«بيرثا بنز».. أول سيدة تقود سيارة في التاريخ

"مجلة جنى" من المعروف ارتباط تاريخ صناعة السيارات بالأسماء الذكورية الشهيرة، ومن أبرزها المخترع الألماني «كارل بنز» الذي لم يكن لنجاحاته أن تتحقق لولا شجاعة زوجته «بيرثا رينجر»، والتي تعتبر عمليا هي أول امرأة تقود سيارة بنفسها في العالم.

وتعود قصة «بيرثا» المولودة في الثالث من مايو/أيار من عام 1849، والتي توفيت عام 1944، حيث دعمت خطيبها المتعثر ماليا «كارل» وقدمت له الأموال الكافية لمواصلة مشروع ورشته الميكانيكية، قبل أن يتزوجا عام 1872، وهو ما مهد لاحقا لـ«بنز» أن يبتكر سيارة تسير بمحرك ومن دون الحاجة إلى الخيول لتدفعها.

وخرج مشروع السيارة الميكانيكية الأولى من نوعها عام 1885، إلا أن خوفه من قيصر ألمانيا الذي حظر ابتكار عربات عكس ما يركبه القيصر العاشق للخيول، دفع «كارل» إلى إخفاء ابتكاره لأكثر من عام داخل كراج مغلق، حتى قررت الزوجة «بيرثا» في الأول من أغسطس/آب من عام 1888 فتح الكراج دون علم زوجها، وقيادة السيارة بنفسها في رحلة امتدت لمسافة 106 كيلومترات بين مدينتي مانهايم وبفورتسهايم لتصبح بذلك أول امرأة تاريخيا تقود سيارة.

ولم تخلو رحلة «بيرثا» من المشاكل، بعد أن واجهت خلال قيادتها ضعفا في قدرات المحرك الأمر الذي دفعها إلى التوجه لإحدى الصيدليات وشراء مواد محفزة لاحتراق الوقود، وبالتالي زيادة قدرة المحرك قبل أن تنعكس هذه الزيادة سلبا على تهالك سريع للمكابح ما دفعها للتوجه إلى أحد الحدادين وطلبت منه صناعة بطانة جديدة للفرامل بجانب اعتماد مقبض طويل لذراع المكابح، التي اتبعته «بيرثا» بالاعتماد على مشبك شعرها الطويل لتنظيف أنابيب الوقود المسدودة.

كما استخدمت جواربها النسائية بهدف ربط وعزل الأسلاك الكهربائية، وعند بلوغها وجهتها أرسلت برقية لزوجها بأنها قادت السيارة إلى بفورتسهايم لزيارة والدتها، وأنها عائدة إلى مانهايم في اليوم التالي.

وساهمت شجاعة الزوجة وتقديم خبرات الرحلة الأولى في كسر حاجز الخوف لدى زوجها «كارل بنز»، حيث استأنف العمل على إدخال تحسينات عدة على مشروعه ومن أبرها مقترح «بيرثا» بضرورة إدخال ترس إضافي لصعود التلال، قبل أن ينجح «كارل» أخيرا في إبرام شراكة مع المهندس «ديملر» الذي أسس لوضع حجر أساس ولادة شركة «مرسيدس-بنز».