المرأه الثائرة والمثيرة للجدل . . د. نوال السعداوي

" مجلة جنى "  تنبع القوة من بين ملامحها الثائرة على العادات والتقاليد المجتمعية، تستمد قوتها من قلمها الباحث عن الحرية، تعترض بكتبها على الأعراف العربية، التي تأبى على المرأة المجاهرة بها، الحروف التي تنبعث من قلمها أثارت الجدل، فتنوعت ألقابها بتنوع شخصيتها الجدلية، بداية من "سيمون دي بوفوار العرب"، إلى "المرأة الحديدية"، فأصبح قلم الأديبة والطبيبة "نوال السعداوي" كالمشرط الذي يضرب في جسد المجتمع، ليكشف أمراضه بحثاً عن دواءه.

نوال السعداوي ولدت في 27 أكتوبر عام 1931 ، طبيبة أمراض صدرية وطبيبة أمراض نفسية ،كاتبة وروائية مصرية مدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص . كتبت العديد من الكتب عن المرأة في الإسلام ، أشتهرت بمحاربتها لظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية للأناث المنتشرة في المجتمع (الختان) . ولقبت بسيمون دي بوفوار العالم العربي. 

أسست جمعية تضامن المرأة العربية عام 1982، كما ساعدت في تأسيس المؤسسة العربية لحقوق الإنسان. إستطاعت نوال أن تنال ثلاث درجات فخرية من ثلاث قارات .

ففي عام 2004 حصلت على جائزة الشمال والجنوب من مجلس أوروبا . وفي عام 2005 فازت بجائزة إينانا الدولية من بلجيكا ، وفي عام 2012 فازت بجائزة شون ماكبرايد للسلام من المكتب الدولي للسلام في سويسرا.

شغلت نوال السعداوي العديد من المناصب مثل منصب المدير العام لإدارة التثقيف الصحي في وزارة الصحة في القاهرة ، الأمين العام لنقابة الأطباء بالقاهرة، غير عملها كطبيبة في المستشفى الجامعي . كما نالت عضوية المجلس الأعلى للفنون والعلوم الإجتماعية بالقاهرة . وأسست جمعية التربية الصحية وجميعة للكاتبات المصريات . وعملت فترة كرئيس تحرير مجلة الصحة بالقاهرة، ومحرره في مجلة الجمعية الطبية.

النشأة

ولدت نوال لعائله تقليدية ومحافظة بقرية كفر طحلة إحدى قرى مركز بنها التابع لمحافظة القليوبية . كانت الطفلة الثانية من بين تسعة أطفال. ختنت في السادسة من عمرها.

كان والدها مسئول حكومي في وزارة التربية والتعليم ، واصرعلى تعليم جميع اولاده كما كان من الذين ثاروا ضد الاحتلال البريطاني لمصر والسودان وشارك في ثورة 1919، وعقابا له تم نقله لقرية صغيرة في الدلتا وحرمانه من الترقية لمدة 10 سنوات . إستمدت منه إحترام الذات ووجوب التعبير عن الرائ بحرية وبدون قيود مهما كانت النتائج، كما شجعها على دراسة اللغات .

توفي كلا والديها في سن مبكرة لتحمل نوال العبء الكبير للعائلة.

السيرة الذاتية

تخرجت نوال من كلية الطب جامعة القاهرة في ديسمبر عام 1955 وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة وتخصصت في مجال الأمراض الصدرية وعملت كطبيبة إمتياز بالقصر العيني.

 تزوجت في نفس العام من أحمد حلمي زميل دراستها في الكلية . لم يستمر الزواج لفترة طويلة فإنتهى بعدها بعامين . وعندما سئلت عنه في إحدى حوارتها قالت:

" زوجي الأول كان عظيماً، زميلي في كلية الطب. كان رائعاً، والد ابنتي. لم يرد والدي مني أن أتزوجه لأنه غادر إلى السويس لمحاربة البريطانيين. لكن بعد ذلك تم خيانة المقاتلين، والكثير منهم تم حبسه. هذه الأزمة كسرته وأصبح مدمناً. وأخبرت أنني لو تزوجته، قد يوقف إدمانه، لكنه لم يفعل. حاول قتلي، لذا تركته " .
تزوجت مرة ثانية من رجل قانون ولم يستمر هذا الزواج أيضا .

