الفنانة التشكيلية عفاف عمرو عرفات

مجلة جنى - الفنانة التشكيلية الفلسطينية "عفاف عمرو عرفات" من مواليد مدينة نابلس الفلسطينية عام 1938، عاشت في كنف أسرة فلسطينية مُتعلمة وميسورة، ولوالدها مكانته الاجتماعية والمهنية المشهودة له في المدينة، وبما يتصف هو وأخوتها الذكور والإناث من خصال حميدة. فتحت الفنانة عيونها طفلة ويافعة على جماليات منزل ذويها وطريقة هندسة عمارته وإطلالة شرفاته، وغرفه العلوية وفسحه السماوية وجدرانه الحجرية الحاضنة لمقامات عشق صوفي لوني، مٌعشب بأزهار الياسمين المنتشرة في ربوعه.

ولوحاتها المائية موصولة بعفوية الأسواق والبيوت المتراصة والحواري الضيقة في البلدة القديمة. المكحلة بأعشاب وطبيعة فلسطين الجبلية الغناء، والتي كانت مُنطلقاً لبروز موهبتها في سن مٌبكرة في ميادين الرسم والتلوين، وحظيت بتشجيع الأهل ومجتمع المدرسة بالرعاية والمُساعدة في بلوغ المنى ، والسير قدماً في طريق مزاولة الفن بطقوسه المحمولة في بداية الأمر بحس الطفولة والبراءة وجماليات اللحظة الزمنية المعاشة. وبالتالي تسجيل رؤى بصرية حافلة بالشفافية والحركية وزهو الملونات المُدرجة فوق سطوح دفاتر رسمها، قوامها بيتها وبيوت مدينتها العامرة وأزهار الياسمين.

وما تفوقها بمواد التربية الفنية في مراحل دراستها ما قبل الجامعية كافة، ورغباتها الشخصية إلا خطوة بالاتجاه الصحيح لنسج خيوط مُستقبلها، وتسنى لها ذلك من خلال انتسابها إلى معهد إعداد المعلمات بالقدس. واستكمال مسيرتها التعليمية والتربوية في ميادين التربية الفنية والتطبيقية، بأكاديمية باث للفنون الجميلة في العاصمة البريطانية بالفترة الواقعة ما بين 1954-1957، لتعود إلى تراب الوطن فلسطين، والعمل كمدرسة ومن ثم رئيسة لقسم الفنون الجميلة التشكيلية والتطبيقية بمعهد رام الله بالفترة الواقعة ما بين 1958-1964. ومن ثم دفعها فضولها وطموحها لمُتابعة دراستها الأكاديمية العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصولها على شهادة ماجستير في الفنون الجميلة عام 1966، وانتخبها عضواً في جمعية الفنون الأمريكية. وبعد عودتها إلى الأردن واستقرارها بمدينة عمان، عملت كمُشرفة تربوية تخصصية للتربية الفنية في وزارة التربية والتعليم الأردنية بالفترة الواقعية ما بين 1966-1979، وسبق لها أن شغلت موقع مندوب الأردن في مؤتمر أمستردام للفنون التشكيلية من العام 1969، ومؤتمر اليونسكو الإقليمي للتعليم الفنون الجميلة في عام 1976. وكانت عضوا في اللجنة التي أعدت المناهج الفنية وأدلة التربية الفنية للمعلمين فيها.

