بنات الهلال: فتاتان مراهقتان تؤسسان منظمة لتمثيل المسلمات من خلال الكتب

تعمل الفتاتان الآن على نشر كتابهما الأول والذي يتكلم عن نساء مسلمات مؤثرات


الأختان مينا "يمين" وزينة نصيري تجمعان كتبا فيها تمثيل للمسلمات ثم تتبرعان بها للمكتبات في أميركا وخارجها

"مجلة جنى" على موقعهما الإلكتروني وضعتا قائمة بقرابة 300 عنوان كتاب، كل أبطالها فتيات ونساء مسلمات، وذلك بهدف نشر تمثيل النساء المسلمات عبر الكتب، ووصلت عدد الكتب التي تبرعتا بها أكثر من ألف كتاب.

هذا ما تقوم به الأختان الأميركيتان من أصل عراقي زينة نصيري (16عاما) ومينا نصيري (18عاما) من خلال مؤسستهما غير الربحية "بنات الهلال" تجمعان نسخا من تلك الكتب التي فيها تمثيل للمسلمات ثم تتبرعان بها للمكتبات والمدارس العامة في ولاية ميشيغان وولايات أخرى في أميركا وخارجها.


زينة (يمين) ومينا نصيري وأمهما ديار

بداية الحكاية الملهمة

بدأت الحكاية عندما كانتا بالصف الرابع، عندما طلب منهما اختيار شخصية امرأة ملهمة، فاختارت كل منهما شخصية مسلمة لكنهما عندما بحثتا عن كتاب يتحدث عن هذه الشخصيات لم تجدا في مكتبة مدينتهما العامة روتشستر هيلز.

فقررت الفتاتان أن توفرا كتبا تتحدث عن نساء مسلمات أو تكون فيها شخصية مسلمة، وقامتا بالبداية بطلب شراء كتب فيها شخصيات مسلمة من قبل المدرسة، ثم فكرتا مع أمهما بإنشاء المنظمة.

وبالفعل، انطلقت المنظمة في مارس/آذار عام 2018 بإشراف أمهما ديار نصيري بعنوان "بنات الهلال" حينما لم تجدا كتبا تمثلهما كمسلمتين في المجتمع الأميركي، وتحكي مينا في حديثها للجزيرة نت "حينما لم نجد أي كتاب يتحدث عن مسلمات تمثلنا ونحن بالصف الرابع شعرنا بالخيبة، ولم نرد أن تشعر الفتيات بمثل هذا فأنشأنا المنظمة".


مجموعة من الطالبات يحملن الكتب التي تبرعت بها زينة ومينا

من أين تأتي الكتب؟

تتلقى المنظمة تبرعات مالية لشراء الكتب من المجتمع وبعض المنظمات المحلية، إضافة إلى تلقيهما كتبا من مؤلفي الكتب أنفسهم من مختلف الأماكن ومن خارج أميركا كما تقول مينا، وتتابع "نتواصل مع المؤلفين فيرسلون لنا نسخا للتبرع بها، وقد وصلتنا كتب من أستراليا والصين وغيرهما".

زينة ومينا تقومان بجمع التبرعات من خلال موقع المنظمة وحسابها على الإنستغرام، وقد وضعتا قائمة شراء تحتوي عددا من الكتب على موقع أمازون، يمكن شراؤها من أي شخص حول العالم والتبرع بها للمنظمة، وتستعمل التبرعات في شراء الكتب وتوزيعها.

وتقولان إن معظم المتبرعين والمتفاعلين معهما من غير المسلمين وذلك لأن مدينتهما ليست فيها جالية مسلمة كبيرة، لكنهما تتلقيان دعما من مسلمين أيضا.


صورة للكتب التي تقوم زينة ومينا بالتبرع بها من خلال منظمتهما

نشاطات مكتبية

تشرح مينا أنشطتهما "نقوم بالتواصل مع المكتبات والمدارس، وأحيانا تقومان بالتواصل معنا، غالبا المكتبات المحلية من حولنا في ميشيغان، أما بقية الولايات وبقية الدول فكلما سمعت عنا تواصلت معنا بهدف التبرع أو لنرسل لها كتبا مما بحوزتنا".

تقومان بتوفير الكتب وفق الأعمار أو المراحل الصفية التي تود تلك الجهات إرسال الكتب لها، وتتابع مينا "نعرف عناوين الكتب وعددها فنشتريها ونجهزها ثم نقوم بإرسالها لتلك المدرسة أو المكتبة أو نوصلها بأنفسنا في كثير من الأحيان".

وكتب العديد من الصحف مقالات وحوارات حول زينة ومينا، حيث تقول الفتاتان "بالعادة يسمعون عنا من خلال الأخبار التي كتبت عنا أو المقالات التي نشرت عن منظمتنا، أجرينا العديد من اللقاءات والفعاليات، لكن الأنشطة خفت كثيرا في عام 2020 نتيجة جائحة كورونا".


زينة ومينا أمام إحدى المكتبات التي تبرعتا لها بكتب

أفكار وطموحات

تشرع الفتاتان الآن في العمل على نشر كتابهما الأول والذي يتكلم عن نساء مسلمات مؤثرات، وأكدتا أنهما ستستمران بنشاط المنظمة وتوزيع الكتب على المكتبات والمدارس والتفاعل مع الأطفال ورؤية حماستهم وهم يقرؤون الكتب التي تمثلهم.

وقدمت زينة ومينا على منحتين مختصتين بالشباب صانعي التغيير، وتودان في المستقبل أن تقوما بإدماج فتيات أخريات ممن هن أصغر سنا لإنشاء فروع في ولايات أخرى كفلوريدا مثلاً لضمان استمرارية المنظمة.

وحصلت زينة ومينا منذ تأسيس منظمتهما على عدد من التكريمات، منها جائزة التميز المجتمعي لمدينة روتشستر هيلز من قبل رئيس البلدية لدورهما في إثراء التنوع في المدارس والمكتبات بالمدينة، كما منحتهما مؤسسة "كيه بي كيه" (KBK) للإغاثة جائزة الإنجاز الإنساني لالتزامهما بالتأثير الإيجابي على الفتيات المسلمات.

كما ذُكرت الأختان في كتاب للكاتبة آشا دايا "المرأة المعجزة اليوم: أبطال كل يوم يغيرون العالم"، بجانب عدد من النساء الملهمات الأخريات.

المصدر: الجزيرة