بول أوستر الأكثر مبيعاً في بلجيكا وهولندا بروايته الجديدة "1234"

" مجلة جنى " تصدرت رواية "1234" للكاتب الأمريكي الشهير بول أوستر المبيعات في كل من أمستردام وبروكسل على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، وكانت الترجمة الهولندية للرواية قد صدرت في الأسبوع الأول من أغسطس (آب) الجاري، عن دار "ده بايزخه باي" الشهيرة بأمستردام، في نسختين إحداهما ذات غلاف مقوى والأخرى عادية.

وبهذه المناسبة أجرت صحيفة "NRC" الهولندية حوارًا مطولاً مع أوستر، تحدث فيه عن بدايات كتابته للرواية التي تعتبر الأضخم في مشواره الأدبي حتى اليوم، حيث وصلت صفحاتها إلى ما يزيد عن الألف في نسختها الهولندية، وجاءت الرواية بعد عدد من كتب السيرة الذاتية والمذكرات التي نشرها أوستر مؤخراً، من أهمها "حكاية الشتاء" و"رسالة من الأعماق"، وانتهاء بمراسلاته مع "جي إم كوتزي".

وفي الحوار تحدث بول أوستر عن الكثير من القضايا المتعلقة بالسيرة الذاتية والرواية، والمسافات الدقيقة التي تفصل بينهما كفنين كتابيين مختلفين، نافيًا خلال الحوار أن تكون روايته الجديدة مجرد سيرة ذاتية، وأضاف: "بدأت مؤخراً التفكير والتساؤل حول ماهية السيرة الذاتية وتأثيرها في بناء العالم الروائي، والسؤال الذي حاولت طرحه في "1234" هو: كيف لنا أن نفرق بين الرواية المتخيلة وبين الحياة الواقعية، أين يكمن هذا الحد الدقيق الذي يفرق بين الواقعي والمتخيل في حيواتنا"؟.

كما كشف أوستر خلال الحوار عن السر وراء تقديمه أكثر من كتاب في مجال السيرة الذاتية والمذكرات في السنوات الأخيرة، قائلاً: "أغلب كتبي الأخيرة كانت غير خيالية، بدءًا من "حكاية الشتاء" و"رسالة من الأعماق"، وانتهاء بمراسلاتي مع "جي إم كوتزي"، فالعملان الأولان ينتميان إلى السيرة الذاتية الخالصة، وكانت المرة الأولى في حياتي التي أنظر فيها بجدية إلى الوراء، وأترصد طفولتي وسنوات مراهقتي وصباي من خلال الكتابة، وبطريقة واعية متسقة، أثناء كتابتي هذين العملين بدأت أتذكر أشياء كدت أن أنساها أو كنت قد نسيتها فعلاً".

ويواصل أوستر قائلاً: "أما كتاب "رسالة من الأعماق" فله حكاية طريفة، وهي أن زوجتي الأولى فاجأتني قبل عدة سنوات بأنها لا تزال تحتفظ بما يقرب من 500 رسالة ورقية كنت قد أرسلتها إليها خلال أربع سنوات من حياتنا المشتركة، منذ كان عمري 19 عاماً حتى بلغت الثالثة والعشرين، وحين أرسلت لي نسخة من هذه الرسائل وبدأت في قراءتها، كنت كمن يلتقي شخصًا غريبًا تماماً عليه، وحينها أدركت أنني فقدت أي اتصال بالشخص الذي كتب هذه الرسائل".