الأردنية فاتن العتوم : امرأة استثنائية في زمن استثنائي

" مجلة جنى" عمان : نضال العضايلة - يكفيها أن تكون بحد ذاتها إبداعا من رحيق الامل وندى الفجر الجميل، هكذا تظهر فاتن العتوم بكتاب الإنسان لا الذكور أو النساء، وهكذا تواصل زهرة اللوتس الاردنية بهاء القول والفعل، تبشر بالربيع الزاحف ، بالشارع الممتد حتى السماء، بالإنسان بكل العنفوان.

تنشد فاتن وتردد أحلى نشيد على درب بلوغها لتحقيق حلم طالما راودها، حلم فتاة ليست عادية، حلم انثى درست الحياة رغم فتي عمرها، حلم يافعة من بنات وطن جبلنا على حبه، وهمن به شوقا ولهفة.

قد يكتب الرجل عن المراة كتاباً، ومع ذلك لا يستطيع أن يعبر عنها ولكن كلمة حق منه تكفي لذلك كله، فمنذ نعومة أظفارها وريشة الابداع والتفوق لا تفارق أناملها الأنثوية، فاتن العتوم ابنة الربيع المتناثرة زهوره، واسطة العقد بين قريناتها، تربت في حضن أب وأم ينحدران من جهة الوطن، رأت النور ليبزع ميلاد مبدعة تفيض أنوثة وجمالا.

نظرة واحدة في كراسة أحلامها تجعلهم  يروون كل شيء في رسمها محدوداً، ومع ذلك يرونها غير محدودة في شيء، كأن لها  فيضاً من السحر يستغرق العالم ويغمر الكون ولا يكتفي بما ينتهي دون ما لا ينتهي، او كأنها مجتلى هذا الفيض، ووسيلة اتصال بروج السحر الازلي.

فاتن احتلت مساحة واسعة من مساحات الكون متعدد الاتجاهات،  بل هي ترسم كل لوحات المسافة في وطن ايقنت انه سبيل لحياتها، وما بين الحب في قاموسها والحب الازلي شعرة لا يراها الا من يعشق تراب بلاده.

كانت ولا زالت شجرة ، لا بل حقل من حقول الحب الذي يغذي ذاتها نحو الأمل ، فالامل اكبر مما يمكن وصفه، والشوق لربوع الحب الازلي يشكل خريطة اسمها فاتن، ويتعدى ليكون اكبر من احرف تشكل الكلمة، الى مستقبل استطاع ان يغوص في اعماقها.

أستطيع تشبيه تلك الأنثى التي ترمز للفتون بمن يرغب ان يبني مجتمعًا متماسك، فهي شديدة الإيمان بمبدأ المشاركة والمناصفة فالرجل نصف المجتمع والمرأة نصفه الآخر دون أن يطغى دور أحدهما على الآخر، وقد يبدو الأمر مثاليا ولكنه لم يكن يوما من المستحيلات، وما تبحث عنه فاتن فعلًا هو تنمية الوعي لدى الطرفين لإيجاد نوعٍ من التسوية تتيح لنا اغلاق هذا الملف للأبد والتفكير بما هو أهم من تبادل التهم من الطرفين، هكذا ترى الأنثى الاستثنائية فاتن العتوم الامر.

تمثل الأردنية فاتن العتوم نموذج نسائيا إيجابيا فهي تمتلك مقومات المرأة الناجحة أو لنقل انها "امرأة من طراز خاص".

فاتن العتوم امرأة طموحة، تطمح في ارتياد القمة، من عاداتها المبادرة، وهي كما قلت تمثل المرأة الناجحة، تتمتع بصفة الإقدام، تصنع حياتها، وتمهد دربها، دون أن تنتظر ردة فعل من الآخرين، ثم إن ثقتها بنفسها كبيرة، وهي تعلم أن النجاح لا يقترب من شخص مزعزع الفكر، متهرئ الوجدان.

من صفات الاستثنائية فاتن الذكاء الاجتماعي، عن كونها امرأة ذات قلب ساحر، يستحوذ على نواصي القلوب والعقول. تؤمن فاتن إن التخطيط للحياة، يجعلها تعلم كيف تسيطر المرأة على حياتها، وتضع البرامج والخطط لتحقيق أفضل النتائج.