مؤتمر عن المرأة والقيادة في المركز الدولي لعلوم الانسان اليونيسكو بيبلوس وكلمات أكدت دورها الريادي في بناء العائلة والوطن

"مجلة جنى" نظم المركز الدولي لعلوم الانسان اليونيسكو بيبلوس في مركزه في جبيل، بالتعاون مع منظمة هاينز سايدل مؤتمرا عن المرأة بعنوان "المرأة والقيادة: لتحقيق مستقبل افضل في زمن الوباء"، احتفاء وتقديرا للمرأة العربية، التي لطالما شكلت صمام الامان لكل المجتمعات، تم خلاله الاضاءة على دور المرأة الريادي، في كل القطاعات التربوية والعائلية والصحية، بالاضافة الى دورات تدريبية وتعليمية في المعلوماتية، نظرا للدور المستجد للتعليم الالكتروني عن بعد في زمن جائحة الكورونا، في حضور قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، رئيسة المركز الدكتورة دارينا صليبا ابي شديد ومهتمين.
صليبا
وألقت صليبا كلمة استهلتها بالمثل المأثور "إبدأي بخطوة واحدة في سبيل تحقيق حلمك، ولا ترضي بأقل من خطوة وتابعي الصعود"، مشيرة الى ان "هذا القول ليس بنصيحة تسدى، بل هو قانون ايمان بنساء تميزن فتحررن وواجهن التحديات المحيطة فتصدرن وابتكرن الحلول لأزمات".
وقالت: "أردنا ان تتزامن إطلالتنا اليوم مع اليوم العالمي للمرأة. تلك كانت رغبتنا نحن ومؤسسة هاينز سايدل الحاضرة الدائمة الى جانب المركز الدولي لعلوم الانسان اليونيسكو بأبحاثه وندواته، لكن تلك الرغبة نالت منها جزئيا جائحة العصر فأجلتها الى اليوم، نكرم فيها ارادة نساء وتصميمهن ونجحاتهن".
ولفتت الى ان "نساء أمتنا العربية تميزت عندما سلكن سبيل الفكر والعلم منذ البدء"، مؤكدة ان "الريادة والخلق والإبداع بالاضافة الى معالم القيادة، ليست بجديدة على مجتمع عرف نجاحات المرأة بالرغم من محاولات التقييد والذكورية التي دأب بعض الرجعيين على محاولة فرضها، فنجحت النساء في فك الحصار، فكانت من بينهن الشاعرة والاديبة والملكة والمفكرة الحكيمة."
أضافت: "كانت هذه النساء ذوات شهرة واسعة، وتركن بصمات خالدة، فبلقيس ملكة سبأ كانت سيدة الكون، وإن التبست الاسماء مع بلقيس التي أسرت قلب نزار قباني وألهمته، والتي لا تقل شأنا، وكانت زنوبيا ملكة تدمر، الملكة المحاربة التي ميزت تاريخ هذا الشرق. وكانت الخنساء، التي ما زالت حتى اليوم من أشهر من كتب رثاء، وشجرة الدر كانت ملكة مصر وكانت ولادة شاعرة وأديبة العصر الأندلسي، كما كانت فاطمة أم البنين التي بنت مسجدا، تحول في ما بعد الى أقدم جامعة قائمة في العالم."
وتابعت: "وفي عصرنا الحالي كانت سميرة موسى عالمة الذرة المصرية التي قتلها الموساد الاسرائيلي عام 1952، وكانت نوال المتوكل البطلة الأولمبية المغربية، وكانت غادة المطيري الحاصلة على أرفع جائزة للبحث العلمي في الولايات المتحدة باكتشافها "الفوتون"، وإن ننسى كيف ننسى زها حديد، صاحبة الانجازات في التصميم المعماري وجائزة نوبل، ناهيكم عن مي زيادة وكثيرات في عالمنا العربي".
واعتبرت أن "النساء المعاصرات تميزن أيضا، ونحن اليوم أمام باقة متنوعة من نساء مفكرات دأبن المشاركة في الندوات الدولية عامة فتصدرن المنابر، هن رائدات في العلوم الانسانية وحقوق الانسان في الاعمال والطب والأدب ، تجدهن اليوم على المنابر تطرحن الإشكاليات والحلول، وفي الجامعات يثقفن الأجيال، في المجالس النيابية والحكومات، في الصحافة وفي السلطة وفي المعارضة، رائدات في دنيا التكنولوجيا، ترسمن مستقبلا آمنا وراقيا لأنهن أمهات وشقيقات".
وختمت: "لهن اليوم، وكل يوم، لهن الحاضر والمستقبل ، فلنصغ لهن ولأفكارهن".
بدوره، ألقى كريستوف دواريتس كلمة مؤسسة "هاينز سيدل".
وتحدث عدد من المشاركين الذين اكدوا على دور المرأة الريادي في بناء العائلة والمجتمع والوطن والصعوبات التي تعترضهن في حياتهن، خصوصا في ظل جائحة كورونا التي ضربت العالم بأسره والدور الذي تميزت به المرأة في مساعدة المصابين بهذا الوباء والسلام الداخلي في حياتهن، مشددين على عدم الاستسلام في اول فشل يتعرضن له في حياتهن.
وبعد استراحة قصيرة، بدأت سلسلة ندوات تمحورت حول دور المرأة في حياتنا اليوم.