مجزرتا "صبرا وشاتيلا" و"تل الزعتر" تستوحيان "غيرنيكا" بيكاسو في رسومات ضياء العزاوي

"مجلة جنى" يستضيف معهد العالم العربي في باريس معرضا خاصا للفنان العراقي ضياء العزّاوي يجمع رسومات عن مجزرتي مخيمات صبرا وشاتيلا وتل الزّعتر للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وتعرض هذه الرسوم للمرة الأولى في باريس، في فضاء مستحدث في معهد العالم العربي ويستمر عرضها حتى 23 أيلول المقبل.
وقال كلود ليمون صاحب قاعة عرض فنية تعرض أعمالا لفنانين عرب في باريس من بينهم العزاوي، إن الفكرة ولدت لديه بمناسبة المعرض الكبير الذي يقام حاليا في متحف بيكاسو ويقدم فنانين عالميين استوحوا أعمالهم من لوحة "غيرنيكا" الشهيرة التي رسمها بيكاسو العام 1937، وصور فيها قصف مدينة غيرنيكا خلال الحرب الأهلية الإسبانية.
وتضم مجموعة أولى 40 رسما تصور مجزرة تل الزعتر العائدة للعام 1976، ويستند الفنان في رسومه هذه إلى نصوص الشاعرين الفلسطينيين محمود درويش وتوفيق صايغ والكاتب الفرنسي من أصل مغربي الطاهر بن جلون.
أما المجموعة الثانية فتعود للعام 1983 وتتشكل من 16 رسما صورت مجزرة صبرا وشاتيلا وكلها مستوحاة من نص "أربع ساعات في شاتيلا" للكاتب جان جينيه وهو نص سجل فيه الكاتب عودته للكتابة بعد انقطاع 25 عاما، حيث كان في بيروت وشهد المجزرة.
كذلك أنجز العزاوي لوحة رباعية عن صبرا وشاتيلا اشتراها متحف تايت مودرن في لندن حيث يعيش الفنان منذ العام 1976.
في الرسوم التي صورت بالأبيض والأسود تعود رموز استخدمها العزاوي كثيرا في أعماله مثل الطائر الأبيض والأجساد المقطعة، بملامح مستوحاة من عمل بيكاسو الأشهر.
ورأت ليلى شهيد، ممثلة فلسطين السابقة في فرنسا والتي كانت رافقت جان جينيه إلى مخيمي صبرا وشاتيلا أن هذه الأعمال عبارة عن "ترجمة بصرية للشعر والكلمات".
ومنذ السبعينيات ارتبطت رسوم ولوحات ضياء العزاوي بالحروف فرسم ملحمة غلغامش، ورسم ألف ليلة وليلة ثم مأساة الحسين في كربلاء والمعلقات حين انتقل للعيش في لندن.