“جمعُ المؤنث” يغوص في كتابات المرأة الإفريقية

"مجلة جنى" في تناولٍ لنشأة كتابات المرأة الإفريقية، والمنابع التي تستمد منها أفكارها، وتأرجحها بين الماضي والحاضر، وانتمائها إلى نسوية مستقلة عن النسوية الغربية، تأتي الدورة السابعة من دورات المهرجان المتوسطي لكتابات المرأة بالمكتبة الوطنية بالرباط.

عن نشأة وتطور كتابات المرأة الإفريقية، أكد محمد أيمن بوصفيحة، مُكوّن في التواصل والثقافة الفرنسية، أنّ الأدب الإفريقي لا يزال “شابا”، والقارة الإفريقية تعرف تعدد كتابات النساء.

وأشار بوصفيحة إلى أن ظهور هذه الكتابات كان نتاجاً لنضال مستمر، هدف إلى الانخراط في الكتابات الأدبية، وكان أول كتاب لامرأة إفريقية عام 1958، تلاها كتاب آخر عام 1966. “للأدب الإفريقي مسارٌ طويلٌ في الظهور”، يورد بوصفيحة.

أما عن المرأة الإفريقية والإبداع، فتؤكد مليكة معطاوي، الأستاذة المؤطرة عن بُعد لطلبة المركز الأوربي للترجمة الأدبية منذ 2016، أن الحديث عن المرأة، يشمل الحديث عن التاريخ والحضارة الإنسانية، “فالمرأة في إفريقيا تشير إليها الأساطير على أنه لم يكن بينها وبين الرجل أي فرقٍ يُذكر”.

وتضيف معطاوي: “يذهب بعض الباحثين إلى أن الاستعمار في بعض البلدان الإفريقية كان سبباُ رئيساً في تهميش المرأة الإفريقية، فقبله أشارت الدراسات إلى أن المرأة الإفريقية أسهمت في مختلف المجالات منذ نهاية القرن الـ19م، حيث كانت في التعليم وميادين أخرى”.

ووضحت معطاوي أنه في السابق لم يكن هناك حديث عن مكانة المرأة في الأدب الإفريقي إلا بعد نضال مستمر، امتدّ في الزمن شاركت فيه مختلف النساء الواعيات وكذا الحركات النسائية وجمعيات المجتمع المدني.

وعن مقاربة الأدب النسوي، تؤكد مليكة أن الأمر صعب أمام شساعة المتدخلين في هذا النوع من الكتابة، وتزيد بالقول: “الكتابة متنفس المرأة من أجل مواجهة كل من يستنقص من قيمتها، وهي فضاء لتغيير الصورة النمطية التي خلفها الاستعمار”.

كما أوردت المتحدثة أن موضوعات إبداع المرأة الإفريقية مستوحاة من الطبيعة الإفريقية ومن التراث والتقاليد والعادات.

واعتبرت معطاوي أن حصيلة الإبداع النسوي ضعيفة بالمقارنة مع الرجال، فالأمر يتعلق بما وصفته بـ”محدودية الخطاب النسوي”.

جدير بالذكر أن المهرجان المتوسطي لكتابات المرأة تظاهرة ثقافية انطلقت سنة 2006، بهدف إبراز أهمية كتابات المرأة والتعريف بها، ومد جسر عبرها بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. وقد عرفت دوراته الست السابقة، التي نظمتها جمعية “جمع المؤنث”، انفتاحاً على كتابات المرأة؛ وهي كتابات من مختلف مناطق العالم، كأمريكا وآسيا.