بشيرة بن مراد رائدة الحركة النسائية في تونس

" مجلة جنى " من المفارقات ان تكون رائدة الحركة النسائية في تونس بشيرة بن مراد هي ابنة الشيخ محمد صالح بن مراد بالذات، احد ابرز مشايخ الزيتونة واكثرهم شراسة في تكفير الحداد وتفنيد مقولاته استنادا الى الشريعة الاسلامية ذاتها التي استند اليها الطاهر الحداد في دعوته المبكرة الى المساواة بين الجنسين.

ومثلما اشتهر الحداد بـ«امراتنا في الشريعة والمجتمع» الصادر عام 1930، فقد اشتهر الشيخ محمد صالح بن مراد بـ«الحِداد على امراة الحدّاد» الصادر عام 1931 ومعارضته الشديدة لتحرير المراة.
مع ذلك فقد حرص الشيخ بن مراد على تعليم ابنته في زمن كان فيه تعليم البنات بدعة واكثر من ذلك، فقد رافقها ورعاها في مشروعها الريادي «جمعية النساء المسلمات» التي رأت النور عام 1932 قبل اكثر من ربع قرن من نشاة الاتحاد القومي النسائي التونسي غداة الاستقلال.

من هو محمد صالح بن مراد

من مواليد 1881، التحق بالزيتونة عام 1894 وتخرج عام 1900. اصبح مدرسا من الرتبة الثانية سنة 1905 ومن الرتبة الاولى عام 1907. اسند اليه محمد المنصف باي في ديسمبر 1942 خطة مشيخة الاسلام الحنفي ورئاسة المحكمة الشرعية العليا.

من مواقفه التاريخية ذات البعد الوطني تزعمه عريضة شيوخ الزيتونة عندما طالبوا باطلاق سراح اعضاء المؤتمر الوطني الذين اعتقلوا في مؤتمر ليلة القدر في اوت 1946.
كان رد فعل محمد الامين باي المتخاذل مع الاستعمار تجريده من خطة مشيخة الاسلام.
كان عضوا بهيئة الخلدونية ونائب رئيسها عام 1931، وكان عضوا باغلب لجان اصلاح التعليم الزيتوني. نشر افكاره في الموضوع بجريدة الزهرة عام 1931.
اصدر عام 1931 كتاب «الحِداد على امراة الحدّاد» رد فيه على كتاب «امراتنا في الشريعة والمجتمع» للطاهر الحداد الصادر عام 1930.
اصدر عام 1937 مجلة «شمس الاسلام» وفيها برزت اول حركة نسائية تونسية منظمة بمشاركة ابنتيه بشيرة ونجيبة.
توفي يوم 6 فيفري 1979 عن عمر يقارب مائة عام.

بشيرة بن مراد (1913-1993)

من مواليد مدينة تونس عام 1913، تلقت تعليما عربيا اسلاميا خاصا في البيت برعاية والدها شيخ الاسلام محمد صالح بن مراد.

اثر الخصومة الفكرية الاجتماعية السياسية التي فجرها كتاب الطاهر الحداد ودعوته الى تحرير المراة، واثر رد والدها عليه بكتابه « الحِداد على امراة الحدّاد» برزت الفتاة بشيرة بن مراد وعدد اخر من عائلات ارستقراطية بتنظيم اجتماعات وتظاهرات ثقافية وخيرية نسائية في عدد من بيوت وقصور اسرهن بداية من عام 1932.

جمعية النساء المسلمات الخيرية

وتحولت تلك البذور الى جمعية خيرية تحت اسم «جمعية النساء المسلمات الخيرية (20 فيفري 1932).

كانت بشيرة بن مراد وشقيقتها نجيبة من ابرز الخطيبات في اجتماعات خاصة بالنساء. وشجع تلك الحركة شيوخ الزيتونة والاعيان المحافظون. وافسح والدها الشيخ محمد صالح بن مراد للحركة مجالا في مجلته «شمس الاسلام».

وتحولت الحركة عام 1947 الى اتحاد نسائي اسلامي، اضطلع بقيادة بشيرة بن مراد بدور كبير في الحياة الوطنية والثقافية والنسائية بين 1947 و1957 وهو ما يجعل من الراحلة بشيرة بن مراد رائدة الحركة النسائية التونسية.

اقرأ أيضا