على ضفاف نهر كبير
لم ينبت على محياه موج بعد
وبينما الريح في وكرها ساكنة تغزل الغيم
بعد ليلة يوم عصيب عملت فيه بجد
وعلى توقيت صبح تنفس بتثاقل مريب
كنت أسير
على رود أسير
إلى أن تعثرت قدمي بيد
يد ضاربٌ فرعها في الرمل
خلتها لوهلة
كسرة حلم تهشم في الطريق
لكن ما إن مددت لليد يدي
حتى اجتاحتني رضوض الماء و الطين
و يا للهول
كم إلى الموت تشير
على ضفاف النهر الكبير
نبت كثير من اليقطين
كأنه رؤوس تنانين
في انتظار ما يجود به بطن الحوت
فهنا نسي اليقطين وظيفته السماوية
وما عاد يقوم بإسعافات أولية
بل يقتات على الحسرة والأنين
والدم المراق على ركح المجزرة
رزقا من رب عظيم....آمين
تواريت بين لا ولا كألف مسطول
وفجأة
فجأة أقول
ومن رحم الذهول
انبثق ظل مبتور الهامة
يجر الخطى والأسى والرمل
في اتجاه اليقطين
كان يبحث عن حلم
و يد
و كرامة..
بقلم: مريم أبو سفيان: أديبة من المغرب/ بني ملال.
المصدر: قاب قوسين