تقرير: نجيب فراج -انطلق صباح يوم الجمعة ماراثون فلسطين الدولي الخامس في مدينة بيت لحم بمشاركة نحو ستة الاف مشارك ومشاركة من نحو 65 دولة بما فيها فلسطين، اضافة الى مشاركة اردنية من خلال مؤسسة اركض للأردن ، اضافة الى عدة دول اجنبية حيث شارك عدائيين من بريطانيا وامريكا والدنمارك والنرويج وفرنسا وجنوب افريقيا.
وانطلق المارثون الذي يبلغ مسافته 42 كم كاملة ونصفه يبلغ مسافة 21 كم وكذلك سباق بمسافة عشرة كيلو مترات اضافة الى مشاركة عائلات بأكملها بمسافة ثلاث كيلو مترات ونصف فيما شكلت مشاركة الاناث نسبة 49 % وكذلك شارك نحو 627 فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة، من ساحة المهد قلب مدينة بيت لحم مرورا بشارع المهد الجديد ومنطقة قبة راحيل شمالي المدينة والمنطقة المحاذية لجدار الفصل العنصري وعرج المتسابقون الى مخيم عايدة حيث منطقة مفتاح حق العودة مرورا بالشارع الرئيس القدس الخليل ومن امام مخيم الدهيشة ومنطقة البالوع في الخضر جنوبا والى منطقة النشاش ثم العودة الى نقطة البداية.
وحسب المنظمون لهذا المارثون والذي يشرف عليه اللجنة الاولمبية الفلسطينية وبالتعاون مع بلدية بيت لحم وعدد من المؤسسات الاخرى فان ما ميزه هذا العام مشاركة عائلات بأكملها وايضا المشاركة الفلسطينية من كافة الجغرافيا في فلسطين التاريخية بما فيها قطاع غزة ومناطق الـ48 والقدس اضافة الى مشاركة المواطنين في الضفة الغربية، كما ان لقطاع الاشخاص ذوي الاعاقة كان حضورا لافتا ، كما ميز الماراثون مشاركة الالاف من المتسابقين من مختلف الاعمار فهناك الاطفال والنساء وكبار السن ، وكذلك مشاركة سياسيين وممثلي مختلف الفعاليات ومن بين السياسيين مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الفلسطينية اضافة الى فيرا بابون رئيسة بلدية بيت لحم والعديد من الشخصيات الاخرى
وبهذا الصدد قال رئيس اللجنة الاولمبية جبريل الرجوب "من امام كنيسة المهد نعلن انطلاق فعاليات ماراثون فلسطين الدولي وهو جزء من الرياضة الوطنية الفلسطينية بمشاركة 65 دولة اجنبية، لكن هناك رسالة سياسية نرسلها للعالم باننا في فلسطين نعاني من الاحتلال العنصري الفاشي الاسرائيلي، رسالتنا انه آن الاوان لرحيل الاحتلال واقامة دولتنا".
واضاف الرجوب "الاحتلال منع عدائين من قطاع غزة ومن دول عربية من المشاركة في الماراثون، وهذه هي سياسة الاحتلال وهي برهان على عنصريته، وهي ايضا رسالتنا التي نريد توصيلها للعالم بأن وجود الاحتلال يعيق حياتنا ويعيق حركتنا وتنقلنا بحرية، لذا فقد آن الاوان لأنهاء الاحتلال وأنها معاناة الشعب الفلسطيني".
وقال محافظ بيت لحم جبريل البكري إنه جرى وضع خطة امنية لتسهيل حركة وتأمين المشاركين في الماراثون اضافة لتسهيل حركة وتنقل المواطنين، معتبرا ان "الماراثون يحمل رسائل مختلفة تعتبر الرسالة الأهم وطنية كونه يركز على الواقع الفلسطيني الخاص بمنع حرية الحركة ومصادرة الأراضي وإقامة الجدار من قبل الاحتلال".
