المكتبة العلمية: قهوة بنكهة الكتب في القدس المحتلة

"مجلة جنى" تجذبك رائحة القهوة وأنت تتجول وسط شارع صلاح الدين في القدس الى مكان ليس في الأحلام وإنما بالواقع ولكنه يجمع بين ما تحب ان تتذوق ويلهمك بقراءة كتاب لن تحصل عليه الا بهذا المكان، ليس مقهىً شعبيا ولا مكتبة عامة بل هي المكتبة العلمية بمدينة القدس صرح ثقافي مميز اثبت وجوده وحضوره في أقدم شوارع المدينة المقدسة .

مضى أكثر من ثلاثين عاما على تأسيس المكتبة العلمية بالقدس وتعتبر من أوائل المكتبات في المدينة وفق ما قاله عماد منى صاحب المكتبة العلمية “أسست المكتبة في عام 1986 في الانتفاضة الاولى بدأ الأجانب بالتوافد على المدينة وبدأ السؤال عن خرائط او أبحاث تتكلم عن الصراع العربي الإسرائيلي باللغة الانجليزية من وجهة نظر عربية فكل ما كان متواجد في المدينة هو الصراع من وجهة نظر الإسرائيليين”.

منذ ذلك الحين ولدت فكرة لدى عماد بالبحث عن اي كتب او ابحاث وتقارير تخدم القضية الفلسطينية واضاف “اعتبرت ان البحث عن هذا النوع من الكتب والابحاث هو واجب وطني لتوفير هذه المعلومات للباحثين عنها فهو ولو بعض الشيء يدعم القضية الفلسطينية ويغير رواية المحتل”.

اصبح هدف المكتبة منذ بدايتها حتى عام 2000 هو شراء الكتب بكميات اكبر وأوسع من اكبر دور نشر حول العالم من خلال زيارات ورحلات عماد للبحث عن تلك الكتب حول العالم “عدة لغات من عدة دول ستجدها بكتب المكتبة فالعربية والانجليزية والفرنسية والألمانية والايطالية والاسبانية متوفرة وأغلب الكتب الموجودة على رفوف المكتبة مختارة بناءً على اعلى درجات البحث العلمي عالميا”.

القهوة والورق
لاحظ عماد خلال تجوله في الدول الأوروبية ان معظم المكتبات يتوفر بها طاولة وكرسي وفنجان قهوة للباحث عن كتاب وقال “ان الماء والورق لا يلتقيان فالماء يتلف الورق وهم متفقان في نفس الوقت فلا يوجد قارئ لا يحب فنجان قهوة خلال قراءته فجاءت فكرة المقهى داخل المكتبة الى مكتبته”.

تم شراء محل مقابل المكتبة العلمية في شارع صلاح الدين مكون من ثلاث طوابق في عام 2000 ونوه عماد ” اشترينا محل امام المكتبة ولكن بقي مغلق خمس سنوات بسبب اندلاع الانتفاضة الثانية وتوقفت جميع المشاريع التجارية والثقافية حينها ” بعد ذلك اتم تجهيز و افتتاح المكتبة العلمية بحلة جديدة في عام 2009 ولاقت إقبالا كبير لكي تصبح المكتبة الاولى من نوعها في القدس وفلسطين.

تشجيع القراءة
فضاء متكامل في مكان واحد متوفر لمحبي القراءة فالكتب الفريدة والقهوة والإطلالة الفريدة على اهم شوارع المدينة المقدسة ليس فقط ما تميزت به هذه المكتبة حيث اكد عماد” تنظم المكتبة باستمرار فعاليات إطلاق الكتب وعروض أفلام ومحاضرات عامة إضافة لاستضافة العديد من الكتاب والأدباء والشخصيات العامة في المجتمع الفلسطيني وآخرين عالميين”.

تجسيد المكتبة العلمية لمفهوم التناغم والانسجام بين الكتاب من جهة والمقهى من جهة اخرى كان سببا لفوز المكتبة بجائزة أحسن مكتبة لعام 2011 على مستوى فلسطين وثالث أفضل مكتبة على صعيد الشرق الأوسط من قبل مؤسسة لونلي بلانيت وبي بي سي بلندن.

وقال عماد: “هذا الفوز الاول من نوعه لمكتبة فلسطينية موجودة في مناطق فلسطينية بجوار مناطق إسرائيلية ” وأضاف ” أتمنى ان تزيد عدد المكتبات المماثلة لمكتبتي لتشجيع المجتمع على القراءة “.

المصدر: غزة أونلاين