"صفية".. مصورة صحفية تمارس عملها على حواف الخطر!

"مجلة جنى" تُسخّر المصورة الصحفية "صفية عمر"جل وقتها لعملها الميداني فلا يقع حدث في "مناطقة امتيازها"الا وتكون حاضرة فيه ، ترصد وتصور، وتشيّر، وتصطاد اللحظات الهاربة ؛ برشاقة يحسدها عليها زملاؤها في مهنة البحث عن المتاعب.

تقول صفية إن فكرة مزاولتها للمهنة راودتها منذ العام 2003 عندما لم يتجاوز عمرها الـ16 ربيعا حينما داهم جنود الاحتلال منزلها الواقع في مخيم عايدة للاجئين شمال بيت لحم فجرا واحدثوا فيه اضرارا جسيمة واعتدوا على اسرتها واعتقلوا شقيقها ليمضى اربع سنوات في السجن بتهمة المشاركة في مقاومة الاحتلال .

وتتابع صفيه حديثها بالقول:"كنت حينها اتمنى لو ان احدا يلتقط صور تلك الممارسات لجنود الاحتلال ومنذ تلك اللحظة وضعت التصوير نصب عيني الى ان اتيحت لي الفرصة لاشارك في تصوير فيلم وثائقي من انتاج مخرجة امريكية يتناول وجه الشبه بين المراهقين في فلسطين واقرانهم في الولايات المتحدة، كما شاركت في دورة عقدت بالقنصلية الفرنسية في فنون التصوير الفيتوغرافي والمتحرك ودورة اخرى في مركز الرواد بمخيم عايدة."وتطالب صفية نقابة الصحفيين والمؤسسات الصحفية بانصافها لتتمكن من مواصلة عملها.

برز دور صفية في حضورها الدائم في الخان حيث واكبت احداثه لمدة شهرين منذ ساعات الفجر الاولى إلا ان العسر المالي حال دون وصولها إلى المكان الذي بات قبلة الصحفيين والناشطين، وذاع صيتها عبر حضورها الكثيف في مختلف الفعاليات حتى اضحت مصورة صحفية معروفة بين زملائها حيث تستجيب لدعوات التغطية للانشطة والاحداث حتى اطلق عليها زملاوها لقب" الصحفية النحلة" و" المراسلة الحربية" نظرا لنشاطها الدؤوب في تغطية الفعاليات.

واصيبت صفية خلال المواجهات مع جنود الاحتلال ثلاث مرات خلال تغطيتها للمواجهات في مخيم عايدة او عند خط التماس في قبة راحيل وبلدة الخضر فاصيبت في المرة الاولى بقنبلة غاز من نوع "الفراشة" كما اصيبت في المرة الثانية برصاصة مطاطية بطرف رأسها وفي الثالثة بقنبلة صوت ارتطمت في يدها.وهي اصابات اصيب بها عدد من زملائها المصورين والصحفيين العاملين على حواف الخطر.

وعن اهم الاحداث التي قامت بتغطيتها وتركت اثرا في نفسها تقول صفية:" تشييع جثامين الشهداء في اجواء حزينة للغاية فمشاعر الصحفي تنفطر ما بين التغطية وما بين ما مشاهدة من الالم والحزن لذوي الشهداء وعائلات الاسرى حين تسمع قصصهم المؤلمة فلكل اسير ام وزوجه وابن وأب لهم قصة مليئة بالعذاب والالام وهذا بلا شك يترك الما كبيرا في نفسي".