شفاقوج: هاجسي إنصاف المرأة الأردنية.. وتستوقفني القضايا الإنسانية

"مجلة جنى" ضمن فعاليات مهرجان "الفيلم الفرنسي العربي" عرض مؤخرا فيلم "17" للمخرجة الأردنية وداد شفاقوج، في الهيئة الملكية للأفلام، الذي تناول الحياة الإجتماعية والإنسانية لكل لاعبة أردنية في المنتخب الأردني للكرة النسوية، اللواتي شاركن في بطولة العالم لكرة القدم للنساء.
وفي حديث المخرجة وداد شفاقوج "للغد" قالت، "أهتم كثيرا بالجانب الإنساني لأي قضية، وهو أكثر ما يشدني في أغلب أعمالي، وعليه تناولت في "17" حياة اللاعبات الأردنيات اللواتي لا تتجاوز أعمارهن عن 17 عاما، ولكل واحدة منهن حياتها الخاصة"، مضيفة، ونقلت الصعوبات التي تواجهها الفتاة خلال التدريب للبطولة، وتسليط الضوء على الحياة الاجتماعية فيما بينهن".
تلفت شفاقوج، إلى أن فيلم "17" سيتم عرضه تجاريا لمدة أسبوع في سينما "برايم" اليوم، مؤكدة، أن تجربة حضور السينما التجارية لمشاهدة فيلم وثائقي فكرة مرحب بها، بحيث ينقل واقعا حقيقيا وقصة لا خيال فيها، والممثلون هم الأبطال الحقيقيون يعرضون مشاعرهم الصادقة وتجاربهم، ويفصحون عما يجول بخاطرهم، إلى جانب الأحداث التي وقعت خلف الكواليس قبل البطولة.
وتتابع، أن المشاهد لأي حدث وخصوصا المباريات، لا يفكر أبدا بما يحدث خلف الكواليس، وما هي الظروف التي يتعرض لها اللاعب قبل المباراة، وخلال التدريب، مبينة، أن هناك الكثير من الأحداث التي نقلها "17"، والتي لا يمكن تلافيها، وكان لها تأثير خلال المباراة.
احتوى "17" مجموعة مقاطع لقصص واقعية وتفاصيل يومية عاشتها لاعبات المنتخب الأردني أثناء التدريب، وفق المخرجة، وهي منقولة من بيوتهن ومسيرتهن ومدارسهن، والصعوبات التي واجهتها الفتيات أثناء التدريب، منها انتهاء التدريب في المساء المتأخر، وتجد إحداهن سيارة فارغة تنتظرها بسائق خاص، وأخرى تنتظر وسيلة المواصلات العامة لتنقلها لبيتها وسط أجواء القلق والخوف.
من جانب آخر، فتاة تعيش في جبل النصر، وعليها أن تصل التدريب في منطقة المدينة الرياضية، لكنها لا تملك نقودا كافية تمكنها من استخدام المواصلات العامة لتصل وجهتها. فلم يكن منها سوى السير لأربع ساعات متواصلة، لتتمكن من إجراء التمارين اللازمة للبطولة، وهي متدربة جاهزة، بحسب شفاقوج.
ترشح فيلم "17" لجائزة أفضل وثائقي في مهرجان مسقط السينمائي الدولي في 2018 ومهرجان طهران الدولي للأفلام الرياضية 2018 وأيام قرطاج السينمائية 2017.
تقول شفاقوج، "أسعى دائما في أعمالي لمناقشة قضايا الإنسان وحقوق المرأة والطفل، ويهمني كثيرا نشاط المرأة الأردنية وتحديها للثقافة المجتمعية التقليدية، واثبات قدراتها في كافة المجالات، من هنا جاءت فكرة الفيلم، الذي يركز على حياة فتيات أردنيات واجهن مجتمعا ذكوريا، وأثبتن مهاراتهن في كرة القدم، وحققن مكاسب عالمية، كما رفعن اسم الأردن عاليا بين دول العالم".
فيلم"17" ليس الفيلم الوحيد للمخرجة الأردنية شفاقوج، ففيلمها الأول تحت عنوان "هوية..." والذي تناول قضية شباب وشابات أيتام وفاقدي السند الأسري بعد تجاوزهم عمر 18 عاما، والعجز الذي يشعرون به، جراء ذلك، فهم بدون مأوى ولا عمل، والكثير منهم أميون لم يدرسوا.
وفي العام 2013 أخرجت فيلما قصيرا بعنوان "آخر راكب"، وتناولت قضية تهريب اللاجئين السوريين من مخيم الزعتري إلى محافظات أخرى بطريقة غير قانونية وغير أخلاقية، وقد صاحبها الصحفيان حنان خندقجي وحمودة مكي، وأنجزا تحقيقا استقصائيا حول المخيم الصحراوي الواقع في محافظة المفرق وظروف المعيشة فيه.
تقول شفاقوج، في العام 2014 كان أول فيلم طويل لي مدته 51 دقيقة، وحمل عنوان "ان كنت تقصد قتلي"، ويعالج قضية النساء الموقوفات إداريا في السجون الأردنية لحمايتهن مما يعرف بـ"جرائم الشرف"، وتم تمويل الفيلم من السفارة الهولندية في الأردن، وبالتعاون مع مركز ( تضامن) لحقوق الإنسان.
وعن اهتمام الشارع الأردني بالأعمال الأردنية، تؤكد شفاقوج، أن الفيلم السينمائي يلفت الانتباه أكثر من الفيلم الوثائقي، وذلك للفكرة الخاطئة عن الأخير، مبينة، عندما يروي الفيلم شيئا حقيقيا، يعني واقعا ملموسا ومعاشا، فتكون الفكرة أكثر مصداقية. 
وتلفت إلى أنها من الممكن أن تقوم بإخراج فيلم روائي، لكنه بكل تأكيد سيكون فيلما مستوحى من قصة حقيقية، كونها تبحث عن الحقيقية دائما.
وتؤكد أن فيلمي"هوية...، وآخر راكب" ساهما في تعديل بنود القانون الأردني، الأول، بخصوص قانون "هوية فاقدي السند الأسري"، التي باتت تمنح بأرقام وطنية عادية غير مميزة، بالإضافة لإغلاق بعض دور الرعاية، فالفيلم سلط الضوء على مدى همجية التعامل مع هؤلاء الشباب في طفولتهم.
أما الفيلم الثاني، فساهم في اتخاذ القرار في السماح للاجئين في الخروج من المخيمات، والدخول عن طريق هوية ذكية وفق شفاقوج.
ويذكر أن المخرجة وداد شفاقوج درست أيضا هندسة الديكور، وقامت بتصميم ديكور العديد من الأفلام السينمائية بين عامي 2007 و 2009، مما جعلها تقترب أكثر من الأجواء الابداعية للعمل السينمائي، ودفعها لدراسة السينما وإخراج الأفلام.