"مجلة جنى" قلما تجدُ طفلةً تجمع أكثر من موهبةٍ في آنٍ واحدٍ، لكن الطفلة المحظوظة حوراء الشريف (11 عاماً) من قطاع غزة استطاعت أن تجيد كتابة الشعر، والإنشاد، والرسم، وفن الإلقاء، إلى جانب استثمارها مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب لإبراز مواهبها.
عائلة الطفلة حوراء الشريف تنبهت لمواهب ابنتهم في الأعوام الأولى من ولادتها، إذ لاحظوا عليها حبُ الطفلة للإنصات للقرآن الكريم والشعر والأناشيد، فما كان من العائلة إلا أن احتضنت ابنتها وبدأت تصقل مواهبها تارة من خلال التشجيع وتارة من خلال التدريب، وبدأت الطفلة مشوارها الفني بتقديم بعض العروض الفنية من خلال الإذاعة المدرسية.
الطفلة حوراء التي كان لها من أسمها نصيب استطاعت وبدعمٍ من عائلتها وأصدقائها أن تنمي مواهبها العديدة التي حباها الله بها، وفي وقتٍ قصير ومع نشرها لإبداعاتها الفنية استطاعت أن تكوِنَ على الشبكة العنكبوتية جمهورٍ لا يستهان به مقارنة بالمدة المحدودة التي نشرت فيها اعمالها الفنية.
واستطاعت الطفلة الشريف رغم صغر سنها أن تدشنَ قناة لها على موقع يوتيوب حازت على إعجاب الكثيرين، واستمرت الطفلة في نشر ابداعاتها الفنية على رغم من تعرض صفحتها للتشويش، لاسيما أنَّ الطفلة دأبت على المشاركة بالأناشيد الوطنية، والأشعار التي تحرض الفلسطينيين على المشاركة في مسيرات العودة التي انطلقت في مارس 2018.
وتشير الطفلة الشريف إلى أنها دشنت قناتها على اليوتيوب في ظل غياب الحاضنة الثقافية في قطاع غزة، قائلةً "في غزة نفتقد كأطفال إلى الحاضنة الفكرية والثقافية، ومن باب (لا يحك جلدك مثل ظفرك)، قررت أن اعتمد على نفسي ومعي عائلتي وأن ادشن قناتي على اليوتيوب لأنشر عليها أشعاري واناشيدي".
وتضيف الطفلة الشريف: قناتي على اليوتيوب تعتبر قناة ثقافية، ترفيهفة، تربوية، تعليمية، وطنية، تهدف للتعزيز القيم، والأخلاق، والمبادئ، وتعبر عن تمسك الطفل الفلسطيني بأرضه.
وأوضحت الطفلة الشريف إلى أنَّ الله حباها بعائلة فنية، يميل جميع أفرادها إلى الإنشاد، والإلقاء، وتأليف الشعر، إذ تميز شقيقها الأكبر براء الذي يدرس الطب في جمهورية مصر العربية بالإنشاد، وتميزت أخواتها ثراء وأشجان بتأليف الشعر ومونتاج الفيديوهات والتصوير، وجميعهم يشاركون أختهم حوراء بإنتاج الفيديوهات.
وتميزت الطفلة الشريف بقوة الإلقاء بأكثر من اللهجة، إذ تجيد الإلقاء باللغة العربية الفصحى، واللهجة العامية الدارجة، واللهجة البدوية، واستطاعت أن تتميز في الإلقاء من خلال قوة شخصيتها، وأدائها المتمكن، وإحساسها المرهب بالنصوص التي تلقيها، إضافة إلى اتقانها لغة الجسد التي تعتبر عنصر مهم من عناصر نجاح الإلقاء.
لم تتوقف حوراء عند موهبة الإلقاء بل توجهت إلى تأليف الشعر، إذ كتبت قصيدة شعرية نثرية عن مسيرات العودة الكبرى، إضافة إلى كتابتها قصيدة شعرية تتحدث عن الأطفال قطاع غزة.
وتعاني الطفلة الشريف كما يعاني جميع أهالي غزة من قطع الكهرباء المتكرر الذي يفسد عليها تصويرها وتواصلها مع معجبيها في فلسطين وخارجها، داعية المؤسسات الثقافة والإعلامية لتبني مواهبها وصقلها، واستثمارها بما يخدم القضية الفلسطينية.
المصدر: فلسطين اليوم