دور المربين في مرحلة الطفولة المبكرة

تنميه الابتكار لدى الطفل بإستخدام وسائل اللعب

"مجلة جنى" تحدد مراحل الطفولة المبكرة بما بين 3 و6 سنوات، تمتد من نهاية مرحلة الرضاعة، حتى التحاق الطفل بالمدرسة في سن السادسة من العمر، وتتعدد مظاهر النمو في مراحل الطفولة المبكرة، وعليه تأتي أهمية دراية الأهل ومتابعتهم لكل مرحلة.

مظاهر النمو في مرحلة الطفوله المبكرة:

- النمو الجسمي: تتميز هذه المرحلة باستمرار النمو الجسمي بسرعة، ولكن بدرجة أقل من سرعته في المرحلة السابقة (مرحلة الرضاعة)، ويتضمن النمو الجسمي والزيادة في الحجم والوزن ومن ناحية أخرى النمو الحركي، ففي هذه المرحلة تستمر الأسنان في الظهور ويستمر الرأس والأطراف والجذع والعظام والعضلات في النمو، ويزداد وزن الطفل وطوله ويتأثر النمو الجسمي للطفل في هذه المرحلة بحالته الصحية والنفسية، إلى جانب التغذية.
وهنا يأتي دور الأهل في الاهتمام بصحة الطفل الجسمية والنفسية، وبتغذيته وفقا لمتطلبات نموه، ووقايته من الأمراض، وحمايته من الإصابات والحوادث التي قد تؤدي الى عوائق في نموه، ومراعاة الفروق الفردية في نمو الأطفال، وتجنب القلق بهذا الجانب.

- النمو الحركي: تعد الطفولة المبكرة مرحلة النشاط الحركي المستمر؛ اذ يكتسب الطفل فيها مهارات حركية جديدة، كالجري، والقفز، والتسلق، وركوب الدراجة، والحركات اليدوية، ويكون نشطا على نحو عام، وتتميز حركات الطفل في هذه المرحلة بالشدة والسرعة والتنوع والتحسن، وبالتدريج تزداد قدرة الطفل على السيطرة على عضلاته بفضل التدريب والخبرة. 
من مظاهر التعبير الحركي للطفل في هذه المرحلة؛ تطور قدرته على الكتابة مبتدئا بالخطوط غير الموجهة، ومنتهيا بكتابة بعض الكلمات، وتتطور قدراته على الرسم، وهي إحدى الوسائل المهمة لتشخيص شخصية الطفل.
بالنسبة لدور الأهل، يجب على الوالدين والمربين العمل على تحويل النشاط الحركي الزائد للطفل والاستفادة منه في أمور نافعة، وتشجيع الطفل أثناء لعبه ونشاطه لدعم حاجته للشعور بالنجاح، وإتاحة النشاط الحركي الحر له في الهواء الطلق بتلقائية ومرونة، ومنعه من القيام بالنشاطات الحركية التي تفوق طاقته، وتشجيعه على الرسم بغرض تعويده على مسك القلم واستخدامه واستعمال الورق، وإعطائه فرص التشكيل باستخدام طين الصلصال، وغير ذلك من المهارات التي تنمي عضلاته الصغيرة.

- النمو الحسي: الطفل في بداية هذه المرحلة يجد لذة في ممارسة حواسه، فهو شغوف بشم الأشياء وتذوقها وفحصها واكتشافها، ويلاحظ صعوبة في قدرته على الإدراك الحسي للأشياء وعلاقاتها المكانية، وبتقدم العمر نجده يتعلم أسماء الاتجاهات يمينا ويسارا، وأعلى وأسفل، ويستطيع إدراك الأشياء في علاقاتها المكانية وإدراك المسافات والأحجام، الأوزان، والألوان.
وعلى نحو عام، تتطور حواس السمع والبصر والذوق والشم واللمس عند الطفل.
بالنسبة لدور الأهل، يجب على الوالدين والمربين رعاية نموه الحسي، وذلك من خلال الاتصال بالعالم الخارجي، كما في الزيارات والرحلات، وتربية حاسة السمع لديه ومراقبة وجود أي خلل جسمي لدى الطفل.

- النمو العقلي: يحاول الطفل في هذه المرحلة الاستزادة العقلية المعرفية، فتكثر أسئلته، ويزيد شغفه في معرفة الأشياء التي تثير انتباهه، وحبه في الاستطلاع والاستكشاف، كما يستطيع تكوين المفاهيم مثل: مفهوم الزمن، مفهوم المكان، مفهوم العدد والأشكال الهندسية وغيرها، ويطرد نمو الذكاء لديه وتزداد قدرته على الفهم والتعلم، وأيضاً على التذكر والتخيل.
ومن العوامل المؤثرة في النمو العقلي: أسلوب التربية والتعليم، الظروف البيئية، الدافعية، المستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسرة.

ويأتي دور الأهل فيما يلي:

- توفير الوقت أمام الطفل لينمو، وإعطاؤه الحرية للاستكشاف والتعلم.
- إتاحة المثيرات الملائمة للنمو العقلي وتنمية الدافعية لدى الطفل.
- الإجابة عن أسئلته بما يتناسب مع عمره العقلي، وتعليمه كيف ومتى يسأل، وتدريبه على صياغة الأسئلة المناسبة.
- الاهتمام بالقصص التربوية المفيدة والابتعاد بالتدريج عن القصص الخيالية على الرغم من أهميتها في اتساع خيال الطفل.
- تنمية الابتكار لديه وذلك من خلال استخدام اللعب.
- تزويده بقدر مناسب من المعلومات عن المدرسة قبل دخولها، بما يثير اهتمامه بها.