جدل في تونس مع اقتراب فوز امرأة بمنصب «شيخ المدينة»

"مجلة جنى" مع اقتراب مرشحة حزب «حركة النهضة» الإسلامية في تونس، «سعاد عبدالرحيم» من تولي منصب شيخ مدينة تونس، أو ما يعرف في البلاد بمنصب «رئيس البلدية»، ترتفع وتيرة الجدل القائم داخليا بعد أن كان المنصب حكرا على الرجال فقط.

وتسعى «سعاد عبدالرحيم»، مرشحة حزب «النهضة» الإسلامي، لتولي المنصب المهم، بعد أن حل حزبها في المرتبة الأولى في الانتخابات البلدية في العاصمة التونسية.

وحول ذلك، تقول إحدى الناشطات التونسيات، وتدعى «لبنى» عبر «تويتر»: «حركة النهضة في تونس فهمت اللعبة جيدا وتجرد خصومها من سلاحهم (حقوق المرأة) لأول مرة في تاريخها العاصمة تختار نساء على رأسها امرأتان رشحتهما النهضة، سعاد عبد الرحيم تقود بلدية القصبة (شيخة المدينة) وزينب بن حسين بلدية باردو (ليستا محجبتين حتى)».

حركة النهضة في تونس فهمت اللعبة جيدا وتجرد خصومها من سلاحهم (حقوق المرأة) لأول مرة في تاريخها العاصمة تختار نساء على رأسها امرأتان رشحتهما النهضة
سعاد عبد الرحيم تقود بلدية القصبة (شيخة المدينة) وزينب بن حسين بلدية باردو (ليستا محجبتين حتى) #تونس

— lobna labounet (@labounet) May 7, 2018

 

إلا أنه لا يزال التنافس الشديد على منصب شيخ مدينة تونس على أوجه، بين مرشحة «النهضة»، ومرشح حركة «نداء تونس» كمال إيدير، حيث لم يتمكن «النهضة»، وفق النتائج، من حصد الغالبية لكي يتمكن من تسلم رئاسة البلدية مباشرة.

وتقول المتابعة «حليمة»: «حصول سعاد عبد الرحيم على مشيخة تونس مسؤولية كل حر وكل شريف ... ولا اظن ان التيار الديمقراطي سيضيع عن نفسه شرف هذه الفرصة».

حصول سعاد عبد الرحيم على مشيخة تونس مسؤولية كل حر وكل شريف ... ولا اظن ان التيار الديمقراطي سيضيع عن نفسه شرف هذه الفرصة.

— maalej halima (@MbHalima) May 11, 2018


وتسبب تعليق أحد مسؤولي «نداء تونس» وهو المكلف بالاتصال، «فؤاد بوسلامة»، بارتباك داخل الحركة، وقال خلال حضوره في برنامج تلفزيوني إن «التقاليد تمنع من أن تتولى امرأة منصب شيخ مدينة تونس»، معتبرا أن تونس بلد مسلم ولديه تقاليد ولا يمكن حضور المرأة في الجامع في المناسبات الدينية على غرار إحياء ليلة القدر خلال شهر رمضان، على حد تعبيره.

حيث دفع هذا التصريح حركة «نداء تونس» للإعلان في بيان أن موقف «بوسلامة» يلزمه شخصيا ولا يلزم أو يمثل الموقف الرسمي للحركة.

ويقول أحد المتابعين للمشهد السياسي في تونس، عبر «تويتر» مستنكرا موقف المعارضين لترشح «سعاد»: «سعاد عبد الرحيم عورة عند الحداثيين والعلمانيين».

سعاد عبد الرحيم عورة عند الحداثيين والعلمانيين

— zarrouki naim (@zarroukinaim) May 11, 2018


تجدر الإشارة أن «سعاد عبد الرحيم» (53 عاما)، صيدلانية، تدير شركة أدوية مهمة في تونس، وهي أم لطفلين وتسعى للوصول إلى المنصب لـ«رسم الصورة الحقيقية للمرأة التونسية»، مؤكدة في تصريحات صحفية سابقة، أن ترشيحها «سيظهر التغيير الحاصل للعقليات في بلادها».

وسبق لحركة النهضة أن رشحت «سعاد عبدالرحيم» على رأس قائمتها بدائرة تونس خلال انتخابات المجلس الوطني التأسيسي لسنة 2011، وكان خبر ترشيحها آنذاك مفاجأة لجميع التونسيين باعتبارها غير منتمية للحركة، وهي سياسية مستقلة وغير محجبة.