لطف الفرنسيين مع النساء خرافة

مجلة جنى - تتعرض الافتراضات التي رسخها الفرنسيون حول أنفسهم -بأنهم شعب راقٍ رقيق مع النساء- للكشف والتكذيب، مع عبور أنباء فضيحة نجم هوليود هارفي فينشتاين الأطلنطي هذه الأيام.

وأوردت صحيفة تايمز البريطانية في تقرير لها من باريس أن كشف عشرات النساء في هوليود عن وقائع تحرش فينشتاين بهن، شجع مئات الآلاف من الفرنسيات على الكشف عن حالات تحرش تعرضن لها.

وقالت الصحيفة إن أجيالا من الفرنسيين نشؤوا على الاعتقاد بأنهم ألطف وأرق في تعاملهم مع النساء  من أي شعب آخر، وإن أجيالا من الفرنسيات نشأن على الاعتقاد بأنهن الأكثر مهارة من غيرهن من نساء الأرض في جذب الرجال.

لكن هذه الخرافة الراسخة في أذهان الفرنسيين والفرنسيات تهاوت خلال اليومين الماضيين، عندما فاض الإنترنت بشكاوى التحرش من عشرات آلاف الفرنسيات في كل الميادين والمهن والفئات العمرية.

وظهر الفرنسيون -بحسب التايمز- بعيدين عن كونهم محبين أكثر تحضرا وتطورا من غيرهم، بل ظهروا أسوأ من نظرائهم الأنجلوسكسون.

التهديد بالفصل
موظفات المكاتب شكون من أن زملاءهن يداعبونهن بأيديهم، وشكت صحفيات من أن رؤساءهن يهددونهن بالفصل من الخدمة إذا لم يوافقن على مواعدتهم خارج العمل.

وقالت السيدة الأولى بفرنسا بريجيت ماكرون إن سيل الشكاوى الحالية من التحرش وسوء المعاملة يمثل نقطة تحوّل في تاريخ فرنسا، واللحظة التي تجرأت فيها النساء أخيرا على كسر الصمت المفروض عليهن من الرجال. مضيفة أن "الحديث الذي يحرر هو أفضل شيء يمكن أن يحدث، أُشجّع كل النساء على كسر صمتهن، إنه لأمر مدهش، هناك شيء عظيم يجري".

وشكت أرياني فورنيا ابنة الوزير الفرنسي الأسبق أريك بيسون، من أن السياسي الاشتراكي وزير العدل الأسبق الشهير بيير جوكس (82 عاما) الذي كان يجلس إلى جوارها خلال أحد عروض الأوبرا قبل ثماني سنوات، حاول رفع تنورتها لملامسة جسدها عدة مرات وهي تصده في كل مرة، ولم يتوقف إلا بعد أن صرخت في وجهه بقوة ولفتت كل من كان حولهما. ورغم ذلك عاد لتكرار فعلته، ولم يتوقف نهائيا إلا بعد أن غرزت أظافرها في يده.

ونفى جوكس أمس ما قالته فورنيا وأعلن أنه سيقاضيها بتهمة إساءة السمعة، لكن والدها قال إنها حكت له ما حدث من جوكس في حينه، ولم يكشف ما جرى آنذاك لأن ابنته قالت إن الكشف يقضي على حياة جوكس السياسية.

وفي استطلاع نشرته لو فيغارو أمس، ظهر أن 56% من النساء اللائي شملهن الاستطلاع تعرضن للتحرش، و61% ممن هن أقل من 35 عاما من العمر قد تعرضن له.

وقالت الممثلة إيزابيلا آدجاني إن السبب في كثرة حالات التحرش هو أن الثقافة الفرنسية تأذن للرجال بالتحرش، وتتسامح مع ممارسته.

المصدر : تايمز