"مجلة جنى" عمان نضال العضايلة - رائحتها تشبه رائحة الشيح والقيصوم في رضاب بلادي، نكهتها كدحنونة في سهل مؤاب، عابقة بسماء العوافي، تبتهل من فج الثنية وجبل شيحان بعض أدعية وأذكار، هي نسمة من نسمات بلادي، رلى الطراونة، جيل من الشباب، وعنق مطرز بخارطة الوطن.
الاعلامية الاردنية رلى الطراونة عمر يتجلى في جنبات الطريق الذي تسلكه منذ ان ايقنت انها قد أودعت الأردن حبا وشوقا ولهفة، انطلقت وكأنها السهم النافذ في قلب الوطن، لم تأن ولم تصرخ يوما إلا بحنجرة الاردن، تألقت وتلألأت بابداعها الأسطوري وحشدت طاقاتها من أجل حلم لم يتبدد، فكانت على الموعد تسبح في بحر مجتمع كان بحاجة لامثالها، ايقنت ان الله الذي يتربع على عرش السموات والأرض سيكون معها في خدمة وطن تحمله في احشاءها كما تحمل المرأة طفلها، جسدت كل معاني الوفاء لبلدها حتى وهي في جيوب البعد عنه.
رلى الطراونة تلك المرأة التي اشتاقت لوطن ادمتها الغربه عنه، كانت تحاكي سماء عطره وتجاهر بأعلى صوتها هذا علم معشوقتي الأردن فتلقفيه واحرصي ان يكون في كبدك عاليا خفاقا.
إنها تشبه عناقيد اللؤلؤ إلى حد بعيد، ليس فقط بالشكل، بل بالمضمون والعمق.
رلى من نساء ذلك الزمن الجميل الحقيقي غير المموه والمشوه، إنها من زمن الحقيقة والأحلام في الآن عينه.
عند رلى للتراب رائحة تعشقها تعبق بذكريات قادمة من دهاليز طفولة لا تنسى في عمان، وما بقي من زمن جميل يربط ماضيها بحاضرها المكتوب، يمسك بها قبل الغوص في تفاصيل حياتها الملونة بألوان راية الوطن والمهدبة بهدب الشماغ الأحمر.
رلى الطراونة مقدمة برامج ومحللة أسواق المال والمحللة الفنية في قناة سي أن بي سي العربية ومعدة ومقدمة برنامج البوصلة وكبيرة المذيعين في القناة، لم تترك مجالا اجتماعيا الا وخاضته فعملت على الارتقاء بالإعلام وبالسياحة والمرأة وحقوق الانسان والحريات العامة والاعمال الانسانية والتطوعيه، كما اجتهدت في مجالات العمل العام وهي تعد نفسها لتكون واحدة من الناشطات الدوليات لتعمل من اجل المرأة الاردنية والعربية، قدمت الكثير ولا وزالت تقدم بثبات واصرار متمسكه بشخصيتها القوية ومثابرتها العاليه.
أستطيع تشبيه رلى الطراونة بمن يرغب ان يبني مجتمعًا متماسكا مؤمنة بمبدأ المشاركة والمناصفة فالرجل نصف المجتمع والمرأة نصفه الآخر دون أن يطغى دور أحدهما على الآخر، وقد يبدو الأمر مثاليًا ولكنه لم يكن يومًا من المستحيلات وما تجتهد رلى على فعله هو تنمية الوعي لدى الآخر ووضع الإعلام العربي على خريطة العالم.
ولسيدة المدينة مكانتها، وأثرها في كل أركان المجتمع العربي.
