“مذكرات بحار”.. عمل خالد


المشهد الختامي يتوج بظهور شادي الخليج - المخرج يعرب بورحمة

الكويت – مجلة جنى - قدم مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي باكورة إنتاجاته الفنية للموسم الجديد، وهو أوبريت «مذكرات بحار» تأليف محمد الفايز وألحان غنام الديكان، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين في الدولة؛ في مقدمتهم الشيخ محمد عبدالله المبارك وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، وخالد الروضان وزير التجارة وزير الشباب والرياضة، وياسر أبل وزير الإسكان، وعلي اليوحة الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وجمهور ملأ ثلاثة أرباع الصالة، وسط أجواء اجتماعية رائعة وجميلة وسهرة فنية حلوة.

سهرة جميلة
الأوبريت ليس جديدا على أهل الكويت، والأغاني يحفظها الكبير والصغير، لكننا استمتعنا بسماعها من جديد.. أعادتنا إلى الزمن الجميل عندما كان الفنانون يبدعون في عطائهم، كانت سهرة جميلة.. ولأنني شخصيا لم أحظ بمكان جيد مناسب يمكنني من مشاهدة العرض، فلم أر منه سوى طرف بسيط لا يتعدى %10 من مساحة العرض، كنت طوال الوقت أشاهد الفرقة الموسيقية الرائعة التي أتقنت عملها وقدمته باقتدار، لذلك لا يمكنني أن أشرح الحركة بمقدار جيد، وأستغرب كيف يمكن أن يكون هناك كرسي في الصالة (الجديدة) لا يمكن للجالس فيه أن يشاهد العرض؟!

لوحات فنية
أغاني الأوبريت نحفظها جيدا.. قدموا للمشاهد 12 لوحة فنية، طاف خلالها الشاعر الفايز، رحمه الله، على حال البحار من أول خروجه من البيت إلى أن حصل على الدانة وعاد بها إلى أهله، لوحات أعادتنا إلى زمن جدي حين كان بحارا غواصا وقصصه التي كانت تحكيها لنا جدتي رحمهما الله، ولأنني لم أشاهد العرض، شعرت وكأنني بين أحضان جدتي طفلا صغيرا تروي لي القصة وأنا أحلق في السماء في خيالاتي الواسعة.
لم أعلم ماذا يدور على خشبة المسرح، لكنني كنت أسمع صوت القديرة مريم الصالح وفيصل العميري، أجمل من الموسيقى في حديثهما الشيق، ولكن هل كانت الحركة على الخشبة جميلة؟ لا أعلم، على كل حال..

متعة حقيقية
المرواس والصوت والطِّيران والموسيقى والنهمة والهولو أغنت عن الصورة، إنها المتعة الحقيقية للعمل التي أتقن الموسيقار الديكان تلحينها، وأبدع الراحل الفايز في تصويرها لتكون خالدة بين أيدي الأجيال المتعاقبة.
سلمان العماري ومطرف المطرف وآلاء الهندي كانوا نجوما في السهرة، وزاد من تألقهم الفنان الكبير شادي الخليج الذي أعادنا بصوته فعلا إلى الأوبريت الأصلي، وكأنه فتح علينا نافذة من ذاك الزمن الجميل، فطافت علينا عطوره الفواحة.. صفق الجميع لظهوره لأنه أعادهم إلى تلك الأجواء الرائعة، أنا لا أتحدث باسمهم لكنني هكذا شعرت وأنا أشاهدهم يصفقون لحضوره على الخشبة من جديد.. أعادنا إلى زمن جميل، وزماننا أجمل إن شاء الله.

فقط في الكويت

من جميل ما رأيت في السهرة حين استخدم الشيخ محمد المبارك هاتفه النقال في تصوير مشهد، فذهب إليه شاب من فريق التنظيم وقال له بأن التصوير ممنوع.. وأجمل منه أن الشيخ التزم بكل هدوء وتواضع للقانون وظل طوال السهرة يستمع ويشاهد مبتسما راضيا، فقط في الكويت يحدث مثل هذا!


المشهد الختامي يتوج بظهور شادي الخليج


المخرج يعرب بورحمة