خلال عملها كطبيبة لاحظت المشاكل النفسية والجسدية للمرأة الناتجة على الممارسة القمعية للمجتمع والقمع الأسري. ففي أثناء عملها كطبيبة في مكان ميلادها بكفر طحلة ، لاحظت الصعوبات والتمييز الذي تواجهه المرأة الريفية . وكنتيجة لمحاولتها للدفاع عن إحدى مرضاها من التعرض للعنف الأسري، تم نقلها مرة أخرى إلى القاهرة . لتصبح في نهاية المطاف المدير المسئول عن الصحة العامة في وزارة الصحة . في ذلك الوقت قابلت زوجها الثالث الطبيب والروائي الماركسي شريف حتاتة الذي كان يشاركها العمل في الوزارة. أعتقل لمدة 13 عاما في عهد الرئيس جمال عبدالناصر . تزوجوا في عام 1964 ولهم ولد وبنت ، ولكن إنتهى الزواج بطلاق بعد 43 عاما معا . وقالت عنه:

" الزوج الثالث هو شريف حتاته، والد ابني، كان رجلا حراً جداً، ماركسي تم سجنه. عشت معه 43 عاماً، وأخبرت الجميع: هذا هو الرجل “النسوي” الوحيد على وجه الأرض. ثم بعد ذلك اضطررت للطلاق أيضاً. كان كاذباً. كان على علاقة بامرأة أخرى. تعقيد الشخصية ذات الطابع الأبوي . ألف كتباً عن المساواة بين الجنسين ثم خان زوجته. أنا متأكدة أن 95% من الرجال هكذا " .

في عام 1972 نشرت كتاب بعنوان المرأة والجنس ، مواجهة بذلك جميع أنواع العنف التي تتعرض لها المرأة كالختان والطقوس الوحشية التي تقام في المجتمع الريفي للتأكد من عذرية الفتاة . أصبح ذلك الكتاب النص التأسيسي للموجة النسوية الثانية . وكنتيجة لتأثير الكتاب الكبير على الأنشطه السياسية أقيلت نوال من مركزها في وزارة الصحة ، لم يكتف الأمر على ذلك فقط فكلفها ذلك أيضا بمركزها كرئيس تحرير مجلة الصحة ، وكأمين مساعد في نقابة الأطباء .

من عام 1973 إلى عام 1976 إهتمت نوال بدراسة شئون المرأة ومرض العصاب في كلية الطب بجامعة عين شمس . ومن عام 1979 إلى 1980 عملت كمستشارة للأمم المتحدة في برنامج المرأة في أفريقيا (ECA) والشرق الأوسط (ECWA) .

السجن

تعتبر نوال السعداوي من الشخصيات المثيرة للجدل والمعادية للحكومة المصرية ، ففي عام 1981 ساهمت نوال في تأسيس مجلة نسوية تسمى المواجهة . حكم عليها بالسجن 6 سبتمبر 1981 في عهد الرئيس محمد أنور السادات ، أطلق سراحها في نفس العام بعد شهر واحد من إغتيال الرئيس . ومن أشهر اقوالها " لقد اصبح الخطر جزء من حياتي منذ أن رفعت القلم وكتبت . لا يوجد ما هو أخطر من الحقيقة في عالم مملوء بالكذب ".

سجنت نوال في سجن النساء بالقناطر . وعند خروجها قامت بكتابة كتابها الشهير "مذكرات في سجن النساء" عام 1983 . ولم تكن تلك هي التجربة الوحيدة لها مع السجن، فقبل ذلك بتسع أعوام كانت متصله مع سجينة وإتخذتها كملهمة لروايتها " إمراة عند نقطة الصفر " عام 1975 .

كما رفضت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في مصر في 12 مايو 2008 م. إسقاط الجنسية المصرية عن المفكرة المصرية نوال السعداوي، في دعوي رفعها ضدها أحد المحامين بسبب آرائها .

السفر خارج مصر

نتيجة لآرائها ومؤلفاتها تم رفع العديد من القضايا ضدها من قبل الإسلاميين مثل قضية الحسبة للتفريق بينها وبين زوجها، وتم توجيه تهمة "ازدراء الأديان" لها، كما وضع اسمها على ما وصفت ب"قائمة الموت للجماعات الإسلامية" حيث هددت بالموت. وفي عام 1988 سافرت خارج مصر . قبلت عرض التدريس في جامعة ديوك وقسم اللغات الأفريقية في شمال كالورينا وايضا جامعة واشنطن .

