أمــة بلا هــوية نَخــِرة ....لا عصيــة

"مجلة جنى" الأمة التي تفرط بهويتها الوطنية وحضارتها وثقافتها ولغتها هي أمة هشة تفقد مع الزمن وجودها وتصبح جامدة غير قابلة للتطور, وتفقد مع الزمن احترام الأمم , وتصبح كالجسد الذي يفقد عموده الفقري.

هوية أي أمة هي ذاتها ووجودها ومعمارها وفنونها وعاداتها وقيمها العربية ، فتلك الهوية هي التي جعلت الأمم ينشر فيها العدل والرحمة والمساواة , والأمة التي لا تحظي برؤية مفكريها وعلمائها وأبنائها  تشغل فراغا في عمقها , بل قد تصاب بالخدر والشلل , فلا تقوي على تشكيل حاضرها ولا مستقبلها.

ما نعانيه في مجتمعاتنا العربية من انه لا توجد منهجية ووعاء فكري مبني على أسس علمية يشرع من خلاله خلاصة الفكر للمثقفين والادباء والسياسيين والاقتصاديين وغيرهم , فمجملها نظريات فكرية عربية غائبة أو لا تجد من يحتضنها وينميها فتبلي وتندثر, فالأمة التي كانت تصدر عبر تاريخها الفكر والقيم , باتت اليوم تستقبل ما دون الفكر وما دون القيم !!!فلا ضير من التنوع واكتساب المعرفة ومن الانفتاح على الاخر دون أن تذوب الهوية الوطنية في هويات اخري أو في شكل عولمى يفقد الأمة هويتها الشخصية , ويفقد الانسان عموده الفقري المتمثل في هويته وعاداته وتقاليده وقيمه وتاريخه المتصل في حاضرة والمتصل بمستقبله.

وما يحلق في الأفق شيء من السمات الفكرية الغربية في مزج وخلط الافكار والحياة العربية ما نسميه  بتغييب الفكر , وشكل الحراك الحياتي للأمة وكأنها باتت أمه بلا ملامح ولا فكر, أمة تحاصر الفكر والمفكر وتتخالط فيها الرؤى والمفاهيم.

إذن نحن بحاجة الى أمة تحافظ على هويتها الثقافية والفكرية, أمة تتبلور فيها الايدلوجية العربية , فتعمل على بناء أفراد وأمم صالحين قادرين على مواجهة الغطرسة والمسخ  الفكري الذي يتغلغل في حضارتنا وثقافتنا وهويتنا العربية , فحين يختل الأساس الفكري ينهدم ويتلاشى الكثير من نطاق الحياة , فعلينا ان نهيئ السبل الكافية والامكانيات والبيئة المثلي القائمة على روح المحبة والسلام للتفاعل ولترسيخ المبادئ والقيم المثلي, ولكي نرتقي بشباب المستقبل الواعد فنقدم  للأمة شباب ناضج بفكره محافظ على هويته وتراثه.