"مجلة جنى" مليكة الجباري كاتبة من المغرب.
يمتصّني الزمان والمكان
أفكاري بندوبها تطارحني هدوئي
تتوالد أسئلتي
يرتشفني السكون وأنتشي
لكن الصوت في الخارج يُعرّي وجهه الرديء
كم هو مقزز:
اِنتهاك حرمة جمال الوجود
بدعاء مركب تحت غطاء الليل
حتى الشياطين تباركه..
هل كان لزاماً على الأعمى
أن يجرب ظلمة الألوان ليبدع ؟
ليبدع لي سيمفونيات بالألوان..
عزفها ما زال يمارس طقوسه على القلوب
ربما أخطأت السؤال..
السمفونيات كانت في حاجة لأنامل
بلا بصر ..
تبرأت العيون في ولادتها من العيون البغيضة
لا تحملقْ في السماء وتهديني تعجبا
لا تدفنِ الوجوه البريئة في الأرض
تَسَتُّرُكَ على البلادة تفضحها الطريقة
بلادة تصرخ دون توقف في وجهي
وفي وجه السماء
طلقات ذلك القلم العاكف في برج الصحائف
علمني الشفرات
شفرات الحكاية الموؤودة
علمتني أن أقدم الرأس قبل القدمين
نحو وجهة السفر
***
خواطره تنزهت في حدائق مسيجة
عبدة أصنام زرعوا له الأوتاد
زرعوا النخيل العاقر قبله
وركّبوا له الأصفاد
تكفلت الفؤوس الصدئة برؤوسهم
والسوط مازال يكسر عزلته..
لا أروي خرافة
أحكي قصة سؤال ذي أطلال
أسقطني عن حافة سريري
وأنا أطارح أفكاري
نضجت أجوبتي وقت كان الصبح يستعيدني
عبر نافذة زجاجية
بعثرت اللحاف البنفسجي
إلتفّ ليمسك حتى بأفكاري
توالدت أسئلتي ، خلّصتني من إزاري
نطق القلم والسمفونيات
في غياب العيون الخضراء والسوداء
حقا تبرّأ في عماه من وجوه بغيضة
أسكن روحه قلب المدينة
ليعلّمنا أن الصوت أقوى من عيون بليدة ..