وساهمت في تأليف وإعداد مناهج ومقررات كتب التربية الفنية لجامعة اليرموك في الأردن للعام 1981. ثم انتقلت للعمل في وكالة الغوث الدولية "الأنروا" بصفة خبير للتربية الفنية والأعمال اليدوية ما بين أعوام 1979-1981. اشتغالها في ميادين التربية الفنية، جعلها أكثر وعياً بأهمية دورها كتربوية وفنانة وإنسانة. مما أهلها لتقديم جملة من المشاريع الفنية والتربوية في مسيرة حياتها المهنية، خدمة لأبناء شعبها العربي الفلسطيني في الأردن، وبمناطق عمليات وكالة الغوث الدولية (الأونروا) الخمس، وعلى صعيد التربية الفنية والفنون التطبيقية والمهنية خصوصاً. أقامت مجموعة معارض فردية الثلاثة الأولى في مدينة القدس في الأعوام 1959، 1962، 1954، بينما أقيم معرضها الرابع في مدينة عمان الأردنية عام 1969.

وساهمت في تأليف وإعداد مناهج ومقررات كتب التربية الفنية لجامعة اليرموك في الأردن للعام 1981. ثم انتقلت للعمل في وكالة الغوث الدولية "الأنروا" بصفة خبير للتربية الفنية والأعمال اليدوية ما بين أعوام 1979-1981. اشتغالها في ميادين التربية الفنية، جعلها أكثر وعياً بأهمية دورها كتربوية وفنانة وإنسانة. مما أهلها لتقديم جملة من المشاريع الفنية والتربوية في مسيرة حياتها المهنية، خدمة لأبناء شعبها العربي الفلسطيني في الأردن، وبمناطق عمليات وكالة الغوث الدولية (الأونروا) الخمس، وعلى صعيد التربية الفنية والفنون التطبيقية والمهنية خصوصاً. أقامت مجموعة معارض فردية الثلاثة الأولى في مدينة القدس في الأعوام 1959، 1962، 1954، بينما أقيم معرضها الرابع في مدينة عمان الأردنية عام 1969.

لوحاتها التصويرية والتركيبية التطبيقية لا تخرج عن مسار انحيازها لجماليات وطنها ومعالمه، وذكرياتها المسكونة في ظلال مدينتها نابلس وأكناف بيت المقدس الشريف، والتعبير عنها وفق رؤى فنية واتجاهات وتقنيات مُتعددة الوسائط والطرائق والأساليب، تصب جميعها في واحة الوطن الفلسطيني وناسه ونضاله المعيشي. مشوبة بصدق اللحظة الوجدانية التي تعيشها مع فكرتها التصويرية، تصوغها بعفوية وبلا تكلف. فيها ترجمة حسيّة ليوميات عايشتها في المدن الفلسطينية وسواها من بقاع الأرض ،لاسيما مدينة نابلس وأسواقها المفتوحة على حركة الناس والبضائع المعروضة في مفاتن اللوحات كولائم بصرية لونية شفافة وخجولة. تبني لحمتها الشكلية وحساسيتها اللونية على قواعد المنظور ثلاثي الأبعاد، وتناغم التدرجات اللونية المتوالدة من دائرة الألوان الرئيسة.

التراث له مواقف تصوير وتجليات رؤية بصرية، سواء أكانت مُستعارة من خيرات الحقول والمواسم الفلسطينية، وطريقتها الخاصة في تدوين مقامات سرد شكلي ولوني، لمظاهر العمل الأسري الفلسطيني التعاوني في قطاف الليمون والبرتقال وسواها، أو توثيق لذاكرة المكان البصرية لمعالم بيوت، وأزقة وأماكن متعددة من واحة البلدة القديمة في نابلس والقدس. يتجلى فيها ملامح الحس التصويري العفوي والفطري المقصودة، في نسج التراكم الشكلي لبنية اللوحات وهندستها المعمارية، وتوزيع عناصرها ومفرداتها، وتخير العجينة اللونية المُباشرة لملوناتها المائية والزيتية المتداعية فوق ورق وقماش اللوحات. وفي بعضها الآخر تركت العنان لحرية التأليف من مواد بيئية وخامات متنوعة الصنائع والتقنيات موصولة بالكولاج الصمغي لترجمة جديدة لمساحات الرؤى ومفاعيل الأفكار.

المصدر : مؤسسة فلسطين للثقافة