هوليوود "تظلم" بيروت... فيلم "مؤذٍ" سيشاهده العالم في نيسان

مجلة جنى - "الفيلم لا يمثّل لبنان". "لم يشارك في صناعته أي ممثل لبناني". "اللهجات المستخدمة غير لبنانية". "موسيقى الفيلم وثقافته لا تعبّران عن لبنان". إنها أربعة سهام نقدية وجّهتها عريضة أطلقها ناشطون عبر الانترنت في اتجاه الفيلم الهوليوودي الجديد "بيروت"، من اخراج براد أندرسون وبطولة دين نوريس ولاري باين وشي ويغام. هدف العريضة جمع ألف توقيع مؤيد لمعارضة الفيلم الذي من المقرر بدء عرضه في 13 نيسان المقبل، والذي "من المفترض" أنه يتناول حقبة الحرب الأهلية اللبنانية. لكن، هوليوود "تعيد كتابة تاريخ لبنان وتستغل ماضيه من دون أي رؤية لبنانية"، على ما كتب في العريضة التي اعتبرت ان "الفيلم يشكل تهديدا للتراث اللبناني وثقافته وعرقه". ودعت العريضة في هذا الصدد الى جمع أكبر عدد من التواقيع واستخدام هاشتاغ #BanBeirut لتسجيل الاعتراض. ونادت العريضة بـ"الحظر الكامل للفيلم على اساس التشهير الثقافي". واعتبرت انه "يجب وضع نهاية لتسخيف الشرق الأوسط". 

وقد جمعت العريضة حتى الساعة مؤيدين من دول العالم بعد ساعات على اطلاقها. وعبّر مؤيدوها عن اعتراضهم على الفيلم من لبنان وبريطانيا ونيويورك ولوزيانا وتكساس ونيوجيرسي وكاليفورنيا وميشيغان بشكلٍ خاص. ومن بين التعليقات اللافتة المؤيدة للعريضة، ما قالته سهام، مواطنة تقطن في تكساس: "اذا كنت ترغب في تمثيل لبنان، فمثّله بالطريقة الصحيحة". وقالت سيلين من لبنان، وهي طالبة تدرس علوم الحياة في الجامعة الأميركية في بيروت، ان "شيئاً واحداً يمكن ان اقوله عن هذا الفليم، انه "مثير للاشمئزاز". بدورها، ايدت فرح العريضة، معتبرة انها ضرورية لأن "الفيلم مبني على تزويرٍ للحرب الأهلية اللبنانية ولا يعكس الحقيقة بأي وسيلة".

وقد اثار الاعلان الترويجي للفيلم استهجانا لبنانيا عبر مواقع التواصل. وهو يتناول قصة ديبلوماسي أميركي عاد الى لبنان بطلب من الاستخبارات الاميركية بعدما فرّ منه سنة 1972. وشملت الانتقادات التي طالت الاعلان، اضافةً الى المضمون، العملية الاخراجية. اذ رأى ناشطون ان الفيلم لا يشبه لبنان من قريب او من بعيد، خصوصاً أن المشاهد لا تحاكي أرض لبنان والموسيقى لا تنسجم مع ثقافة شعبه.

وفي هذا الإطار، يصف الناشط عبر مواقع التواصل زياد النابلسي الفيلم بـ"الغبي". ويقول في تدوينة له عبر "فايسبوك" ان "الفيلم لم يصور في لبنان، وطاقم عمله غير لبناني، ولا تجسيد ثقافيا او نزاعيا، او تشابه لما كان يحصل في ذلك الوقت. ولكن كل ذلك ليس مهما كمأساة وكيل وكالة المخابرات المركزية الذي فقد حياته في لبنان". ويضيف النابلسي ان "ما يجعل الفيلم أكثر سوءا، ان اسمه بيروت". ويختم: "شكرا هوليوود". ويعبّر طارق مبارك عن تمنياته للفيلم "على أمل ان يتخبّط"، كما يقول. ويرى بشير أيوب ان "الفيلم يظهر كأنه مقرف".

ويبقى السؤال عما يمكن الحملة التي اطلقت على شكل عريضة ان تؤثر على مجريات عرض الفيلم. وترتقب أيضاً مواقف رسمية لبنانية تعقيباً على الاعلان الترويجي للفيلم الذي سيغزو الصالات تزامناً مع ذكرى الحرب اللبنانية في 13 نيسان المقبل، والتي رغم فداحتها، تظهر المشاهد الأولية للفيلم على انها لا تمثلها، على قول المتابعين.

"الترايلر" أثار كل ردات هذه الفعل، فهل تبردها مشاهدة الفيلم كاملاً أم تزيدها احتقاناً؟