" مجله جنى " صدر منذ أيام عن مؤسسة "بريال" للنشر، في باريس، كتاب "جورنال أرابيا" للأكاديمي التونسي نجم الدين خلف الله، وهو كتاب معجمي يرصد "كل العبارات التي نحتاجها لقراءة الصحافة العربية"، موجّه بالأساس إلى قارئ فرنسي أصبح الشأن العربي يهمّه أكثر فأكثر ليس فقط على مستوى الأحداث السياسية وإنما بتزايد عدد دارسي اللغة العربية (ستكون بداية من العام المقبل لغة ثالثة في برامج المداس الفرنسية).
واعتمد "خلف الله" في "جورنال عربي" منهجاً ثلاثياً في عرض المفردات المستعملة في الصحافة العربية، إذ يعود بداية إلى جذرها الثلاثي، ثم يقدّم معناها الحرفي، قبل أن يظهر استعمالها الاصطلاحي، وفى الأخير يقدّمها ضمن مثال متداول.
بحسب مقدّمته كان أصعب ما في هذا المعجم هو "اختيار المداخل"، لذلك وضع المؤلف معيارين: الأوّل هو قياس تواتر الكلمة في الاستعمالات الصحافية، والثاني هو حضورها في المحتويات السياسية والتي تعتمد الكثير من العبارات الجاهزة التي لا يمكن لقارئ يفتقد خلفية ثقافية عربية أن يستوعبها مثل (حصدت الحرب أرواح آلاف الأبرياء، محاربة الحكومة لبؤر الفساد، تجمع بين البلدين أواصر قرابة قوية وتاريخية وغيرها).
يلفتنا في الكتاب أيضاً قائمة مراجع ثرية، تجمع بشكل متوازن بين ثقافتين، الأولى عربية بأمهات كتبها وقواميسها ("لسان العرب" لابن منظور و"مجمع الأمثال" للميداني) إضافة إلى بحوث معجمية عربية معاصرة مثل جورج خورى وأحمد راسم وكمال محمد علي. ومن جهة أخرى، اشتغالا اللغويين الغربيين على اللغة العربية مثل ريجيس بلاشير وماتيو غيدار وجان جاك شميدت.
نجم الدين خلف الله أكاديمي تونسي مقيم في باريس يدرّس في "جامعة لورين" و"معهد العلوم السياسية". له أكثر من 20 إصدار معظمها باللغة الفرنسية تتناول قضايا اللغة العربية على مستوى التعليم والتوليد المعجمي.
