صبا الفاهوم

تعتبر صبا الفاهوم من رائدات النساء الفلسطينيات اللواتي عملن في الحقل الوطني الفلسطيني بمثابرة وهمة عالية والتي تكللت ثمارها بتأسيس الاتحاد النسائي في القدس الشريف بعد تأسيس المنظمة عام 1964. وان اسمها وتاريخها كبير وخاصة في التاريخ النسوي المعاصر في فلسطين فهي من مواليد الناصرة عام 1923 عاصرت الأحداث الفلسطينية خاصة المشهد الأخير الذي رسم من خلاله النكبة الفلسطينية عام 1948.   أنهت دراستها الابتدائية والإعدادية في الناصرة.

تتلمذت صبا طفولتها وشبابها على يدي شقيقها المناضل دياب الفاهوم السجين الأمني الذي ذاق مرارة الانتداب البريطاني وحسرته وسجن مرات عديدة خاصة بعد اتهامه باغتيال حاكم الجليل البريطاني اندروز عام 1937 ومنها فقد ذاق مرارة التعذيب وزج بغياهب السجون المظلمة سنوات عديدة. حيث كان معلمها الأول وتأثرت بنضاله مما شكل عندها الوعي السياسي.

تخرجت صبا في القدس من دار المعلمات ونالت شهادة التدريس وعلمت في المدرسة الإسلامية التي أسسها المجلس الإسلامي الأعلى في الناصرة عام 1933 في إحدى بيوت عائلة أبو حمد. إذ كانت تعلم طالباتها العلم إلى جانب ذلك محاربة الاستعمار ومجابهته.

ومع سقوط الناصرة في 16 تموز كانت صبا في الميدان كمتطوعة في الإسعافات الأولية لجرحى جيش الإنقاذ والفرق التي دافعت عن المدينة قبيل سقوطها.

خرجت صبا مع ذويها مع من خرجوا من الناصرة إلى بيروت واستقرت في المخيمات وبالتحديد عين الحلوة ثم سافرت لبغداد وتخرجت من إحدى جامعاتها ونالت الليسانس في الآداب الانجليزي ثم سافرت وعملت في صيدا لبنان وتابعت من هناك نشاطها الوطني والسياسي.

في عام 1964 حضرت صبا الاجتماع التأسيسي الأول للمجلس الوطني الفلسطيني في القدس كونها عضوا وألقت به قسما فلسطينيا. " لن ننساك فلسطين … ولن نرضى بوطن سواك. وبقي هذا القسم محفورا في ذاكرة العديد من أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني. أتمت صبا تعليمها الأكاديمي العالي ونالت الماجستير في اللغات من الجامعة الأمريكية في بيروت. ومن ثم حصلت على شهادة الدكتورة من الجامعة نفسها.

ومنها فقد سافرت للعراق وعملت محاضرة في جامعة المستنصرية في بغداد وبقيت تعمل بها حتى عام 1993. كما عينت عضوا في اللجنة الإدارية وجمعية لبنانية تدعى النساء اللبنانيات يعملون برئاسة رشا الخالدي زوجة الدكتور وليد الخالدي المؤرخ المقدسي الأصل.

وقد أصدرت هذه الجمعية العديد من النشرات السياسية التي فندت المزاعم الإسرائيلية وتثني الحقائق المتعلقة بالقضية الفلسطينية عام 1948.

عنيت بعمل المرأة وبالانتخابات وكان طريقا لتحقيق الديمقراطية وللنضال السياسي وطريقا لحصول المرأة على حقها الاجتماعي.

اهتمت بأهمية الأعلام العالمي مما دعاها للانضمام إلى المنظور النسائي الدولي للعدل والسلام والحرية wolf Women international league for peace and freedom.

ومن كتبها السجينات والموقوفات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي نشر عام 1975 بمناسبة يوم المرأة العالمي.

كما نشرت كتابا عن المرأة الليبية حيث ترجم الى 5 لغات.

كتبت صبا مئات المقالات والانتقادات والمداخلات في الكثير من المناسبات والأحداث. حول المستعمر والقضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية وعلى رأسها صورة المرأة وتمثيلها في السياسة السياسية والاجتماعية.

شاركت صبا في المؤتمر الأول للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية الذي عقد بالقدس عام 1965. تأسس الاتحاد النسائي العام للمرأة الفلسطينية بعد تأسيس منظمة التحرير ليكون قاعدة من قواعد المنظمة وممثلا شرعيا ووحيدا للمرأة داخل الوطن وخارجة وإطارا شعبيا ديمقراطيا يجمع كلمة المرأة الفلسطينية ويوحد صفوفها وينظم طاقاتها للمشاركة في جميع النشاطات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وحدد الاتحاد العام هدفا أساسيا للمرأة الفلسطينية وهو السعي إلى دمجها في حركة تحرير وطنها من المحتل وحق تقرير المصير وحق العودة وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

كما وضع الاتحاد نصب عينيه رفع مستوى وعي المرأة الفلسطينية ومشاركتها في صنع القرار على مستوى الأحزاب السياسية والاتحادات والمنظمات الجماهيرية.

كانت صبا الفاهوم من أوائل النساء الفلسطينيات اللواتي عملن في الاتحاد العام النسائي التي شكلته السيدة وديعة الخربطلي في لبنان.

عملت في المخيمات الفلسطينية في صيدا وعين الحلوة وشاتيلا وشكلت لجان عمل جماهيرية. وكانت أول من بادر بتدريب الفتيات على الإسعاف الأولي في الميدان.

مناضلة جماهيرية صلبة. وأستاذة جامعية متمرسة. وكاتبة وباحثة سياسية شديدة الحماس لخدمة شعبها وقضيتها حلمت الدكتورة صبا بالرجوع لوطنها ولمدينتها الناصرة. الحلم الذي لم يفارقها حتى آخر لحظة من حياتها حيث توفيت ودفنت في عمان بقرب ضريح طفلة اسمها فلسطين في 2004-5-12.