سناء سرغلي

سناء سرغلي ... الفلسطينية الاولى التي تحصل على درجة الدكتوراه في القانون الدستوري

تقرير: نجيب فراج -تعبر الدكتورة الشابة سناء السرغلي من سكان مدينة طولكرم عن فخرها واعتزازها وبكل تواضع بنفسها بعدما تمكنت من الحصول على درجة الدكتوراه في القانون الدستوري من جامعة لانكستر في بريطانيا ليس لكونها اجتازت هذه الدرجة الرفيعة بكل تفوق وحسب بل لأنها اول فلسطينية تحصل على هذه الدرجة.

وكانت الدكتورة السرغلي البالغة من العمر 29  سنة قد تم ارسالها من قبل جامعة النجاح الوطنية ببعثه لدراسة الماجستير في جامعة دورهام في المملكة المتحدة وذلك بعد حصولها على المرتبة الأولى في دفعتها في البكالوريوس.

وبعد تميزها العلمي خلال مرحلة الماجستير حصلت السرغلي على منحة اخرى من جامعة النجاح لدراسة الدكتوراه في جامعة لانكستر في المملكة المتحدة، حيث مكثت هناك على مدى ست سنوات لتعود الى وطنها من جديد وتنخرط في اطار العمل بجامعة النجاح كمحاضرة في هذه المادة المتخصصة.
والذي يدخل قاعة المحاضرات في جامعة النجاح التابعة لكلية القانون لا يستطيع ان يميز بين المحاضرة وبين الطالبات من حيث العمر او الشكل ويتبادر للذهن انها احدى الطالبات وليست محاضرة بهذه الدرجة.

التخصص النادر

وتؤكد السرغلي خلال حديثها مع "جنى" ، بان هذا التخصص هو تخصص مميز ويشتهر بندرته حول العالم بشكل عام وفلسطين بشكل خاص وضربت مثلا على ذلك وضع هذا النوع من التخصص في الولايات المتحدة وخاصة من حيث النساء فالعدد قليل لمن تخصصن به ، فالقانون الدستوري يستخدم بشكل اخص في مرحلة البناء والاستقلال حيث يعبر عن سيادة هذه الدول ولذا فان في كليات الحقوق بفلسطين يمكن لنا ان نقول انه متواجد في كل من جامعتي النجاح وبير زيت.

النظرية الدستورانية

وقالت انها اعتمدت في تحليلها خلال دراستها على نظرية ما اسمته بالدستورانية مركزة على ثلاث قضايا بما يخص الوضع الفلسطيني وهي كيفية وضع الدستور، وطبيعة النظام السياسي، وكذلك قضية الفصل بين السلطات، مشيرة الى ان السلطة وعلى شكل الدولة المعترف بها دوليا على الورق جاء الدستور فيها انتقاليا لمرحلة معينه ولكنه ظل كذلك فوق المدة التي حددت له وقد جرى تعديله في العام 2003 وهو يعاني من ثغرة بشان طبيعة النظام السياسي المطبق وهو نظام شبه رئاسي وهذا من شانه ان يؤدي الى اشكاليات بكونها غير مستقلة وقد جرى فرضه في العام 2003 بعد تعيين رئيسا للوزراء وتمتع النظام السياسي بالأغلبية المطلقة من خلال هيمنة الحزب الواحد، وفي العام 2006 طرأ تغير هام على طبيعة النظام السياسي وذلك بعد فوز حماس بالأغلبية في المجلس التشريعي فكان الرئيس من حزب ورئيس الوزراء من حزب اخر وفي العام 2007 دخل الى النظام السياسي مكون اخر بان رئيس الوزراء كان من حزب صغير ثالث وهنا وقعنا في اشكالية انتاج حكومة حزبية مفككة حسب تعبيرها حيث يتنصل الرئيس من مسؤوليات الحكومة ويحملها مسؤولية قرارتها وسط غياب واضح للمجلس التشريعي حيث منح الرئيس الصلاحيات لرئيس الوزراء والذي بدوره يحولها الى الرئيس، وهناك ثغرة اخرى تتمثل بغياب المحكمة الدستورية وقرارتها رغم ان محكمة العدل العليا بإمكانها ان تحل محل المحكمة الدستورية ولكن هذا بحد ذاته غير كافي.

قطار المعرفة والاساليب الحيوية

وعبرت السرغلي خلال حديثها عن اعتقادها بان اسلوب التعليم يجب ان يبتعد ابتعادا كليا عن التلقين الذي يحول الطالب الى متلقي بدون ابداع وبدون مبادرات خلاقة، ولعل هذا ما استفادت به بشكل كبير حلال دراستها في بريطانيا اذ منحها التعليم هناك على القدرة في البحث العلمي والابداع ومن ثم على تحفيز الذكاء والقدرة على الانجاز، وقالت هذا ما ستحاول ان تنفذه لدى طلبتها في كلية الحقوق بجامعة النجاح الوطنية من اجل مجابهة انخفاض مستوى التعليم في بلادنا ولهذا كله فان تجربتها الشخصية هي تجربة ستحقق المزيد من النجاح وهي تؤكد ايضا انها مصرة على ان التجربة البريطانية الاكاديمية ستكون محطة ان تلحق من خلالها بقطار المعرفة والدراسة الحديثة في القانون وربطها بأساليب حيوية.
عدد من طلبتها اكدوا ان السرغلي عملت على احداث تغيير في النمط التعليمي التقليدي واستبعدت الجمود وادخلت الحيوية بشكل كبير وساعدت في تقوية الشخصية والثقة بالنفس، وقال احد الطلبة ان علاقتنا بالدكتورة سناء علاقة جيدة من الناحية الشخصية لا سيما وانه لا يوجد فرق كبير في العمر بينهم وبينها.
من جانبه عبر الدكتور اكرم داود عميد كلية القانون في جامعة النجاح الوطنية عن اعتزازه بالإنجازات التي حققتها الدكتورة السيرغلي لتفوقها خلال مسيرة دراستها لأحد اهم التخصصات (القانون الدستوري) التي يحتاجها المجتمع القانوني في فلسطين. كما وتمنى لها الاستمرار بالتميز والابداع في عملها الجديد باعتبارها أول فتاة محاضرة حاصلة على درجة الدكتوراه في القانون الدستوري في كلية القانون في جامعة النجاح الوطنية.

الفضل لجامعتها وعائلتها

وتقول السرغلي ان الفضل لما حققته في هذه الفترة يعود لجامعتها وكذلك لعائلتها التي ساعدتها في ان تتمكن من الانجاز والابداع فلم يكن هناك أي مشكلة في طريقها من قبل والدها ووالدتها وشقيقها وشقيقاتها في السفر ومن ثم المتابعة، بل ان والدتها حسبما تقول هي من انصار ان تتعلم الفتاة في المجتمع اكثر من الرجل فهذا سيمكنها وسيساهم في مواجهة محاولات تهميش المرأة في بلادنا ولكنها اضافت” انها تؤمن ان التعليم يجب ان يتحقق بالمساواة بين الرجل والمرأة ، وأومن ان سلاحك تعليمك وسلاحك بناء شخصيتك”.

ركوب الخيل والدبكة والاعلام هويات اخرى

لم تتوقف ابداعات سناء في المجال الأكاديمي وحسب بل كانت تمتلك هواية التثقيف لنفسها والتوجه نحو الاعلام حيث عملت على تقديم بعض البرامج في بعض التلفزيونات المحلية كما انها انخرطت خلال سني حياتها بفرقة للدبكة الشعبية عدا عن انها تمارس هواية ركوب الخيل وهذا ما كثفته خلال وجودها في الخارج.