شغلت نوال العديد من المراكز المرموقة في الحياة الأكاديمية سواء في جامعة القاهرة داخل مصر أو في هارفرد، جامعة ييل ، جامعة كولومبيا، جامعة السربون، جامعة جورج تاون، جامعة ولايه فلوريدا، أو جامعة كاليفورنيا في خارج مصر . رجعت نوال إلى مصر بعد 8 سنوات أي في عام 1996.

فور عودتها إلى مصر أكملت نشاطها وفكرت في دخول الإنتخابات المصرية في عام 2005 ولكن لم تقبل بسبب شروط التقديم الصارمة .

كانت نوال من ضمن المتظاهرين في ميدان التحرير في ثورة يناير عام 2011. كما طالبت بإلغاء التعليم الديني في المدارس .

أعمالها

بدأت نوال الكتابة مبكرا ، فكانت اول أعمالها عبارة عن قصص قصيرة بعنوان " تعلمت الحب " في عام 1957 وأول رواياتها " مذكرات طبيبة " عام 1958 . ويعتبر كتاب " مذكرات في سجن النساء " (1986) من أشهر أعمالها .

صدر لها أربعون كتابا أعيد نشرها وترجمة كتاباتها لأكثر من 20 لغة وتدور الفكرة الأساسية لكتابات نوال السعداوي حول الربط بين تحرير المرأة والإنسان من ناحية وتحرير الوطن من ناحية أخرى في نواحي ثقافية واجتماعية وسياسية.

  • في عام 1972، نشرت أول أعمالها غير القصصية بعنوان

" المرأة والجنس " مثيرة بذلك عداء كلا السلطات السياسية والدينية . هذا الكتاب كان من أسباب فصلها من وزارة الصحة ، ومن أعمالها أيضا :

  • الوجة العاري للمرأة العربية وهو تحليل كلاسيكي عن اضطهاد المرأة في العالم العربي (من بين صفحاته وصف لختان السعداوي وهي في سن السادسة، العملية التي تمت على أرض حمام العائلة بينما تنظر أمها وتبتسم وتضحك).

  • مذكرات طبيبة 1960
  • أوراق حياتي.2000
  • مذكرات في سجن النساء.
  • الزرقاء (مسرحية).
  • سقوط الإمام.
  • قضايا المرأة المصرية السياسية والجنسية.
  • معركة جديدة في قضية المرأة.
  • الإنسان اثني عشر امرأة في زنزانة.
  • رواية موت الرجل الوحيد على الأرض .
  • تعلمت الحب .
  • توأم السلطة والجنس .
  • رحلاتي في العالم .
  • رواية كانت هي الأضعف .
  • لحظة صدق(قصة قصيرة).
  • رواية جنات وإبليس .
  • رواية الصورة الممزقة .
  • رواية امرأة عند نقطة الصفر.
  • رواية الغائب .
  • المرأة والدين والأخلاق تأليف نوال السعداوي اشتركت في تأليفه د.هبة رؤوف عزت (مناظرة حول قضايا المرأة)2000
  • رواية الأغنية الدائرية.
  • دراسات عن الرجل والمرأة .
  • كسر الحدود.
  • الحاكم بأمر الله(مسرحية من فصلين) .
  • رواية سقوط الإمام 1987 ترجمت إلى 14 لغة كالإنجليزية والألمانية والفرنسية والسويدية والإندونيسية
  • رواية الرواية
  • رواية امرأتان في امرأة
  • الخيط وعين الحياة 1988
  • الأنثى هي الأصل 1971،
  • الرجل والجنس 1973،
  • المرأة والصراع النفسي 1975
  • راوية الحب في زمن النفط .
  • الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة 2006 (الكتاب تم منعه من النشر في مصر)
  • رواية زينة 2009 [25].

الجوائز

  • جائزة الشمال والجنوب من المجلس الأوروبي عام 2004.
  • في عام 2005 فازت بجائزة إينانا الدولية من بلجيكا في عام 2005 .
  • جائزة ستيغ داغيرمان من السويد عام 2011.