باحثة تنظم «جولات للتّشمّم» والغاية استكشاف المدن بالأنف

"مجلة جنى" تسألك المرشدة قائلة: «حسنا، ما هي الروائح التي التقطتها؟». «(هل هو) الإسمنت الرطب؟ جميل!، (هل هو) نسيج متعفن؟ لطيف!، (هل هي رائحة) خشب؟ عظيم!».
توفر المرشدة كيت ماكلين «جولات للتّشمّم» عبر المدن الكبرى على مستوى العالم. وسيكون بمقدور الزّوار والمحليين المحظوظين بالمشاركة في واحدة من الجولات غير المنتظمة للباحثة العالمية التي أعلنت عنها على موقعها على الإنترنت، استكشاف المناطق الحضرية بطريقة لم يفعلها سوى القليلين الآخرين قبل ذلك، بمحاولة تتبع أكبر عدد ممكن من الروائح.
وقالت ماكلين للمشاركين في جولة للتّشمم نظمتها مؤخرا في حديقة «سنترال بارك» في نيويورك: «قد تضطّر إلى أن تلصق أنفك بشيء أو تخدش لحاء الشجر أو تقطع أوراقها».
تنصح ماكلين المشاركين بالتّشمم وليس التنفس فقط، موضحة أنّ نحو 10 في المائة فقط من جزيئات الرّوائح الموجودة تتلامس مع مستقبلات الشّم لديهم عندما يتنفسون، ولكنها ستتضاعف عند التّشمّم.
وتطلب الباحثة من المشاركين في جولاتها وصف الروائح التي يستكشفونها، «لا مجرد التّعرف عليها». وتقول ماكلين إنّه خلال جولة التّشمّم الأخيرة التي قامت بها، التقط أحد المشاركين «رائحة الأحلام الممزقة»، فردّ عليه آخر قائلا: «لقد التقطتها أيضا - إنها رائحة الجعة القديمة على الرصيف».
وابتكرت ماكلين، وهي مصممة غرافيك ومرشحة لدرجة الدكتوراه في تصميم تجربة معلوماتية في الكلية الملكية للفنون بالعاصمة البريطانية لندن، أيضا «خريطة للروائح» لمدن مختلفة حول العالم مثل غلاسغو وميلانو وباريس.
وتقول ماكلين إنّ كل مدينة بها ثلاثة أنواع أساسية من الروائح أولها، «روائح الخلفية» الموجودة دائما. «ففي سنغافورة، على سبيل المثال، تكون رائحة الخلفية هي رائحة الهواء الرّطب وأطعمة الشّارع الحارة». من ثمّ هناك روائح مؤقتة، مثل الروائح المنبعثة من مخبز مثلا، أو من حركة المرور خلال ساعة الذروة. وأخيرا، هناك روائح عابرة. وتقول الباحثة: «قد تأتي إحدى الروائح من شخص ما يمشي خلفك. يمكنك قضاء الكثير من الوقت في مطاردة هذه الروائح».