حوار خاص مع الباحث والأكاديمي  أ. د. تيسير عبد الله حول أهمية ودور التعلم في تمكين المرأة

"مجلة جنى" عن أهمية ودور التعلم في تمكين المرأة كان " لمجلة جنى " حوار خاص مع الباحث والأكاديمي  د. تيسير عبدالله

هل للتعليم دور مميز في حياة ومستقبل المراة ؟

يعتبر تعليم الإناث من الأمور الهامة جداً في المجتمع وبالذات في المجتمع الفلسطيني لما له من أدوار مستقبلية في حياة المرأة الفلسطينية، حيث يعمل التعليم على تنمية الوعي لدى الأنثى وتنمية قدراتها العقلية العامة كالذكاء وقدراتها الخاصة المتعلقة بذاتها كالفهم والتحليل واتخاذ القرارت المناسبة وغيرها من القدرات الخاصة بها، ويرفع ذلك من مكانتها داخل المجتمع، ويزيد من مهاراتها وقدراتها في التعامل مع أولادها فهي التي تربي وتخلق جيل جديد لديه القدرة على التفكير والإبداع والمعرفة والوعي الكافي لبناء ذاته ومستقبله وكيفية التعامل مع الواقع الفلسطيني المعاش كذلك تجعل الأم الواعية من أطفالها مثال ينم على تحمل المسؤولية وحل المشكلات التي تحدث داخل المجتمع والنهوض بالمجتمع الفلسطيني والعالمي.

هل للتعليم أي اثر على الحالة النفسية للفتاة ؟

يلعب تعليم  الأنثى دورا كبير على تحسين الحالة النفسية للفتيات بشكل كبير، حيث تكتسب الفتاة تقدير الذات والثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرارات بشكل سليم وكيفية التتعامل مع ضغوطات الحياة المعاشة وكما هو معروف فالانثى تقوم بالعديد من الأدوار، فهي الأم والمعلمة والمربية، مما يسبب ضغوطا نفسية لها، لذا يعمل التعليم على تمكين شعورها بقيمتها داخل المجتمع، وبأهمية دورها في تنشئة جيل جديد، كل ذلك يؤثر بالإيجاب على الفتاة، مما يحسن حالتها النفسية وهذا ينعكس على الأطفال والآخرين بشكل أساسي. فالأنثى المتزنة عقليا وعاطفيا تستطيع أن تقوم بدور فاعل في المجتمع.

 والتعليم يعزز من وعي الأنثى ويعمل على تنمية القدرات لديها مما ينعكس إيجاباً على قدرتها على التعامل مع أطفالها مستقبلاً، وتربيتهم وتنشئتهم التنشئة السليمة القائمة على الأسس العلمية والتربوية السليمة، وبالتالي تخرج على يدها أجيالاً قادرة على المساهمة في تطوير المجتمع العالمي والفلسطيني والعالم الافتراضي الذي يوجد الآان في القرن الحادي والعشرين.

هل يعتبر التعليم من أسس تمكين المرأة ؟

يعتبر التعليم جانبًا أساسيًا من جوانب تمكين المرأة والنهوض بها في شتّى المجالات، إذ جاء في الوثيقة العالمية لحقوق الإنسان أنّ تعليمها يعتبر حقًا مشروعًا وأحد أهمّ السُّبل الحتميّة الكفيلة بمنحها قدرة أكبر على العيش الكريم، ويعتبر أحد الحقوق الأساسيّة التي نصّت عليها كافّة الاتفاقيّات الدوليّة.
ويعزّز التعليم القدرات النفسيّة وكذلك المهارات الشخصيّة على حدٍّ سواء، وذلك من خلال تعزيز المهارات الجسديّة والعقليّة والفكريّة، وزيادة القدرة على التفكير السليم، والاتّصال والتّواصل، والنّقد البناء، والفهم والاستيعاب، والتفكير خارج الصندوق، وكذلك القدرات البدنيّة من حيث الفهم السليم للجسم والصحة من كافّة النّواحي، كما أنّه يجعل المرأة أكثر قوة على تحمُّل الصّعاب، وعلى التعامل مع المواقف الحياتيّة المختلفة.

 للمرأة المُتعلّمة دور كبير ينعكس على شخصيّتها وطريقة تفكيرها الذي يتّصف بالمنطق؛ بناءً على ذلك نرِد أثر تعليمها على المجتمع وأهميّته البالغة في جميع المجالات حيث يمنح التعليم المرأة وعيًا وفهمًا أكبر للعديد من الأمور الحياتيّة، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابيّ على آليّة تعاملها مع المشكلات المختلفة، من حيث القدرة على تحديد المشكلة، والبحث عن الحلول المناسبة لها بشكل منطقيّ وموضوعيّ.

ويساهم التعليم للإناث كثيرًا في النمو الاقتصادي للدولة، كما أنَّ زيادة المستوى التعليمي للفتاة يساهم أكثر في حصولها على وظائف مرموقة وبأجر أعلى بكثير عندما يكون مستواها التعليمي أقل، إلى جانب ذلك يساهم تعليم الفتيات في الحد من ظاهرة الفقر، وذلك لأنه يساهم في حصولها على الوظائف الرسمية في الدولة والمساهمة في القطاع الخاص .
أبضاً أثبتت المرأة المتعلمة نفسها في سوق العمل والإنتاج أيضًا، فهي الآن تعمل جنبًا إلى جنب بجوار الرجل، بما يصون كرامتها ولا يسيء لها، فأصبحت تساهم وبشكل أساسي في إنعاش الاقتصاد على نطاق الأسرة والمجتمع ككل.

 وبشكل عام يساهم التعليم في تقوية شخصية الإناث مما يساعدها على القيام بدورها بشكل مناسب وأن تتبوأ العديد من الأدوار والمناصب في الحياة العامة سواء التعليم أو الصحة أو الاقتصاد أو السياسة وغيرها من المجالات.