هل ثمة مبالغة في الـ "بروبيوتكس"؟

"مجلة جنى" قبل كل شيء، هل تعرف الـ"بروبيوتكس" Probiotics؟ حسناً، لنبدأ من الأمعاء. توجد فيها ميكروبات [جراثيم، طفيليات...] متنوعة، بعضها مفيد للجسم لأنه "يتصارع" مع الميكروبات المضرة، ويساهم في تقوية جهاز المناعة. تتكوّن الـ"بروبيوتكس" من ميكروبات مفيدة تقدر على التكاثر في الجهاز الهضمي للإنسان، إضافة إلى مكونات تساعد في نمو الميكروبات المفيدة. وشهدت السنوات الأخيرة طفرة في الاهتمام العلمي بالـ"بروبيوتكس"، خصوصاً تأثيراتها إيجابياً على المناعة، بل حتى الجهاز العصبي.

وأخيراً، ظهر بحث علمي تناقلته وسائل إعلام غربيّة مهتمة بالعلوم، يرى أن فوائد "بروبيوتكس" هي أقل مما أظهرته بحوث سابقة عنها، وهي أيضاً أقل من الصورة الإيجابيّة القوية عنها. ونشر البحث في صيغته الأكاديمية في الموقع الشبكي لمجلة "سيل" CELL العلمية.

إذ تبين أن أمعاء كثير من الناس لا تتقبّل مكوّنات الـ"بروبيوتكس"، بل تطرحها خارجاً مع الفضلات، ويتفاوت نسبة تقبلها بين شخص وآخر من دون وجود شيء مشترك في ذلك الأمر.

وبرز ملمح غير متوقع، يتعلق بممارسة صارت شائعة أخيراً، تتمثل في إعطاء الـ"بروبيوتكس" لمن أخذ "كورس" من المضادات الحيوية ("أنتي بيوتكس"). ولأن المضادات الحيوية معروف عنها أنها "تمحو" البيئة الميكروبية في أمعاء من يتناولها، يسعى الأطباء أحياناً إلى استعادة تلك البيئة الأصلية بمكوناتها التي تختلف بين شخص وآخر. وجاءت المفاجأة في أن الـ"بروبيوتكس" تمنع استعادة البيئة الميكروبية الأصلية التي كانت موجودة قبل تناول الـ"آنتي بيوتكس"، لمدة تصل إلى قرابة 6 شهور!