فيلم “الهدية”.. معاناة الفلسطينيين على حواجز التفتيش في القائمة القصيرة للأوسكار

"مجلة جنى" بعد قليل من الانتفاضة الفلسطينية في التسعينيات، توقفت المخرجة البريطانية الفلسطينية فرح نابلسي عن زيارة الضفة الغربية التي تنحدر منها عائلتها. وبعد خمسة وعشرين عاما، عادت لتجد واقعا جديدا ألهمها فكرة فيلمها “الهدية” الذي وصل مؤخرا إلى القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار.

يسلط العمل الدرامي القصير الضوء على معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية ويعني وصوله إلى القائمة المختصرة تصنيفه ضمن أفضل عشرة أفلام في فئته.

يحمل الفيلم عنوان “ذا بريزنت” الكلمة الإنكليزية التي تحتمل معنيين “الهدية” و”الحاضر”. وتقول المخرجة إن ازدواجية المعنى مقصودة وهو ما أرادت نقله في العنوان وفي الفيلم نفسه.

أوضحت “كنت أعتقد أنني فهمت الوضع هناك.. لكن لم يكن هناك بديل آخر سوى رؤية ما كان يحدث على أرض الواقع بعيني”.

تشير فرح هنا إلى نقاط التفتيش العديدة التي أقامها الجيش الإسرائيلي، وكذلك الجدار العازل في الضفة الغربية الذي شرعت إسرائيل في بنائه سنة 2002 في ذروة الانتفاضة الفلسطينية، وهو ما تسميه “جدارا يقتلع الأرض وبيوت الناس ويمزق الأسر”.

في فيلمها، ترسم فرح نابلسي صورة لهذه الأوضاع من خلال يوسف، الأب الفلسطيني الذي يتنقل بابنته الصغيرة في نقاط التفتيش لكي يشتري هدية لزوجته.

تقول إسرائيل إن الهدف من الجدار العازل ونقاط التفتيش الملحقة به وقف هجمات المسلحين في مدنها، لكن الفلسطينيين يصفونه بأنه “استلاب للأرض” وتمزيق للتجمعات.

الفيلم مقتبس من أحداث حقيقية لكن فرح نابلسي تقول إن بشاعة الواقع في بعض الأحيان تفوق بكثير قدرة الفيلم على التصوير.

أضافت “شاب أعرفه منذ سنوات، يعيش في الخليل… يمكن القول إنه يسكن على الطريق بالمعنى الحرفي للكلمة، بسبب وجود نقطة تفتيش على بعد 80 مترا من منزله”.

وهذا الفيلم هو أول تجربة لفرح نابلسي في عالم الإخراج، لكنها أيضا هي التي أنتجت الفيلم وكتبت قصته وشاركت في كتابة السيناريو.

ومن المتوقع إعلان الترشيحات الرسمية لجوائز الأوسكار في الدورة الثالثة والتسعين في 15 مارس/ آذار.

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في حرب 1967 ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية.