقل والخروج من المنزل، تولد لدي شعور سيئ بعدم جدوى وجودي بالحياة، خاصة أنه خلال تلك الفترة عانيت من زيادة في الوزن، رغم أنني خبيرة في التغذية".

"في يوم ميلادي في الحادي والعشرين من نوفمبر قررت البدء بمشروعي، وأنشأت صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنها لم تتوقع كمية الآراء المشجعة لها من الناس والطلب الكبير على هذه المنتجات الصحية".

وتسرد بلو لـ"وفا" مجال دراستها وشغفها بمجال صنع الحلويات، بالقول: درست بكالوريوس التغذية والتصنيع الغذائي، ثم ماجستير في مشاكل الوزن، وعملت كخبيرة تغذية في مؤسسة أصدقاء مرضى السكري، ثم انتقلت للعمل في مؤسسة FADO المتخصصة في مجالات الأغذية، وبعد انتهاء عقدها عام 2017 لم تحظَ بفرصة عمل تناسبها، فتوقفت عن العمل، واتجهت نحو الاشتراك في عدة دورات، كدورة للصابون، وكريمات البشرة، وأخرى لصناعة الشوكولاتة من نادي الطهاة العرب، ثم دورة حلويات شرقية".

ولم تخفِ بلو الصعوبات التي تواجهها، والتي كانت أهمها: عدم توفر المواد الخام بجودتها المطلوبة في الأسواق العامة، إضافة إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير، بسبب قلة تواجدها، وصعوبة الحصول عليها، علاوة على ذلك أن خلال الدورة تم استخدام مكونات في الوصفات غير موجود في بلادنا كبدائل المحليات لعدم استخدام السكر، وبذلك أصبحت بلو تبحث عن بدائل للمكونات، ونجحت في ذلك، كما أنها أجرت تعديلات على معظم الوصفات لتتلاءم مع الذوق العام للمواطنين هنا.

ووجهت رسالتها لمن يعمل بمجال الأغذية الصحية بأهمية الابتعاد عن المحسنات الكيماوية، بقولها: يحتاج البعض لخبز الشوفان وهو خالٍ من البروتين إلى محسنات كيماوية لإعطاء قوام متماسك، ولكنها قد تحتوي على مواد مسرطنة، وتسبب مشاكل في الكلى والكبد، كما أن استخدام الخميرة الجاهزة في المخبوزات يسبب عسر الهضم وانتفاخات في القولون، ولذلك قررت إجراء أبحاث وتجارب لعمل بديل عنها، وبالفعل نجحت بذلك من خلال تجارب ذات خطوات طويلة، وتوصلت لمادة تُخمِّر المعجنات بلا ضرر.

وأنهت بلو حديثها لـ"وفا"، بضرورة نشر الوعي بين الناس لاتباع نمط غذائي صحي في حياتهم، وألا تكون الأنماط الصحية حالة طارئة للناس، بل يجب ان تكون أسلوب حياة، لنصل إلى مجتمع خالٍ من الأمراض والآلام التي تسببها الأنظمة الغذائية غير الصحية.