كيف تكونين مديرة متوازنة؟؟

" مجله جنى " إذا كنت مديرة لأول مرة، ولم تعتادي مهنة الإدارة والقيادة، وإذا كنت على أعتاب ترقية من موظفة إلى مديرة قسم، وإذا كنت مديرة لا تعلمين ما هي صفات المديرة المتوازنة الجيدة، فأنت بحاجة إلى قراءة هذا الموضوع.
لتتوصلي إلى صفات مثالية قد تجعلك متوازنة لتطبيق الحكمة الآتية: “لا تكن صلباً فتكسر، ولا تكن ليناً فتعصر”، فعند الإعلان عن مديرة جديدة من نفس الشركة أو من خارجها تبدأ الذبذبات والهمسات بين أروقة المكاتب وصرير الكراسي والوجوه المرتقبة لتلك المديرة الجديدة، حركاتها، وكلامها، وملامح وجهها، ونظراتها، ولغة يديها..

عقارب الساعة تقترب معلنة بدء يوم تكتسي فيه شخصية ما لأول مرة ثوب قيادة جديد، فهي مديرة لأول مرة، ما أن تطل المديرة ومن اللمحة الأولى لملامحها نستطيع التنبؤ بمستقبل تلك الإدارة.
أخصائي التنمية البشرية قال: “دائماً ما تترجم بعض المديرات الجدد مفهوم مصطلح “مديرة” إلى السلطة التي تصل أحياناً إلى العنجهية الإدارية والتسلط على صغار الموظفات، وهذا تفسير خاطئ ﻻ محالة، فكلما اقتربت المديرة من الموظفات كان  الإنجاز وتفادي الأخطاء وسرعة علاجها أقرب، وكلما ابتعدت عنهن كلما زادت الفجوة اتساعاً، فلا إنجاز يذكر، وﻻ أخطاء تعالج، وكل منهن تعمل لتأدية وقت العمل ثم الانصراف من دون اكتراث”.

ويضيف: “الوهلة الأولى للمديرة ﻻبد أن تكون مبتسمة الثغر، بشوشة الوجه، حسنة المنظر، متواضعة الخلق، وهناك مفهوم سائد خاطئ، وهو أن الابتسامة تقلل من الوقار، وأنه لابد أن تكون المديرة عبوسة الوجه حتى تحترمها الأخريات، ويجب أن تظهر لهن الجدية والوقار، وهذا الكلام خاطئ جداً؛ لأن عبوس الوجه يجعلك صلبة زيادة عن اللزوم، ويخلق فجوات بينك وبين الموظفات، ولا يعني ذلك أن المديرة تكون طوال الوقت مبتسمة وتضحك على أي شيء؛ لأن هذا يقلل منها، ويجعلها عرضة للسخرية، ولكي تكوني ناجحة صافحي جميع الموظفات بدءاً من الإدارة العليا إلى الأمن خارج المبنى، ومن أول يوم اجتمعي بكل موظفة على حدة، كوني لطيفة في حوارها، اقتربي منها بالسؤال أكثر، والتجاوب مع حديثها، حاولي أن تكوني متأثرة لمشكلة تحكى لك، ومبتهجة لإنجاز يقدم إليك، تعابير الوجه قد تكون الأبرز في هذا الجانب متى ما أتقنت استخدامها، ابحثي عن المشاكل الشخصية والاجتماعية التي تؤثر على أداء الموظفة والسؤال عنها مراراً وتكراراً، أظهري اهتمامك بعلاقتك الشخصية بالموظفات، فمتى ما كسبت روحهن امتلكت تنمية قدراتهن، عاقبي ووبخي عند الخطأ وعلى قدر الخطأ دون تجريح شخصي أو إحباط معنوي، ولتكوني فرحة مبتسمة مادحة عند الإنجاز، وﻻ تخلطي عقاباً بإنجاز وإنجازاً بعقاب، اجعلي الموظفة تشعر بأهميتها في فريق العمل، وأنها عنصر مؤثر وحساس في الشركة مهما كان مسماها الوظيفي، وأنك تقومين باستئذانها لاستشارتها في بعض الأمور”.

ويتابع حديثه قائلاً: “البعض يظن أن الهدوء ﻻ يأتي إلا عندما تكون الأمور على ما يرام، وهذا من وجهة نظري خطأ إداري، ولكي تكوني مديرة ناجحة ﻻبد أن تكوني هادئة في جميع الأوقات، وهناك فرق بين “برود الأعصاب اللاإرادي” وبين “اصطناع الهدوء”، فبرود الأعصاب لا ينتج الحس الداخلي والحماسة الخارجية التي تعترف بالخطأ وتعالجه وهذا يعد فشلاً، أما اصطناع الهدوء فهو احتراق الحس الداخلي وظهوره على شكل حماسة خارجية تنجز دون ضجيج وصراخ، كوني محاورة وانشري ثقافة الحوار، وتحدثي دائماً بلغة المشاركة والمشاورة، كوني شفافة عادلة بين الموظفات، وانسبي لكل منهن إنجازها وامدحيها أمام الجميع لتكسبي ودهن واحترامهن، ومتى كسبت الود والاحترام ظفرت بالأداء والإنجازات، قيمي أداء الموظفات بعملهن وليس بشعورك نحوهن، لذا عليك فصل العواطف بعيداً عن العمل تماماً”.