اما رولى معايعة وزيرة السياحة والاثار فقد اعتبرت ،إن مارثون فلسطين يمثل نمطا جديدا من الانماط السياحية والتي تعمل الوزارة من اجل ان تكون رافدا لقطاع السياحة والنهوض به.واضافت معايعة في حديث صحفي على هامش إطلاق ماراثون فلسطين الدولي الخامس في بيت لحم اليوم الجمعة، انه الى جانب خلق واقع للسياحة الرياضية فانه لدينا سياحة المسارات وسياحة بيئية وغيرها من الانماط السياحية، مشيرة الى ان هذا النشاط الرياضي سيسهم في رفد السلة السياحية التي تمتلكها فلسطين، لتكون مقصدا سياحيا في مختلف ايام السنة ومن مختلف دول العالم. وحول سؤالها كيف تعمل الوزارة على استثمار هذا الحدث الرياضي في استقطاب الوفود سياحية جديدة الى فلسطين، قالت معايعة: ان هذا الحدث الرياضي الهام والعديد من الاحداث المهمة التي تمر بها فلسطين، يساهم بالتأكيد على ان ما تمتلكه فلسطين من مدن ومواقع سياحية واثرية وتراثية وتاريخية مفتوحة لاستقبال السياح من مختلف دول العالم.واضافت هذا الحدث الرياضي يعطي صورة حقيقة وواقعية عن فلسطين وطبيعة شعبها المضياف، علاوة على ان السائح والزائر والمشارك في هذا الحدث سينقل صورة جميلة ورائعة عن واقع الشعب الفلسطيني وواقع المدن والمواقع السياحية التي تتغنى بها فلسطين، وسيسهم في الترويج لفلسطين ولكافة المرافق السياحية الفلسطينية في ظل حجم المشاركة الدولي والتغطية الإعلامي المحلية والدولية لهذا العرس الفلسطيني. وبالنسبة لتوجهات مستقبلية لاستثمار هذا الحدث الرياضي للترويج للمواقع السياحية والاثرية التي تمتلكها فلسطين، قالت الوزيرة "يبدأ هذا الحدث الرياضي من امام احد أهم كنائس العالم وهي كنيسة المهد، مرورا بمختلف ارجاء مدينة بيت لحم التي تعج بالعديد من المواقع السياحية والاثرية، ولهذا دلالة كبيرة على اهمية البعد السياحي في هذا الموضوع، حيث تمتلك هذه المواقع العديد من اللوحات الارشادية والتعريفية واللوحات التوجيهية والتي ستوضح لأكثر من 6 آلاف مشارك من 60 دولة من مختلف دول العالم اهمية هذا المواقع وتاريخها وتزيد الوعي حول المواقع الاثرية والسياحية التي تمتلكها فلسطين، عدا عن مرور مسار المارثون بالقرب من الجدار العنصري ليعطي صورة حية عن واقع الاحتلال الاسرائيلي والذي عمل على فصل مدينة بيت لحم عن توأمها القدس وذلك لأول مرة بالتاريخ، مما يعطي رسالة وطنية للعالم اجمع عن الواقع الفلسطيني والخاص بمنع حرية الحركة ومصادرة الاراضي واقامة الجدار من قبل الاحتلال.
صحيح ان الماراثون رياضي في فحواه الا انه حمل العديد من الرموز السياسية فقد خفق العلم الفلسطيني بكثافة فوق رؤوس المشاركين اضافة الى شعاره الرئيس الذي يرمز التوق للحرية كما ان مسار الماراثون ومن خلال القائمين عليه تعمدوا ان يكون جدار الفصل العنصري حاضرا لإبراز ما تتعرض له فلسطين من سياسة تمييز عنصري بغيضة، وكذلك المرور من امام مخيمات عايدة والدهيشة والعزة في اشارة الى معاناة اللاجئين الفلسطينيين من نكبتهم المستمرة ،اضافة الى رموزه ومعانيه الانسانية الواضحة.
وخلال الماراثون الذي استمر لنحو ست ساعات جرى اغلاق الشارع الرئيس امام حركة السير حيث عملت الشرطة الفلسطينية على ضبط الحركة المرورية وقد ابدى جموع المواطنين الانضباط اثناء الحركة
هذا وفي نهاية السباق أعلن فوز العداء الإفريقي مارتن كامب 28 عاماُ بالمركز الأول في السباق وثائر شنايعة من طولكرم بالمركز الثاني
